• من المعلوم ان الزمان و المكان عاملان مهمان فى حياتنا كافراد و مجتمعات انسانية، ولهما تاثير مهم و محورى على كيفية عيشنا و تطورنا الحياتى و الفكرى ، وكل زمان و مكان لهما صفاتهما و سيماتهما الفارقة عن زمان و مكان اخران،فمثلا فى زمان و حقب تاريخية معينة حدثت احداثا و كوراث طبيعية او انسانية يشيب لها الابدان و فى اماكن مختلفةحدثت احداثا تاريخية يعرف بها هذا المكان من البلدان او الاوطان بوجهيه المشرق و المظلم. لهذا لزمان و المكان اهمية كبيرة و تاريخية فى حياة الشعوب و المناطق.

فمثلا منطقة الشرق الاوسط كمكان ونظرا لحيويتها و اهميتها الجيوالسياسية فى العالم لها اهميتها التاريخية و الدينية و السياسية و الاقتصادية و العسكرية،لهذا المنطقة بطول تاريخها المشرق و المظلم كمنطقة بدائية لنشوء الحياة البشرية و نزول الاديان السماوية و انشاء اولى الحظارات الانسانية القديمة و الجديدة ،دائما محط انظار الاستعمار و المحتلين الخارجين عن المنطقة و مع الاسف الشديد فان كل الصراعات السياسية و الدينية و الاقتصادية و العسكرية تبدا او تنهى من هذه المنطقة، بسبب كثرة الحوادث المنكوبة و الماساوية التى تحدث فى هذهالمنطقة فى كثير من الاحيان واحد تفكر و تقول بان هذه المنطقة منطقة ملعونة من عند الله وبسبب لعنة الله عليها تكثر فيها الحوادث و الازمات و الصراعات المريرة و الطويلة الدموية و الغير الانسانية و ينهبون ثرواتها و خيراتها و يتركون شعوبها متخلفة و فقيرا ومريضا ومنكوبا،لا ادرى هذه اللعنة الالهية بسبب تخلف شعوبها و فساد حكامها او بسبب خيراتها الغنية و ثرواتها الكبيرة الموجودة فى باطنها.

بنفس المنوال الزمن لها تاثيرها على الحوادث و تاريخ الشعوب و المناطق، و كل حقبة تاريخية او مرحلة تاريخية معينة لها مزاياها و سيماتها المختلفة عن حقبة و مرحلة ما قبلها و ما بعدها و ايظا الاعوام و الاشهر و الايام لها نفس سيمات المختلفة.مثلا اعوام الحروب العالمية الاولى(( 1914-1918 )) و الثانية اعواما(( 1939-1945 )) خالدة فى ذهنية الفرد و المجتمعات فى العالم و هكذا موجود نماذج و امثال اخرى.

والان وفى عصرنا هذا فان عام 2016 يعتبر عاما منكوبا و ماسويا على العالم اجمع و منطقة الشرق الاوسط خصوصا،لانه عام كثر فيه الحروب و الاقتتال و الازمات السياسة و الاقتصادية و العسكرية و الاجتماعية،عام كثر فيه الجوع و القتل و التشريد و الدمار لبلدان و مدن و قرى فى كل من سوريا و العراق و اليمن ، و عام كثر فيه الاعمال الارهابية و التفجيرات فى كل من اوروبا و امريكا و روسيا و استراليا و بلدان اخرى، نستيطع ان نقول ان عام 2016 عام المخاوف و التحديات الكبيرة على مصير الانسانية،لان فى كل لحظة زمنية مخاوف اعلان الحرب العالمية الثالثة بين القوى العظمى حاضرة بقوة بسبب كثرة و حدة الصراعات فيما بينهم و هم انفسهم اعلنوا تحذيراتهم لشعوبهم من تلك المخاوف الكبيرة اكثر من مرة،فمثلا قتل السفير الروسى فى تركيا و سقوط الطائرة الروسية من قبل تركيا لحظات حرجة و خطيرة لاشتعال نار حروب كبيرة و عالمية مثلما حصلت بسببهاالحرب العالمية الاولى كحادثة اغتيال ولى عهد نمسا((فرانس فرديناند)) فى سرايفو.

عام 2016 بحق و حقيقى عاما مشؤوما على الشعوب المنطقة بسبب استمرار الحروب بين النظام السورى من جانب و القوات المعارضة السورية من جانب اخر و بسبب كثرة التدخلات الخارجية من قبل تركيا و روسيا و ايران ضد الجبهة الغربية و الامريكية و السعودية من جانب اخر. وفى العراق و اليمن و المصر و حتى تركيا نفسها معرضة لهجمات ارهابية الدموية و حدثت اكثر من عمل ارهابى داخل تركيا و كلها بسبب التعنت و الغرور و كبرياء و احلام اردوغان و نظامه و بسبب تعاونها و مساعداتها للمنظمات الارهابية و احتمائهم من قبلها،والان هم يردون على تركيا و سياساتها الخاطئة و التكتيكية بالقوة و يحولون تركيا الى جهنم حقيقى على اردوغان و نظامه بسبب نقل فعالياتهم الارهابية داخل اراضى التركية،اردوغان رغم علمه و معرفته بطبيعة عمل المنظمات الارهابية المجرمة و مخططاتهمولكن لحد الان هو مستمر فى مساعدة الداعش و عصابات اجرامية اخرى فى كل من سوريا و العراق و هم مثل الحية لا امان معاهم ولا خير فى مساعداتهم ولكن اردوغان بسبب حقده و بغضه للكرد و و طموحاتهم المشروعة و كل الخيرين فى المنطقة ناسيا المقولة التى تقول ((كن مستعداً للموت إذا رغبت في مساعدة الحية)) والان تركيا و اردوغان امام هجمات شرسة ارهابية من قبل تلك الجماعات و هدية راس السنة الجديدة 2017 لتركيا و اردوغان هى تفجيرات دموية و ماساوية فى جموع و بين اهالى و مدنيين العزل و فى احتفالات ليلة راس السنة الجديدة، هذه الاعمال التخريبية هى بداية بلا نهاية و على اردوغان و نظامه ان يصححون من سياساتهم العدوانية ضد او تجاه قوى المعارضة الحقيقية لنظام سوريا وبين قوات و عصابات الارهابية المجرمة و الفرق شاسع بينهما،عليهم ان لا ينحازوا الى جانب العصابات الارهابية ضد قوى معارضة قوية و كبيرة و حقيقية على الارض و حسن نواياهم مثل قوات سوريا الديمقراطية و القوات الكردية فى كل مكان فى المنطقة والعالم .

و عليهم ان لا ينظروا الى قوات ثورية و تحررية امثال (( قوات سوريا الديمقراطية و قوات الكردية المسلحة PYD)) من اجل استقلال و تحرير اوطانهم و سقوط انظمة ديكتاتورية و فاسدة بنفس العين و النظر الى العصابات الارهابية الدموية و المجرمة كعصابات الداعش و جبهة النصرة و غيرهم و يزنهم بنفس الميزان و المكيال لان الفرق بين الجهتين كبير و شاسع و لا يخفى على عاقل.على تركيا و اردوغان ان يعرفوا بان نهاية و نتيجةتعاونهم و مساعداتهم لداعش و عصابات اخرى هى حصاد عدد كبير من القتلى و الجرحى من المدنيين الترك و الشعوب اخرى و خراب مدن و وقرى داخل تركيا و شعوبها مثلما حدثت فى سوريا و بالتحديد فى مدينة حلب و مدن اخرى كردية فى كرستان الغربية و فى الموصل و كركوك فى كردستان الجنوبية و مدن عراقية اخرى فى الوسط و الجنوب.و يجب ان يعرف اردوغان ان فى نهاية المطاف ان الداعش و عصابات الارهابية الاخرى يجمعون فى تركيا كماوى اخير لهم و يقومون بتكرار نفس التجربة السورية و العراقية داخل تركيا و ضد نظام اردوغان و سياساته و بالنتيجة المتضرر الاكبر و الاخير هو نفسه و الشعب التركى بكل اطيافه و مذاهبه و قومياته و كل هذه بسبب النواياه و الطموحات و احلام اردوغان التوسعية.

واخيرا نقول لعام 2016 روح بلا رجعة لانك عاما مشؤوما و منكوبا و ماساويا على الشعوب المنطقة و انك عام لجوع و الخوف والقتل و التشريد و الدمار ، و لا ندعوا لك بالخير و انما نامل من عام 2017 بان لا يكون شبيها لك و انما يكون عاما للخير و السلام و الامان لكل الشعوب و الاوطان فى المنطقة و العالم اجمع.وان يعده الله على الكل بالخير و البركة و اليمن و السلام و تحقيق جميع امال و طموحات الشعوب المضظهدة و المظلومة تحت نير الظلم و التخلف و الفقر والجهل من قبل حكامهم الطغاة فى المنطقة.

كاتب كردى من كردستان العراق

[email protected]