نلعن الارهاب ونحن منتجية ، نلعن العنصرية ونمارسها، نلعن الهمجية ونعيش فيها، نلعن الديكتاتورية ونصنعها، نلعن الفاشية ونغوص فيها.. إسرائيل هذه الدولة القائمة بين جيران من العرب يلعنونها صباحا ومساءاً في خُطبهم السياسية وفي منابرهم الدينية وفي جلساتهم المذاعة.. يلعنون فيها العنصرية ويصفونها بالفاشية والارهابية ليل نهار..

وكأننا مجتمعاً ملائكياً خُلقنا ملائكة ونعيش في المدينة الفاضلة في وفاء وإخلاص بين أخوتنا في الدين والمختلفين معنا، وسط إعلام منافق طبال زمار راقص في صورة تؤكد لك أن لا أمل في الشفاء للمنطقة!! فمعرفة الداء أهم من الدواء، والتشخيص السليم بداية صحيحة للعلاج.

ففي صورة توضح برادوكس طبيعي لأحداث واقعية لم تحدث في إسرائيل وإنما في بلاد تتحدث عن الشرف وكأنه ملكاً لها، وعن الدين والفضيلة وكانها تتطابق عليها ، وعن النخوة وكأنها نصيبها، وعن الرجولة وكأنها صُممت لأجلهم.

لم تجد إسرائيلي يذبح وينحر باسم الله وسط التكبير، لم تسمع إسرائيلي فجر نفسه وسط مدنيين لينال شرف "الشهادة" وينتقل من أرض الشقاء إلى جنة الحور للمضاجعة ليلاً نهاراً وسط صليل الكؤوس وآهات العذارى.

لم تسمع في إسرائيل عن قاضي حكم على أطفال خمس سنوات سجناً لأنهم قاموا بالتمثل لمدة 27 ثانية مشهد لإرهابيهم.

لم تر في إسرائيل دولة كاملة تتستر على اغتصاب فتيات فلسطينيات قاصرات في عمر الـ 17 عاما.

لم تر في إسرائيل هيئة دينية تضرب بالقانون عرض الحائط وتهود المسلمات القاصرات.

لم تر في إسرائيل قاضي يدحض في دين المجني عليهم ليطلق سراح الجناة.

لم تر في إسرائيل رئيس يطلق كلمات عن العدل والمساواة وعلى أرض الواقع يحض على الكراهية والاضطهاد.

لم تر في إسرائيل دولة تغض النظر عن سرقة وحرق بيوت الفلسطينيين لكونهم ليسوا يهود.

لم تجد في إسرائيل مؤسسات دولة تنشر الرعب والإرهاب للمختلفين.

لم تجد في إسرائيل قضاء مؤدلج وأمن دولة متعصب ومؤسسات دينية تجيد نشر الإرهاب.

لم تجد في إسرائيل من يلعنك صباحاً ومساءاً خمس مرات يومياً.

لم تجد في إسرائيل دولة تقبل اغتصاب إحدى رعاياها بحجة أنها مختلفة الديانة.

لم تجد في إسرائيل تعليم الكراهية ونشر الحقد باسم الدين.

لم تجد في إسرائيل رئيس يتحدث عن الحب وأرض الواقع مملوءة كراهية، يتحدث عن العدل والواقع ظلم، يتحدث عن المساواة والواقع عنصرية فجة، يتحدث عن العيش المشترك وكل أعمالهم قتل شريك الوطن وصاحب الأرض... إسرائيل لم تتحدث عن الشرف ولم تتحدث عن العدل ولم تتحدث عن المساواة وإنما في أرض أجدادنا مع السكان الجدد أصبحنا دائما نتحدث عن الشرف، وعن الأمانةٍ، وعن الأدب والتربية، وعن النخوة والرجولة... وإذا نظرت لأرض الواقع تجد أننا نتحدث عما ينقصنا بل عما هو منعدم فينا.

مدحت قلادة

[email protected]