نضال وتدمن تل أبيب: بعد أخذ ورد بين مختلف ممثلي الأحزاب الإسرائيلية في الكنيست، اتفقت الأحزاب الإسرائيلية، ظهر الثلاثاء خلال اجتماع تشاوري مع رئيسة الكنيست على موعد رسمي للانتخابات العامة، هو العاشر من شباط القادم، على أن تنهي الكنيست دورتها رسميا في العاشر من نوفمبر، لكون ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق إسحاق رابين تحل في الرابع من نوفمبر.

في غضون ذلك بدأت الأحزاب الإسرائيلية استعداداتها للانتخابات النيابية القادمة، وكان زعيم المعارضة بينيامين نتنياهو، أول من استغل إعلان ليفني عن قرارها وقف مساعي تشكيل حكومة جديدة، ليعلن في خطابه أمام الكنيست، أمس، أن إسرائيل ليست بحاجة لانتخابات جديدة وحكومة جديدة بقدر ما هي بحاجة لقائد جديد، مؤكدا على لاءاته السياسية برفض التفاوض حول القدس ورفض العودة لخطوط ما قبل الرابع من حزيران ورفض حق العودة.

وكشفت الصحافة الإسرائيلية اليوم، أن نتنياهو كان وراء وقف حزب المتقاعدين لمفاوضاتهم الائتلافية مع ليفني، كما أنه كان تعهد لشاس بتلبية كل مطالبها المالية والسياسية ( وخصوصا ملف القدس) إذا رفضت الدخول في حكومة تشكلها ليفني.

في المقابل، وفي الوقت الذي يبدو فيه الليكود تحت زعامة نتنياهو حزبا موحدا فإن الوضع في الحزبين الكبيرين، الآخرين، كديما بزعامة ليفني، والعمل تحت قيادة براك، غير مستقر تماما. فقد قال مقربون من شاؤول موفاز، الرجل الثاني في كديما، لصحيفة quot;يسرائيل هيومquot; إن أنصار موفاز يطالبون أن تتعهد ليفني بتحصين مكانة موفاز ومنحه المكان الثاني في لائحة الحزب، دون أن يضطر للتنافس على هذا المقعد، بينما ترفض ليفني ذلك، خصوصا في ظل ما ردده مقربون منها من كون موفاز سعى إلى عرقلة انضمام شاس لحكومة تشكلها ليفني. ويستعد حزب كديما حاليا للاتفاق على ترتيبات للانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحيه للكنيست للمرة الأولى، بعد أن كان النواب الحاليين في الحزب قد تم اختيارهم من قبل شارون وأولمرط دون انتخابات داخلية.

وفي حزب العمل يلاقي زعيم الحزب، إيهود براك معارضة شديدة، خصوصا من الوزير عامي أيلون، على خلفية تصريحات نسبت لبراك تفيد بأن براك يعتزم إلغاء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الحزب، مما دعا عدد من نواب الكنيست وفي مقدمتهم سكرتير الحزب، عضو الكنيست إيتان كابل، وعضو الكنيست شيلي يحيموفيتش إلى التأكيد على أن مثل هذا الإجراء لن يمر.

ويخشى براك من انهيار الحزب، بعد أن تنبأت الاستطلاعات الأخيرة في إسرائيل وبصورة متتالية بانهيار الحزب وتراجع عدد نوابه من 19 عضو كنيست حاليا إلى 11 عضو كنيست، وفق الاستطلاعين الأخيرين لكل من صحيفة يديعوت أحرونوت ومعاريف، مقابل ارتفاع وتزايد قوة الليكود من 12 عضو كنيست حاليا على 26-29 عضو كنيست، وحصول كديما على 29-31 عضو كنيست.

الأحزاب العربية قلقة على مصيرها

ومقابل الحركة النشطة في وسط الأحزاب الإسرائيلية الصهيونية، فإن الأحزاب العربية تعيش حالة من القلق وعدم اليقين، وخصوصا في ظل الخوف من رفع نسبة الحسم، مما يهدد بعدم اجتياز أي من هذه الأحزاب لنسبة الحسم، علما بأن الاستطلاعات العامة لا يمكن لها أن تكون دقيقة فهي تتطرق إلى الأحزاب العربية مشتركة لتعطيها نفس القوة.

ولعل اللافت في هذه الحالة، أن أكثر الأحزاب العربية عرضة لعدم اجتياز الانتخابات هو حزب التجمع الوطني الديموقراطي، وخصوصا بعد اتهام السلطات الإسرائيلية لزعيمه، الدكتور عزمي بشارة، بالتعاون مع حزب الله خلال الحرب على لبنان، مما اضطر بشارة إلى الخروج من إسرائيل والعيش في الأردن، الأمر الذي شكل ضربة قوية لحزبه.

وتخشى الأحزاب العربية بشكل خاص من نسبة متدنية من التصويت في أوساط الفلسطينيين داخل إسرائيل، وذلك في ظل التراجع المستمر في السنوات الأخيرة لنسبة المشاركة في الانتخابات العامة، حيث انخفضت هذه النسبة من 67% في انتخابات العام 1995، بعد اغتيال رابين، إلى أقل من 67% في الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت عام 2006. وكان عضو الكنيست جمال زحالقة، رئيس كتلة حزب التجمع الوطني الديموقراطي قد أعرب صراحة خلال لقاء وفد الحزب مع الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، أمس الاثنين أن تحديد السابع والعشرين من كانون ثاني موعدا للانتخابات، هو أمر غير محبب بسبب هطول الأمطار بغزارة في ذلك الوقت مما قد يؤدي إلى تدني نسبة التصويت والمشاركة في الانتخابات.

وتواجه الأحزاب العربية، مشكلة جادة في توحيد صفوفها بسبب خلافات مبدئية وأخرى شخصية إذ أن الخلافات بين قادة بعض هذه الأحزاب تجعلها ترفض مجرد طرح إمكانية التحالف فيما بينها في قائمة مشتركة. مع ذلك، لا يستبعد كليا أن تضطر هذه الأحزاب إلى تشكيل توليفة مؤقتة تمكنها من اجتياز المعركة الانتخابية ومن ثم تفكيك هذه القائمة بعد الانتخابات، وإن كان شكل هذه القائمة مرهون بما ستفرز عنه الانتخابات للمجالس البلدية التي تجري في إسرائيل في الحادي عشر من نوفمبر القادم.