بهية مارديني من دمشق: أكدت سوريا اليوم ان دمشق تدرس خيارات تعرف الولايات المتحدة الاميركية أنها مؤلمة ، وقال وزير خارجيتها وليد المعلم إن quot;سورية تنتظر توضيحا من الحكومتين العراقية والأميركية لما جرىquot;، مضيفا في تصريحات صحافية أنه quot;إذا لم يكن الرد مقنعا فإن سورية تدرس خيارات تعرف الولايات المتحدة أنها مؤلمةquot; مستبعدا الخيار العسكري.

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم أن quot; سورية ستلجأ إلى اتخاذ إجراءات مؤلمة للرد على العدوان الأميركي الأخيرquot; الذي استهدف قرية السكرية في البوكمال الحدودية وأسفر عن استشهاد ثمانية مواطنين وجرح آخرين.

وأنذر المقداد الذي كان يتحدث في محاضرة بعنوان (السياسة السورية وتحولات المنطقة) أن quot; سورية لن تسكت على هؤلاء المعتدين ، وعلى هذه الانتهاكات القوية للقانون الدولي وللعلاقات ما بين الدول ولميثاق الأمم المتحدةquot; ، وقال quot;نحن الآن في انتظار المزيد من ردود الأفعال والمواقف الرسمية والمعتمدة بشكل مباشر لكي نحكم بشكل نهائي على الجهة التي خططت ومولت ودعمت مثل هذا الانتهاك quot;.واضاف المقداد إن quot;سورية اتخذت من الإجراءات الآن كرد أولى على العدوان الأميركي quot; واشار الى ان quot;الإجراءات السورية ستكون في البعد السياسي والأبعاد القانونيةquot;.

واعلن بأن سورية quot;ستقوم بتوجيه رسالة مباشرة إلى كل من يقف مع هذا العدوان والتأكيد على أنهم كانوا مخطئين في التخطيط والتنفيذ لمثل هذه الاعتداءات والانتهاكات التي يجب على المجتمع الدولي أن لا يقبل بها على الإطلاقquot;.

ووصف الإدارة اللاميركية quot;أنها كارثة على الولايات المتحدة وعلى الوضع الدولي بشكل عام من خلال إتباع سياسة الضرب وتنفيذ سياسات وتوجهات المحافظين الجدد الرامية إلى بناء الإمبراطورية الأمريكية المسيطرة على العالمquot;.

وشدد المسؤول السوري على quot; فشل الولايات المتحدة في مواجهة كل التحديات التي حددتها منذ عام 2000 وحتى الآن لاسيما الأخطاء الجسيمة في تعاملها مع القضايا الإقليمية والدولية والاقتصادية ما أدى إلى انهيار الأسواق المالية وغلاء الأسعار في العالم quot;. واشار الى أنه quot; في حال عدم محاكمة الإدارة الأميركية المرتحلة بتهمة الإبادة البشرية خلال الأشهر والسنوات القادمة فإن التاريخ سوف لن يسكت عليها وستحاسب على ما اقترفته في أفغانستان وباكستان والعراق وفي قتل المدنيين الأبرياء في سوريةquot;.

وقدم المقداد في المحاضرة عرضا لمجمل الأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بدءا من فلسطين والعراق ولبنان والسودان وانتهاء إلى عملية السلام والمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل إلى جانب العلاقة السورية الأوروبية والانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقال المقداد إن quot; العالم يمر حاليا بمرحلة تحول رئيسية أبرزها الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستحدد الكثير من معالم السنوات الأربع المقبلة وما هو أبعد من ذلك quot; مؤكدا أن quot; سورية تأخذ بعين الاعتبار الكثير من العوامل التي يمكن أن تشهدها الولايات المتحدة و العالم وبخاصة منطقة الشرق الأوسط باعتبارها الهدف الأساسي للسياسات الأميركية ولأي إدارة جديدة quot;.

ولفت إلى quot; محاولات تلافي كارثية الأزمة المالية التي يشهدها العالم حاليا من خلال تسخير إمكانات لا حدود لها بغية ترتيب الوضع الدولي والاقتصادي العالمي quot;. وحذّر المقداد من أنه quot; في حال عدم إصرار إدارة بوش على عدم التعامل مع الأزمة المالية من جذورها فعلى العالم أن يتوقع الكثير من المشاكل quot;.

وكانت سوريا قد اغلقت اليوم المدرسة والمركز الثقافي الاميركيين ووجهت رسالة الى الامين العام للامم المتحدة ومجلس الامن مدينة الهجوم .

و كانت الحكومة العراقية انتقدت ملية الإنزال الجوي الأمريكية. وقال علي الدباغ، في بيان، إنه يتعين على القوات الأمريكية quot;أن لا تكرّر مثل هذه الأعمال.quot; وأوضح أنّ quot;الحكومة العراقية ترفض الهجوم الذي نفذته طائرات أميركية ضدّ مواقع داخل الأراضي السورية، تماشيا مع سياسة الحكومة العراقية والدستور الدائم الذي لا يجيز استخدام الأراضي العراقية كمنصة انطلاق أو عبور لمهاجمة دول مجاورة.quot;

وأضاف أنّ الحكومة العراقية بدأت تحقيقا بشأن الحادث. وأكّد أنّ بغداد ترغب في حل دبلوماسي مع دمشق ينهي أنشطة المنظمات الإرهابية التي تستخدم سوريا quot;نقطة انطلاق أو عبور لتدريب وتسليح إرهابيين يستهدفون العراق وشعبه.quot;