بهية مارديني من دمشق: في سابقة تعتبر الأولى من نوعها، تقوم المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية برصد الانتخابات الأميركية عن كثب. وقال الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة في تصريح لـquot;إيلافquot; إن الفكرة جاءت لتقديم صورة حقيقية للجو الديمقراطي الغربي، وخاصة أن الانتخابات الأميركية نموذجًا مختلفًا من الديمقراطيات الغربية المنتشرة في أوروبا. وحول إمكانيات الرصد قال قربي quot;ربما كانت القوانين الأميركية المحفز الرئيسي لقرارنا لأنها تسمح لأي مواطن أميركي الدخول لأي مركز اقتراع والاطلاع على كافة الأوراق والسجلات في الوقت الذي نحتاج فيه الى عدة خطوات وطلبات للتقدم بمراقبة أي انتخابات عربية غالبًا ما تنتهي برفض المراقبةquot;.
وفي اتصال هاتفي أجرته إيلاف مع رئيس لجنة الرصد عضو المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان المهندس عبد اللطيف المنيّر، والمقيم في أميركا قال quot;لقد قمنا بكافة الإجراءات لرصد العملية الانتخابية وما يتمخض عنها من نتائج، وتم ترتيب العينات في خمس ولايات رئيسة أميركية، وهي واشنطن، كاليفورنيا، شيكاغو، فلوريدا، و تكساس. واخترنا هذه الولايات لما تمثله من مراكز ثقل للجاليات العربية، وأضاف المنير quot;إننا بدأنا في قبول طلبات الشابات والشباب من السوريين والعرب والمتطوعين للمشاركة في عملية الرصد. ووزعنا عليهم استمارات خاصة بالعملية الانتخابية ، كما أنشأنا غرفة عمليات في مدينة سياتل لتلقي التقارير عن طريق الهاتف والانترنت ساعة بساعة طوال يوم الانتخابات وتفاعلاتها في الأيام التاليةquot;.
وحول سؤالنا عن موقف الناخب المواطن الأميركي من أصول عربية قال المنير إنه على الرغم من ميول بعضهم الى المرشح اوباما، إلا أن الموقف العام هو الحيرة حيث كلا المرشحين الجمهوري ماكين والديمقراطي أوباما لم يتقدما إيجابًا نحو قضايا الشرق الأوسط. وحول صلة الربط بين منظمة حقوقية كمنظمة الوطنية وبين عملية الرصد للانتخابات الأميركية، قال المنير الحقوق لا تتجزأ والمعرفة حق، ومن حق المواطن السوري بشكل خاص والعربي بشكل عام، الإطلاع من زاوية مستقلة بعيدًا عن أخبار الفضائيات الموجهة، ومن خبرتي أقول إن الدول العظمى وعلى رأسهم أميركا، ليست بمنأى عن الخروقات في العملية الانتخابية.
ونحن اعتدنا على أن تقوم هذه الدول بمراقبة الانتخابات في دول الجنوب، ودولنا العربية منها، لكننا لم نعتاد على العكس ونأمل من مبادرتنا هذه أن تؤسس لمشاريع اكبر في المستقبل. ان الرصد عن كثب سيفيدنا بناحيتين: الأولى اكتساب الخبرة الديمقراطية والثانية إثبات انه لا توجد ديمقراطية كاملة، لا سيما أنه تمت خروقات كثيرة في الانتخابات السابقة، وتم استغلال البطاقات الانتخابية التي ترسل عن طريق البريد Absentee والتي اتضح أن بعضا منها كانت لأسماء متوفين، ومواطنين تمت تبديل محل إقامتهم، كما تمت عملية إعادة فرز الأصوات عدة مرات للتأكد من صحة وتدقيق الأسماء بعد شكوك تقدم بها الطرف الخاسر، كما تمت إعادة فرز الأصوات لعدة مرات بين مرشحي منصب الحاكم في ولاية واشنطن، والتي تتزامن مع انتخابات منصب الرئيس المرشح إلى البيت الأبيض.
وحول لمن سيصوت أكد لنا المنيّر أنه سوف يمتنع عن التصويت وكذالك عائلته التي تبنّت فكرته، بحجب أصواتهم الانتخابية، عن أي من المرشحين سواء للرئاسة أو لمرشحي الكونغرس أو لمرشحي حاكم الولاية، اثر الهجوم الذي تعرضت له سوريا مؤخرًا في البوكمال وراح ضحيته أبرياء وسط صمت اقرب الى تأييد الاعتداء من قبل المرشحين والحزبين الذي يأخذ أحيانا شكلا من أشكال الاستغلال. واكد ان المنظمة ستقوم برصد الانتخابات والتي موعدها هو فيالرابع من الشهر الجاري، وإعداد تقرير خاص عنها بسلبياتها وايجابياتها.
التعليقات