الأعصاب مشدودة وكل المؤشرات تحمل إسم أوباما
أميركا: إنتخابات وهالوين ومخاوف من التعصب
زانا الخوري من دنفر: 4 أيام فقط تفصل الاميركيين والعالم من موعد 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الذي سيشهد انتخاب الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة الاميركية. وفيما السباق بين المرشحين الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين يشتد يوما بعد يوم والانفاس مشدودة بانتظار الرئيس الذي سيقود حقبة جديدة للبلاد التي تتخبط بهموم اقتصادية وامنية، لا يهمل الاميركيون لمسات المزاح التي ترطب الاجواء مستفيدين من اجواء عيد الهالوين الذين يحتفلون به هذا الاسبوع، وذلك رغم تخوف بعضهم من quot;شبح العنصريةquot;.
الأعصاب مشدودة، ولا تزال استطلاعات الراي التي توزعها الوكالات الدولية تشير الى تقدم المرشح اوباما على جون ماكين الذي نجح خلال الأسبوع الاخير من موعد الانتخابات في ردم الهوة التي تفصله عن منافسه وتقليص الفرق في النقاط الى 5 بعدما كانت تجاوزت ال10. لكن المعسكر الديمقراطي والمراقبين يخشون تطورا مفاجئاً يمكن أن يعيد قلب المقاييس ويخلط الاوراق، مثل حدوث هجوم ارهابي او كارثة في البلاد تدفع الاميركيين وبخاصة المترددين منهم الى اعادة التفكير في خياراتهم. وتصديقا للارقام التي ترد في الاستطلاعات، تؤكد نتائج اولية تصل من الولايات الـ 33 التي تشهد التصويت المبكر لثلث الاميركيين أن اوباما لا يزال متقدماً .
ونقل لـ quot;ايلافquot; الناخب الأميركي- اللبناني مارك شيحا الذي انتخب الاثنين الماضي صورة هذه الانتخابات. فقال إنه يعيش في شيكاغو منذ سبع سنوات واضطر إلى التصويت قبل الثلاثاء لانه سيسافر الاثنين الى كندا في زيارة عمل ويعود في اليوم التالي مساء. وكان يفضل التصويت مع الباقين يوم الثلاثاء لكنه يخشى اي تاخير في الرحلة، فاقترع قبل الموعد وquot;ضمن صوتهquot;. وأضاف انه فوجئ لدى وصوله الى مركز الاقتراع بعدد الناخبين الذين كانوا ينتظرون للتصويت: quot;الصف كان طويلا، انتظرت ساعتين تقريبا قبل ان اصل الى آلة الاقتراعquot;. لكنه اكد ان الامور جرت بنظام ولم يشك من اي امر.
وكانت طريقة التصويت المبكر مسموحة سابقا للاشخاص ذوي الحالات الاستثنائية، اما اليوم فان 33 ولاية تطبق هذه الطريقة وتسمح للمنتخبين بالتصويت عبر البريد او بالتوجه الى مراكز الاقتراع دون تقديم اعذار. ومعلوم ان الديمقراطيين يؤيدون هذه الطريقة بينما يعارضها الجمهوريون.
الانتخابات هالوين وquot;شبح العنصريةquot;.
ويتزامن موعد الانتخبات مع الهالوين او عيد quot;جميع القديسينquot; الذي يحتفل به الأميركيون كل عام في اجواء من الخوف الهزلي والضحك يبدأون التحضير لها قبل شهر، وهم لم يوفروا المرشحين لانتخابات هذا العام فانتشرت في بعض المتاجر اقنعة للمرشحين ماكين واوباما، كما انتشرت ثياب ووجوه وشعور مستعارة تقلّد المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بالين.
وفي بعض الولايات اخذ المزح درجة اقصى . ففي كاليفورنيا علق رجل دمية على هيئة المرشحة بالين مشنوقة بحبل يتدلى من منزله. وألبس تشاد مايكل موريسيت دمية لتشبه حاكمة الاسكا بتسريحة شعرها ونظارتها الطبية المميزة وعلقها من الرقبة من افريز بمنزله. وفي ولاية كنتاكي عثرت الشرطة الاميركية، على دمية تمثّل السيناتور باراك أوباما علقت من سقف مبنى تابع لجامعة quot;كنتاكيquot; في مدينة لاكسينغتون.
وفيما اكتفى صاحب فكرة دمية بالين بازالة الدمية بعدما اثارات احتجاجات واتت بنتائج عكسية من دون ان يتعرض الى اي ملاحقة قانونية، فان الطالبين اللذين علقا دمية تمثل اوباما وجدا نفسيهما في مركز للشرطة. واكد جو منرو مدير الشرطة بالنيابة في الجامعة أن الحادث خطير جداً ويؤشر إلى توتر عرقي. وكانت حوادث مثيلة، تشير الى توتر عرقي وقعت في ولايات عدة. كتحطيم زجاج سيارة كانت تضع شعار حملة اوباما، ووضع شعارات تحريضية على جدران بعض احياء.
ونقلت ميشال (27 عاما) ، وهي طالبة اميركية تدرس العلوم السياسية من النسل القوقازي، نقلت تخوفها من العنصرية إلى quot;ايلافquot; وقالت إنها تخشى تكرار حوادث تحمل خطراً على مستقبل حرية التعبير في اميركا. وأضافت ان اميركا ليست مستعدة بعد لأن يحكمها رئيس اسود، واذا حصل خلاف بين طالبين الاول ابيض والثاني اسود فان اي كلام سيصدر عن الطالب الابيض سيؤخذ ضده ويتهم بالعنصرية. فكيف الحال إذا كانت الانتقادات إلى الرئيس الاميركي المقبل ... الأسود على الأرجح حتى الآن؟
التعليقات