فيينا: يسعى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا اليوم إلى إحتواء الخلاف الذي أثاره طلب سوريا من الوكالة المساعدة في بناء مفاعل نووي بسبب رفض الدول الغربية لهذا الطلب. وينتظر ان تنتهي مشاورات الدول الاعضاء في المجلس اليوم بعد ان اعدت سكرتارية الوكالة صيغة توفق بين مطالب الدول الغربية من جهة ومطالب دول عدم الانحياز وسوريا التي تنضم اليها من جهة اخرى.
وابلغت مصادر رسمية في سكرتارية الوكالة وكالة الانباء الكويتية (كونا) بان هذه الصيغة تؤكد ضرورة تقديم الوكالة المساعدة في اعداد دراسة جدوى حول انشاء مفاعل في سوريا لتوليد الطاقة الكهربائية مع تنفيذ هذه المهمة على خطوات تتناسب واعمال التفتيش والتحقق التي يقوم بها مفتشو الوكالة الذرية في موقع الكبر السوري للتاكد من عدم وجود مواد او انشطة نووية غير معلنة في هذا البلد.
وتعارض الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة بشدة المشروع السوري الذي تبلغ تكلفته 350 الف دولار ويبدا تنفيذه العام القادم على ان ينتهي في 2011 بدعوى انه سيكون من غير المناسب ان تقدم الوكالة الذرية معلومات فنية حساسة لدمشق التي لاتزال خاضعة للتحقيق بسبب الاشتباه ببناء مفاعل نووي في منطقة صحراوية نائية دمرته اسرائيل في سبتمبر من العام الماضي. الا ان دولا اخرى من بينها الصين وروسيا وعددا من الدول النامية وصفت احتجاج الدول الغربية على الطلب السوري بانه تدخل سياسي يقوض برنامج الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز تطوير الطاقة النووية لاغراض مدنية.
بدوره اعتبر المدير العام للوكالة الذرية الدكتور محمد البرادعي في تصريحات خلال الاجتماع المغلق للجنة الفنية بان حرمان سوريا من تلقي المساعدات في مشروع الطاقة النووية كما طالب بذلك الدول الغربية لا يستند الى اسس قانونية وهو ما اثار حفيظة الدول الغربية والولايات المتحدة التي دخلت في مشادة قوية مع المدير العام للوكالة الدكتور البرادعي.
- وفي معرض تعليقه على مداولات المجلس الحالية انتقد مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانيه الذي تواجه بلاده منذ بضع سنوات اتهامات باخفاء انشطة نووية سرية وعلقت لها العام الماضي 22 مشروعا تقنيا من مجموع 56 مشروعا بشدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومؤسسات الامم المتحدة الاخرى لصمتها عن قيام اسرائيل بتدمير المنشات السورية في سبتمبر العام الماضي والتركيز عوضا عن ذلك على محاولة حرمان دمشق من اية دعم تقني.
وقال سلطانيه في تصريح مقتضب لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش اعمال اللجنة الفنية الخاصة ببرنامج التعاون التقني بين الوكالة والدول الاعضاء ان بلد ذو سيادة تعرض لاعتداء عسكري والامم المتحدة ومجلس الامن قابل ذلك بصمت مطبق وسكوت مخجل وهذه صفحة سوداء في تاريخ الامم المتحدة. يذكر ان اللجنة الفنية المنبثقة عن الوكالة تتخذ توصياتها عادة بتوافق الاراء بين اعضاء مجلس المحافظين المؤلف من 35 دولة. ورغم ان الاجتماع السنوي للجنة لا يحظى في العادة باي اهتمام خارج الوكالة الا ان الطلب الذي تقدمت به سوريا هذا العام ادى الى انقسام الدول الاعضاء. وطلبت سوريا مساعدة الوكالة في دراسة الجدوى الفنية والاقتصادية لبناء مفاعل نووي لانتاج الطاقة وكذلك في اختيار المواقع المناسبة له.
وفي تقرير كانت قد أصدرته يوم الاربعاء الماضي اشارت الوكالة الذرية الى ان موقع الكبر السوري يحمل سمات المنشآت النووية لكنها لم تستبعد ان يكون لاغراض غير نووية حيث طالبت بمنحها المزيد من الوقت لاستكمال تحقيقاتها حول هذا الموضوع. وتعتزم الوكالة الطلب من سوريا رسميا خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة يوم غد الخميس بالسماح لها من جملة امور بان تقوم بزيارة الاماكن التي يوجد فيها حطام المبنى واي معدات ازيحت من موقع دير الزور لغرض اخذ عينات جديدة منها فضلا عن مطالب مماثلة لاسرائيل بتقديم معلومات فيما يخص ادعاءات سوريا المتعلقة بمنشا جزيئات اليورانيوم.
التعليقات