قضية حضانة الأمهات المسيحيات تتفاعل في مصر
المنظمات الحقوقية ترفع شعار quot;لا خيار سوى الضغط الدوليquot;

محمد حميدة من القاهرة: لجأ حقوقيون مصريون إلى مؤسسات وهيئات دولية أملاً فى دعمهم ضد القضاء المصري لحسم قضية حضانة الأمهات المسيحيات اللاتي إعتنق أزواجهن الإسلام. وكانت محكمة الأسرة قد قضت في حالات محددة بإسقاط حضانة أمهات لأطفالهن وتسليم الأبناء إلى الآباء بعد إشهار إسلامهم وهو ما إعتبره الحقوقيون مخالفًا للقانون، وخصوصًا للمادة 20 من قانون الأحوال الشخصية التى تقول إنه quot;ينتهي حق حضانة الأمهات ببلوغ الصغير أو الصغيرة سن الخامسة عشرة quot;. وقد إستند القضاء المصري فى هذه الإحكام إلى المادة 2 من الدستور التي تنص على أنquot;مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريعquot;.

ولجأت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهي منظمة مستقلة، إلى الاحتجاج أمام المفوضية الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، التابعة للاتحاد الإفريقي للإشراف على تنفيذ ميثاق حقوق الإنسان فى مصر وأملاً فى إعطاء جهودها ثقلاً أمام الحكومة المصرية لحثها على تطبيق قانون الأحوال الشخصية مع الأمهات المسيحيات، الذي ينص على حق الأم في حضانة أطفالها حتى بلوغ سن الـ 15.

وقد حملت شكوى المبادرة للمفوضية الأفريقية اتهامات للحكومة بانتهاك الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب ، الذي صادقت مصر عليه في 1984. وأشارت المنظمة إلى حالة التوائم أندرو وماريو مدحت رمسيس quot; 13 عامًاquot; ، التي حكم فيها القضاء بحضانة الأطفال الى والدهما quot;مدحت quot; 24 سبتمبر الماضى.

وقالت المنظمة إنquot;معاملة الحكومة للأم quot;كاميليا لطفي جاب اللهquot; هو تمييز على أساس الدين وانتهاك لحقوق الحماية المتساوية أمام القانونquot;. واتهمت المنظمة ايضًا الحكومة بانتهاك حقوق الطفلين في حرية الدين وهو ما يتنافى مع التزام الدولة بقانون حماية حقوق الطفل.quot; وكان والدهما لبيب قد اعتنق الاسلام في 1999 بعد طلاق والدتهما وتزوج من امرأة أخرى. وفي عام 2006 قام بتغيير الحالة الدينية لطفليه، وفي وقت لاحق تقدم بطلب للحصول على حضانتهما.

ومن جهته قال quot;حسام بهجتquot; مدير المنظمةإن القرار يتجاهل بشكل صارخ قانون الأحوال الشخصية، الذي يكفل للأم حضانة الأطفال حتى سن 15 سنة متهمًا القضاة بالإعتماد على اجتهاداتهم فى تفسير الشريعة.

وهذه القضية مستمرة منذ وقت طويل، ولا تقتصر على حالة التوأم فقط. بل quot;تعتبر احد اكبر القضايا في مصر على حد وصف نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لمنظمات حقوق الإنسان وقال جبرائيل لـ quot;ايلافquot;: فى يناير الماضي قضت محكمة أخرى لأب يدعى quot;وفيق جوهرquot; بحضانة ابنتيه quot; اشرقت 12 سنة وماريا 8 سنواتquot; بناء على مخاوف quot;وفيقquot; ان تعتنق ابنتاه دينًا غير الإسلام والذهاب الى الكنيسة وهو ما استند اليه قرار المحكمة. وأضاف جبرائيل انه في الآونة الأخيرة قضت محكمة اخرى بحضانة الطفلة quot;بارثينيا رزق الله 3quot; سنوات لكن لا تزال في عهدة والدها، وبرر جبرائيل عدم تنفيذ الحكم خوفًا من ممارسة الطفلة للديانة المسيحية بدلاً من الإسلام.

وأوضح جبرائيل إنه لا خيار سوى الضغط الدولي، quot;وربما الحل الوحيد فى شخصية دولية لها علاقة بالرئيس مبارك، quot;لانه الذي لديه السلطة لإعطاء الأوامر إلى المجلس القومى لإصدار قانون يساوى بين المسلمين والأقباط فى مسألة الحضانة quot;.