عون يصل دمشق في زيارة تستمر عدة أيام |
وكان في استقبال عون على ارض المطار نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. واعلن عون في مقابلة نشرتها صحيفة الوطن السورية الاربعاء ان الملفات التي ستكون في مقدمة محادثاته في دمشق هي quot;عناوين مؤتمر الحوار الوطني المتفق عليها في عام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية التي اتخذ القرار بانشائها وموضوع ترسيم الحدود التي تشكلت لجنة مختصة بمتابعته ومسألة المفقودين الذين يعتقد بوجودهم في سورياquot;.
ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب، والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير مار مارون التاريخي قرب حلب، حسبما ذكر قيادي في التيار.
من جهته رحب وزير الاعلام السوري محسن بلال بزيارة عون الى سوريا، واصفا اياه بالشخص quot;الوطني والقومي والعروبيquot; وquot;زعيم لبناني وطني وشخصية لها وزنها وحجمها ليس فقط في الوسط المسيحي وانما على مستوى لبنانquot;. وقال بلال في مقابلة مع قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني الشيعي ان quot;زيارة عون ستؤدي الى مزيد من الارتياح بين البلدين، والى افساح مجال التطبيع بينهماquot;.
واكد ان quot;سوريا تعمل على ازالة كل الاشواك بينها وبين لبنانquot;، مشددا على ان زيارة عون quot;ستؤدي الى مزيد من الاجواء المرتاحة بين البلدين الشقيقن التوأمين الجارين سوريا ولبنان، والى افساح مجال التطبيع واعادة المياه الى مجاريها لكلا البلدينquot;. واكد ان العماد عون quot;بتحالفه مع المقاومة وتمسكه بالمقاومة لدحر العدو ولتحرير الارض (...) يلتقي معنا مع سوريا الممانعة المقاوِمة.quot; وتابع انه quot;من الطبيعي جدا ان يعود لبنان الى سوريا وتعود سوريا الى لبنان لتعيدا اللحمة اللبنانية السورية ولتعيدا شطري العائلة السورية اللبنانية التي تعيش في دولتين مستقلتينquot;.
ويزور عون دمشق على رأس وفد يضم قياديين من حزبه بينهم اربعة نواب، والى جانب اللقاءات السياسية تتضمن زيارته جولة على اماكن مسيحية مقدسة من بينها دير مار مارون التاريخي قرب حلب، حسبما ذكر قيادي في التيار.
وهذه الزيارة هي الاولى التي يقوم بها العماد عون الى دمشق بعد سنوات التوتر في علاقاته مع دمشق اثناء الوجود السوري في لبنان الذي استمر ثلاثة عقود. وكان عون شن على رأس حكومة انتقالية عسكرية خلال الحرب الاهلية اللبنانية (1975-1990) quot;حرب تحريرquot; ضد القوات السورية في لبنان في اذار/مارس 1989.
وقد اطاحته في تشرين الاول/اكتوبر 1990 عملية عسكرية لبنانية سورية نفي على اثرها الى فرنسا. وعاد عون الى بيروت في ايار/مايو 2005 بعد شهر على انسحاب القوات السورية من لبنان تحت ضغوط دولية. واثارت زيارة quot;التعارف والصداقةquot; الى سوريا، كما وصفها عون، عاصفة من ردود الفعل في بيروت ولا سيما من فريق 14 آذار/مارس (الاكثرية النيابية).
وقد اعتبر عون في وقت سابقان زيارته سوريا هي تأريخ لنهاية مرحلة قديمة وبداية مرحلة جديدة قائمة على تنقية الوجدانين السوري واللبناني بعد محطات سيئة تاريخياً، وعزا معارضة البعض لزيارته الى أسباب عدة منها خوفهم من أن تسلمه سوريا سجلاتهم العدلية التي تفضح ما ارتكبوا من خطايا. عون وفي حديث إلى صحيفة quot;الوطنquot; السورية، لفت إلى أن المطلوب اليوم إقامة علاقات جيدة مع سوريا على أساس النقاط الثلاث التي تم التوافق عليها في مؤتمر الحوار الوطني في العام 2006 وهي العلاقات الدبلوماسية وموضوع ترسيم الحدود، ومسألة المفقودين.
وفي موضوع الاستراتيجية الدفاعية، لفت الى انه في حال شنت إسرائيل هجوما على لبنان وسوريا في آن واحد، فإن الإستراتيجية الدفاعية تتخذ تلقائياً طبيعة الجبهة الواحدة، مؤكداً أن الأرض اللبنانية ستكون ممنوعة على إسرائيل لاستخدامها كممر لضرب سوريا. كما أعرب عون عن رضاه عن التنسيق الأمني اليوم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، مشيراً إلى أن الأمن المشترك هو أمر ملزم بين دولتين جارين، إذ ان أمن لبنان من سوريا مسؤولية سورية، وأمن سوريا من لبنان مسؤولية لبنانية وعلى كل دولة أن تتولى مسؤولية ضبط حدودها وأمنها كي تحفظ أمن جارتها.
ودعا عون فريق 14 آذار ليتوقف عن الحديث عن السيادة والاستقلال quot;فعندما كنا نطالب بالاستقلال كانوا يهزؤون ويطلقون عبارات مخجلة فيقولون: أي استقلال في عصر العولمة؟ فهل يحق لهم اليوم أن يعلمونا السيادة والاستقلال؟ هل يكون الاستقلال باتخاذ قرارات مضرة بمصالح حيوية لدول مجاورة؟ أن بلوغ الاستقلال هو كبلوغ سن الرشد، على الدولة المستقلة الحرة أن تفهم أنه لا يحق لها إيذاء جيرانها بغية ممارسة حريتها وسيادتهاquot;.
الحريري
قال رئيس تيار quot;المستقبلquot; اللبناني سعد الحريري ، ان بلاده تريد إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع سوريا تقوم على الندية و بعيدة عن quot;الاتهامات و التخويناتquot; مضيفا ان الانتخابات النيابية اللبنانية ستتم في شهري أيار/مايو أو حزيران/يونيو 2009 من دون تعطيل أو تأجيل.
وأوضح الحريري في تصريحات لصحيفة quot;الشروقquot; الصادرة (الأربعاء) في تونس انه لا أساس لما يتردد من تكهنات بشأن احتمالات تأجيل هذه الانتخابات و قال ان لبنان quot;دولة ديمقراطية و لا يجب ان يعطل أي شيء إتمام الانتخابات مهما حدث quot; حتى و لو كان هوquot;شخصيا احد الضحايا quot; حسب تعبيره.
و في رده على سؤال حول الاتهامات التي أذاعها التلفزيون السوري الرسمي على لسان بعض عناصر quot;جيش الإسلام quot;و التي قالت أنها تلقت تمويلات و أموالا من تيار المستقبل قال الحريري ان بث هذه التصريحات يعد quot;أمرا مؤسفاquot; في وقت تتكاثف فيها الجهود للتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين بيروت و دمشق و قال quot;كان الأولى بهذه الاتهامات ان تقدم الى القضاء و ليس على التلفزة لأن اتهام تيار المستقبل يعني في حقيقة الأمر اتهام تيار الحريري ، تيار العروبة و الاعتدال quot;حسب قوله.
من جهة ثانية قلّل الحريري من تأثيرات الخلاف مع حزب الله و قال انه quot;يوجد فعلا خلاف سياسي مع الحزبquot; و لكن هناك اتفاق على عدم امتداد الخلاف الى الأرض و حله في إطار القنوات و المؤسسات الدستورية سواء داخل مجلس الوزراء أو البرلمان . و أردف الحريري انه ثمة إشكالية بخصوص سلاح هذا الحزب و انه لا يوجد حاليا أي تقدم بشأن هذه المسألة لكنه توقع في المقابل ان يكون الحوار حول سلاح حزب الله حوار هادئا و بناء quot; حسب تعبيره.
ردود الأفعال بدأت تتوالى
حبيش: الاستقبال نتيجة للخدمات
بدوره اعتبر عضو كتلة quot;المستقبلquot; النائب هادي حبيش أن الخلاف السياسي الذي كان بين 14 آذار وسوريا في الثلاث سنوات الأخيرة كان يجد دائما من يغطيه في لبنان وخاصة فريق عون الذي قام بتغطية كل مواقف النظام السوري، ورأى أن الاستقبال الذي يقوم به السوري اليوم لعون يؤكد الخدمة الكبيرة التي قام بها لسوريا، لافتا الى أن هذا الاستقبال لم يحظَ به رئيس الجمهورية ميشال سليمان عندما زار سوريا.
واستغرب حبيش أن يبرر العماد عون زيارته الى سوريا بـquot;أن غيره أيضا زار سورياquot;، لافتا الى أن غيره ليس لديه 13 تشرين وليس لديه مفقودين. وعن وصف وزير الاعلام السوري لعون بالوطني، قال حبيش: quot;لا أعرف اذا ما كان وطني أو قومي أو عروبيquot;، أنا لا أشكك بوطنيته ولكن علينا أن نتذكر ماذا كان يقول العماد عون عن السوريين سابقا.
ورأى أنه اذا تمكن العماد عون من تمرير زيارته الى سوريا عند جزء من شعبيته، لن يتمكن من تمريرها أمام كل شعبيته، معتبرا أن هناك جزء من شعبية العماد عون لا يؤيده في كل شيء بل يناقش ويعطي رأيه.
زهرا: عون تسرّع بزيارة سوريا
بدوره لاحظ عضو كتلة quot;القوات اللبنانيةquot; النائب انطوان زهرا quot;ان عون، تسرع في زيارته الى سوريا ولا سيما مع وجود ملفات حساسة بين البلدين، مستغرباً ان quot;يعطي بعض السياسيين الذين كانوا على علاقة ملتبسة مع سوريا نوعاً من براءة الذمة لهاquot;.
زهرا وفي حديث الى إذاعة quot;صوت لبنانquot;، أكد ان من يفتح الصفحات بين البلدين هي السلطات الدستورية وليس الفرقاء السياسيين، معتبراً أن الصفحة الجديدة بدأت تُفتح مع زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
ولاحظ زهرا ان المعطيات المطلوب لإنطلاق عمل المحكمة أصبحت بحوزة لجنة التحقيق الدولية، مشدداً على ان طريق المحكمة اصبحت سالكة فعلياً. وعن المعلومات التي تقول ان quot;قوى 14 اذارquot; حسمت الحصص، فيما خص الانتخابات النيابية بين تياراتها وأحزابها، قال زهرا quot;ليس صحيحا، ما هو محسوم هو نية التفاهم ولكن حسمت الحصص وتم تعيين المرشحينquot;. أضاف: quot;في رأيي من المبكر وليس المطلوب قبل هكذا وقت ان يكون الوضع محسوما، لكنه يعمل على ذلك، فالنية واضحة وكذلك الارادة وكل فرقاء 14 اذار جاهزة للانتخابات بلوائح موحدةquot;.
السنيورة وزيارة قهوجي لدمشق
في غضون ذلك، وفيما كان quot;الجدلquot; متواصلاً في لبنان بعيد quot;البيان الشهيرquot; للأمانة العامة لقوى 14 آذار والذي لم quot;تتوانquot; فيه عن التصويب على قائد الجيش العماد جان قهوجي على خلفية زيارته لدمشق أيضاً وتساؤلها عن quot;جدول أعمالquot; الزيارة، كان موقف لافت وquot;حاسمquot; لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة أكد فيه أنّ الزيارة quot;تمّت بعلمهquot; موضحاً أنّ قهوجي اتصل به وأبلغه بجدول الأعمال قبل قيامه بالزيارة.
السنيورة ذهب أبعد من ذلك في حديث إلى صحيفة quot;النهارquot; حين ذكّر بانه كان اول من استعمل كلمة ندية في العلاقات بين لبنان وسوريا قبل اكثر من ثلاثة اعوام عندما زار دمشق، ولا يزال ينادي بها، مشيراً إلى ان المطلوب على الدوام قيام العلاقات بين البلدين على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل.
رئيس مجلس النواب نبيه بري رحب بقول السنيورة ان زيارة العماد قهوجي لدمشق quot;جاءت بعلمه ومعرفته شخصياquot; معتبراً أن هذا الكلام كان quot;في محلهquot; ومجدداً المطالبة بـquot;بناء دولة وفق أسس وقواعد سليمةquot;. ونوه بموقف وزير الدفاع الياس المر من زيارة قهوجي قائلا: quot;ان تصرف الوزير المر جيد وهو يقوم بواجباتهquot;. ورأى quot;أن سوريا تريد مساعدتنا والوقوف الى جانبنا والامر نفسه تفعله المملكة العربية السعودية على رغم الخلاف بينهماquot;.
في غضون ذلك، استحوذ التقرير الحادي عشر للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري على اهتمام الاوساط السياسية والشعبية اللبنانية وهو قد يكون الأخير للجنة قبل أن ينتقل الملف إلى المحكمة الدولية الخاصة التي أنشأها مجلس الأمن بموجب القرار 1757 (2007)، والتي سينطلق عملها في آذار المقبل، بحسب ترجيحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقد شرح التقرير تقدم التحقيق عموماً دون أن يدخل في التفاصيل عملاً بمبدأ سرّية التحقيق. ومن أبرز النقاط الواردة فيه تعزيز الروابط بين جريمة اغتيال الحريري وبعض الجرائم الـ20 الأخرى، التي تساعد اللجنة القضاء اللبناني على التحقيق فيها. كما أن التقرير أشار إلى تقدم في التحقيق المالي، وفي تحديد أعضاء الشبكة التي اغتالت الحريري. وخلص التقرير إلى أن التحقيق سيستمرّ بعد انطلاق المحكمة، وعبّر عن تفهّم اللجنة لمشاعر اللبنانيين وتوقّعاتهم.
ووسط كل الملفات quot;الحساسةquot;، لم يكن على اللبنانيين أن يمروا مرور الكرام على خبر مؤلم أعادهم بالذاكرة لسنوات خلت، سنوات كانت الدراما اللبنانية فيها في quot;عزّهاquot;. ليلى كرم، وجه آخر quot;هوىquot; وquot;استسلمquot; في عزّ غياب رعاية الدولة. الممثلة القديرة، التي تألمت طويلاً quot;بصمتquot;، quot;استسلمتquot; لتبقى في ذاكرة اللبنانية ممثلة رافقتهم في أصعب أيامهم فزرعت البسمة على وجوههم في أحلك الظروف، بسمة لم تستطع الدولة أن تعيدها لها في quot;آخر أيامهاquot; ولو بشكل quot;معنويquot;.
التعليقات