شيكاغو، وكالات: دعا الرئيس المنتخب باراك اوباما حاكم ايلينوي إلى الاستقالة من منصبه بعد أن إتهم بمحاولة بيع مقعد مجلس الشيوخ الأميركي الذي أخلاه زميله الديمقراطي أوباما بعد إنتخابه رئيسا للولايات المتحدة. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم أوباما ان حاكم ايلينوي رود بلاجوفيتش يجب عليه ان يستقيل لانه quot;في الظروف الحالية يصعب على الحاكم ان يؤدي واجبات منصبه وأن يخدم شعبه على نحو فعال.quot;

وكانت قد ترددت نداءات متزايدة في ولاية ايلينوي تدعو الى تجريد بلاجوفيتش من سلطة تعيين من يخلف اوباما في مقعد مجلس الشيوخ وذلك اما بعزله من منصبه بالوسائل القانونية او اللجوء الى الناخبين لاختيار من يشغل المقعد في انتخاب خاص.

واستقال اوباما الذي يتولى الرئاسة في 20 من يناير كانون الثاني من عضوية مجلس الشيوخ بعد قليل من فوزه بالانتخابات الرئاسية في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. ولم يبد الحاكم الديمقراطي اي بادرة على استعداده للاستقالة بعد ان اعتقل في منزله قبيل فجر الثلاثاء ثم اطلق سراحه دون كفالة. وقال مكتبه ان بوب جرينلي احد ثلاثة نواب للحاكم استقال. ولم يذكر سبب للاستقالة.

أوباما الحزين

وكان أوباما قد قال في وقت سابق إنه quot;حزين لهذا الخبرquot; (أي توجيه التهم لحاكم ألينوي)، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه ليس على علاقة ببلاجوفيتش. كما أكد المحققون أن لا علاقة للرئيس المنتخب بمزاعم الفساد التي تطال حاكم الولاية. ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن إن أوباما ليس مقربا من بلاجوفيتش، ومن غير المرجح أن يتأثر سلبيا بهذه القضية.

وقد ذكر محققون من جهاز التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) إن التسجيلات الهاتفية لبلاجوفيتش، والتي تم اعتراضها مؤخرا، أظهرت أن رجلا كان مهتما بالحصول على المقعد المذكور قد عرض على الحاكم مبلغا نقديا مقابل ضمان تعيينه في المنصب.

وقد نقلت محطة إيه بي سي نيوز الأخبارية عن عملاء فيدراليين قولهم إن الرجل الذي عرض quot;الرشوةquot; على بلاجوفيتش هو جيسي جاكسون الابن، نجل القس الأسود والمرشح السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية، جيسي جاكسون.

مشاطرة فكري

وقال جاكسون الابن لنفس المحطة التلفزيونية إنه بالفعل قد طُلب إليه أن quot;يشاطر (المحققين الفيدراليين) أفكاره ووجهات نظرهquot; بشأن عملية اختيار عضو مجلس الشيوخ عن الولاية. إلا أن جاكسون أصر على القول إنه لم يكن بأي حال من الأحوال quot;هدفا للتحقيق.quot;

وكانت تهم الاحتيال والفساد قد وُجهت رسميا إلى بلاجوفيتش من خلال محاولة الاستغلال المالي لحقه كحاكم في تعيين سيناتور عن الولاية في المقعد الشاغر. كما اتُهم بلاجوفيتش أيضا بممارسة ضغوط على صحيفة شيكاغو تربيون لفصل أحد كتابها لأنه وجه انتقادات إليه.

جريمة فساد

وقال القاضي باتريك فيتزجيرالد، الذي يتولى التحقيق بالقضية، إن ما قام به بلاجوفيتش يعتبر quot;جريمة فسادquot;. وأشار فيتزجيرالد إلى أن هذه التطورات quot;تضفي جوا من الحزن على المؤسسات السياسية المحلية في ألينويquot;. يذكر أن الولاية كانت قد شهدت عدة تحقيقات وإدانات شهيرة خلال العقود الأخيرة منها:

التحقيق الذي أُجري حول حكومة مدينة شيكاغو، والذي انتهى عام 1996 وأُدين فيه 18 شخصا من الموظفين العموميين.

تحقيق قاد إلى إدانة المدعي العام وليام سكوت في عام 1991 بتهم التحايل والتهرب الضريبي، وسوء إدارة الأموال العامة.

التحقيق الفيدرالي الذي أُجري بشأن سلامة النظام القضائي في مدينة شيكاغو، والذي استكمل عام 1988، وأُدين فيه 87 موظفا في المحاكم و 13 قاضيا.

تحقيق أدى إلى إدانة الحاكم الديمقراطي أوتو كيرنر في عام 1972 بتهم التحايل الضريبي.

التحقيق الذي أسفر عن إدانة كبير مدققي حسابات الولاية في عام 1956 بتهم اختلاس مليوني دولار من أموال الولاية.