الزيدي رفض توكيل محاميي صدام الذين تطوعوا للدفاع عنه
تهمة الإعتداء على رئيس دولة للصحافي والإتحاد الدولي يدعو إلى إطلاقه
وطالب الإتحاد الدولي للصحافيين في بيان أرسلت نسخة منه إلى quot;ايلافquot; اليوم بإطلاق سراح الصحافي الزيدي وقال إن ما قام به يعتبر فعلاً رمزيًا يعبر عن كره لسياسة الولايات المتحدة. وقال إيدين وايت، أمين عام الإتحاد الدولي للصحفيين: quot;لقد عبر هذا الصحافي عن وجهة نظره التي يؤمن بها بعمق، مع ذلك فإننا لا نستطيع أن نبرر الفعل الذي قام به. ولكن بعد سنوات عديدة من الترهيب، وسوء المعاملة، والقتل على يد الجنود الأميركيين، والذي لم يتوصل فيه التحقيق إلى نتيجة، ليس من المفاجئ أن يكون هناك غضب ومرارة منتشرة بين الصحافيين.
واضاف الاتحاد الدولي بأنه ليس من قبيل المصادفة أن يأتي هذا الاحتجاج بعد أيام قليلة من رفض القوات الأميركية إطلاق سراح صحافي عراقي معتقل لديها، رغم إصدار محكمة عراقية أمرًا بإطلاق سراحه. وقال وايت: quot;عندما تظهر الولايات المتحدة باعتبارها عاصية لحكم القانون في العراق، فإنه ليس من المفاجئ أن يبحث الصحافيون عن طرق أخرى ليعلنوا احتجاجهم على الظلمquot;. وحذر الاتحاد من أن الصحافي يمكن أن يكون مهددًا أثناء وجوده قيد الاعتقال، استنادًا إلى سجل المعاملة السيئة التي يتلقاها الصحافيون أثناء اعتقالهم على يد القوات الأميركية.
وطالب الاتحاد الدولي للصحافيين الذي يمثل 600 الف صحافي في 123 دولة الحكومة العراقية بتنفيذ ما تعهدت به بأن تقوم بتحقيق شامل في حوادث قتل الصحافيين العراقيين منذ بداية الاحتلال الأميركي حيث انه وبحسب إحصائيات رسمية فقد قتل 284 صحافيًا عراقيًا منذ شهر نيسان (ابريل) عام 2003.
توجيه تهمة الاعتداء على رئيس دولة للزيدي
قال الناطق باسم مجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار البيرقدار إن القضاء العراقي وجه تهمة الاعتداء على رئيس دولة إلى الصحافي منتظر الزيدي مؤكدًا أن الأخير اعترف بالتهمة الموجهة إليه. وأوضح البيرقدار أن قاضي محكمة التحقيق المركزية في الكرخ ببغداد قرر إيقاف مراسل قناة البغدادية الفضائية منتظر الزيدي وفقا للفقرة 3 من المادة 223 من قانون العقوباتquot; مشيرا إلى أن عقوبة تلك التهمة تتراوح ما بين السجن مدة سبع سنوات أو 15 سنة في الحد الأقصىquot;. وأضاف أن quot;محامي الدفاع حضر عن الزيدي بالإضافة إلى المدعي العام quot;. وأكد أن الزيدي اعترف بالفعل المنسوب إليه مشيرا إلى أن quot;المحكمة سمحت للزيدي بالاتصال بذويهquot;.
وكان مراسل قناة البغدادية الفضائية منتظر الزيدي قد قام برمي فردتي حذائه على الرئيس الأميركي جورج بوش ونعته بـquot;الكلبquot; أثناء مؤتمر صحافي مشترك عقده بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاحد الماضي في مقر رئاسة الوزراء العراقية في بغداد.
وكشف البيرقدار عن ان الزيدي رفض توكيل المحامين العرب ومحامي صدام حسين الذين تطوعوا للدفاع عنه. وأوضح في تصريح نقلته وكالة quot;نيوز ماتيكquot; quot;أن الزيدي رفض خلال جلسة التحقيق أمام قاضي محكمة التحقيق المركزية في الكرخ توكيل المحامين العرب ومحامي صدام حسين خليل الدليمي الذين تطوعوا للدفاع عنهquot;. وأضاف أن الزيدي quot;سيحال الى المحكمة المختصة بعد انتهاء الإجراءات التحقيقيةquot;.
وكان احد اشقاء الزيدي قال الليلة الماضية ان محاكمته ستجري اليوم الاربعاء مشيرًا الى انه تلقى أول اتصال هاتفي من شقيقه المحتجز في مكان غير معروف لذويه. واضاف عدي الزيدي إن شقيقه أتصل به ليبلغه أن السلطات العراقية المختصة حددت اليوم الأربعاء موعداً لمحاكمته في محكمة الجنايات عند quot;ساحة الساعةquot; في المنطقة الخضراء وسط بغداد . وبحسب عدي فإن شقيقه منتظر الزيدي طلب حضور هيئة الدفاع التي شكلتها قناة quot;البغداديةquot; العراقية الفضائية التي يعمل لحسابها وتبث من القاهرة.
ومن جهته قال محام عراقي إن فريقا من ثلاثة محامين عراقيين تطوعوا للدفاع عن الصحافي لدى محاكمته . وانقض رجال أمن أميركيون وعراقيون على الزيدي واقتادوه خارج قاعة المؤتمر وهم يضربونه. وقال الزيدي لبوش وهو يرشقه بفردتي حذائه quot;هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي... يا كلب.quot; ولم يصب الحذاء هدفه اذ تفادى بوش الفردة الاولى حين انحنى لتصيب علمًا اميركيًا خلفه فيما حاول المالكي الذي كان يقف الى جانب بوش أن يصد الفردة الاخرى بذراعه.
ومن جهتها دعت اللجنة الوطنية للدفاع عن الزيدي quot;الجماهير الشعبية والصحافيين والمثقفين والجمعيات والنقابات والاتحادات الطلابية وجميع الفعاليات الوطنية الأخرى الى التوجه اليوم إلى محكمة الجنايات في بغداد للتجمع تضامنًا مع الصحافي الوطني منتظر الزيدي والمطالبة بإطلاق سراحه فوراquot;.
وقد أثارت فعلة الزيدي العديد من ردود الأفعال ففي حين شددت نقابة الصحافيين العراقيين على ضرورة التزام الصحافيين بقواعد مهنة الصحافة وإتباع الأساليب الديمقراطية والحضارية في إبداء المعارضة عبرت عن استغرابها لما قام به مراسل ldquo;البغداديةrdquo; داعية في الوقت ذاته إلى إطلاق سراحه ldquo;لدواعي إنسانيةrdquo;. وعد المتحدث باسم الكتلة الصدري في البرلمان احمد المسعودي ما قامت به القوات الأميركية من اعتداء على الزيدي بأنه ldquo;ثلم للسيادةrdquo;. وخرجت في بغداد ومدن عراقية اخرى على مدى اليومين الماضيين تظاهرات تطالب بإطلاق سراح الزيدي.
ومن جهته، قال النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان أن القضاء العراقي هو المخول ويعمل منتظر الزيدي (29 عاما) منذ العام 2005 بقناة البغدادية التي تبث برامجها من العاصمة المصرية القاهرة، وكان قد اختطف اواخر العام الماضي على يد مسلحين مجهولين قيل انهم ينتمون إلى جيش المهدي قبل ان يطلق المسلحون سراحه بعد أربعة أيام.
بوش والتعامل مع الزيدي
وقد اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش ان على السلطات العراقية quot;الا تتجاوز المعقولquot; في تعاملها مع الصحافي الذي رماه بحذائيه . وردا على سؤال خلال مقابلة مع شبكة سي.ان.ان، الليلة الماضية عن مصير منتظر الزيدي اجاب الرئيس الاميركي quot;لا اعرف ما ستقوم به السلطات العراقية. ولست واثقًا حتى من وضعه. فعليها الا تتجاوز المعقولquot;. وقال بوش quot;في البداية، لم يتح لي فعلاً الوقت لأفكر. كنت منهمكًا في تجنبquot; الحذاءين. واضاف ان تلك الحادثة quot;كانت واحدة من اتفه اللحظات في رئاستيquot;. واضاف quot;كنت مستعدًا للرد على اسئلة تطرحها صحافة حرة، في عراق ديمقراطي، ووقف هذا الشاب ورماني بحذائيهquot;.
وقالت المتحدثة باسم الرئيس بوش ان الاخير سيترك للسلطات العراقية التعامل مع الصحافي الذي رشقه بحذائيه سواء لجهة معاقبته او العفو عنه. وأكدت دانا بيرينو ايضًا ان بوش راضٍ عن الحماية التي وفرتها اجهزته الامنية، على الرغم من التساؤلات التي اثارتها حادثة الاحد في هذا الصدد. وقالت بيرينو للصحافيين ردًا على سؤال عما اذا كان الرئيس الاميركي يؤيد معاقبة الصحافي منتظر الزيدي quot;يعتقد الرئيس ان العراق بلد سيد، بلد ديموقراطي، سينتهجون الالية التي تلائمهم. ولكن، كما سبق ان قلت، لا يكن الرئيس اي ضغينة بعد هذا الحادثquot;. واضافت quot;لقد انتقلنا فعلا الى امور اخرىquot; رغم ان مشهد الصحافي العراقي يرشق الرئيس الاميركي بحذائيه سيظل على الارجح راسخا في اذهان العالم اجمع خلال زيارة بوش الاخيرة للعراق. وبالنسبة الى العفو عن الزيدي، قالت بيرينو quot;هذا الامر من صلاحية رئيس الوزراء العراقي واجهل ما ينص عليه دستورهمquot; في هذا الصدد. واثارت هذه الحادثة انقسامات في صفوف الرأي العام العراقي برغم انها تترجم مشاعر الغضب في العالم الاسلامي على قرار بوش شن حرب على العراق.
صحافي ينفي مشاركته بضرب الزيدي
ونفى الصحافي العراقي حيدر الموسوي مشاركته بضرب الزيدي لدى القاء رجال الامن القبض عليه. وقال في بيان تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه quot; تناقلت بعض وسائل الاعلام خبرا مفاده أنّ الشخص الذي إعتدى بالضرب على المراسل منتظر الزيدي ، هو حيدر مجيد وأضافت الوسائل هذه أن حيدر مجيد هو شقيق المستشار الاعلامي ياسين مجيد ، ولم تنته بعد حملة التصعيد للحدثquot;. واضاف انه quot;في هذا الصدد ومن أجل الحقيقة وكشف الكذب المتعمد والزيف ، أؤكد للجميع أني انا حيدر مجيد محمد جعفر الحسناوي لستُ شقيقا للسيد ياسين مجيد ولا أمت له بصلة لا من قريب ولا من بعيد ، هذه حقيقة أولىquot;، واضاف quot;حقيقة أخرى كم أتمنى أن يستطيع الزميل منتظر الزيدي الادلاء برأيه حول صحة وجودي في المؤتمر فضلا عن كوني ممن ضربه أو أعتدى عليه ، لكان قد كذب هذا الافتراء، فكل الاعلاميين الذين يعملون في رئاسة الوزراء يعلمون جيدا مدى الصداقة الحميمة التي تربطني والزميل منتظر ، والأهم من كل هذا أني لم اكن موجودا اساسًا في المؤتمر الصحافي ، لأني وببساطة شديدة لا أعمل هناك بل أعمل في المركز الوطني للإعلام وليس في المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء وكل الاعلاميين هناك يعلمون أني ومنذ سنة وأكثر قد تركت العمل في المكتب الاعلامي للسيد رئيس الوزراء وما أزال أعمل ضمن المركز الاعلامي الذي يشرف عليه السيد علي الموسوي وليس السيد ياسين مجيدquot;.
التعليقات