إعلاميونتحدثوا لـ quot;إيلافquot; عن تطلعاتهم من قمة مسقط:
هل يوجه قادة الخليج رسالة إلى أوباما؟

وتشكل دول الخليج الغنية بالنفط، وذات الإمكانات الاقتصادية الكبيرة، لاعبًا أساسيًا في العديد من القضايا المهمة على الصعيد العربي. وتتصدر قضايا التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول الخليج، جدول أعمال القمة، حيث تشكل هذه القضايا تحدياتٍ كبيرة، نظرًا لأهميتها وحساسيتها، وتأثيرها الذي انعكس على المواطنين في دول المجلس.

الرميحي: التغيير في الأشخاص لا يعني التغيير في المواقف

في البداية تحدثنا مع الدكتور محمد الرميحي، رئيس تحرير صحيفة أوان الكويتية، الذي قال: quot; القمة الخليجية القادمة في مسقط تعرف أكثر من غيرها أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة، كما تعرف أن التغيير في الأشخاص لا يعني تغييرا جذريا في المواقفquot;. وأضاف: quot; لن يكون هناك جديد من قبل الإدارة الأميركية القادمة تجاه دول مجلس التعاون، فهي تعرف إنها دول اعتدال، ومن المعروف الآن ماذا ستفعل الإدارة الأميركية القادمة تجاه أفغانستان وتجاه إيران فهناك القليل من التغييرquot;.

وأكمل: quot; بالتأكيد أن قمة مجلس التعاون سوف تبعث بإشارات واضحة ترحيبًا بالإدارة الجديدة كما أنها ستكون مستعدة للتعاون الإقليمي وخاصة في الأزمة التالية الحادة التي تجتاح العالم ويتضرر منها الجميع، إلا أن القمة لن تتبع في رأيي هذا التصور الذي تبناه بعض المتسرعين بان الإدارة الأميركية الجديدة مختلفة، باختصار الأمور كما هي تجاه الولايات المتحدةquot;.

وعن المواضيع الأكثر أهمية التي يرى الدكتور الرميحي أنها تحتاج إلى وقفة طويلة، قال: quot; الموضوع الاقتصادي أرى انه يجب أن يأخذ الأولوية القصوى، فالأمن الاقتصادي يعني أيضًا أمنًا اجتماعيًا للمواطن الخليجي، وقد ضرب العالم ركود غير مسبوق منذ مـ1929 وقد اخذ ذلك الركود حوالى ربع قرن حتى تستقر الأمور ولم تسقر الا بعد الحرب العالمية الثانية.

وأضاف: quot; فالركود الاقتصادي الدولي سوف يوثر على أسعار النفط لفترة طويلة، ربما سنتان على الأقل وتتحول المنطقة من دول فائض إلى دول عجز في الميزانيات المعلنة، وهذا سوف يؤثر على خطط التنمية، وفي النهاية على المواطنquot;. وأكمل: quot; رؤية خليجية موحدة أو حتى متقربة في الملف الاقتصادي قد يقلل من النتائج النهائية السلبية التي قد تقع على النسيج الاجتماعي الخليجي، وتقدم لدول الخليج مظلة واقيه من الآثار الأكثر سلبيةquot;.

وأضاف: quot; التعاون في المشاريع الكبرى والتعاون في مجال التفاوض الخارجي والتعاون في تثبيت سعر معقول للنفط والغاز ( أهم صادرات المنطقة) والتعاون في تخفف آثار الأزمة المالية على الدول الأكثر تضررا في الخليج كلها مسائل هامة وضرورية لعبور الأزمة الدولية فهو الملف الاقتصادي وما جاوره وتبعه من ملفات.

وختم الرميحي حديثه لإيلاف بالقول: ما أريده من القمة هو تسريع تنفيذ القرارات التي اتخذت في السابق منها على سبيل المثال لا الحصر توحيد العملة الخليجية هذا سوف يسهل التعامل الاقتصادي في الخليج ومنها المواطنة الاقتصادية ( كل خليجي متساوي في الحقوق الاقتصادية في كل دول الخليج ) وهكذا فهناك عدد من الاتفاقات التي تحتاج إلى تفعيل بسبب الأزمة المالية العميقةquot;.

الحربي: المواطن أولا

من جهته، قال خلف الحربي، الكاتب اليومي في صحيفة عكاظ السعودية، أن العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية علاقة إستراتيجية وقديمة، ولن يتغير منهجها الثابت، لكن طالما أن المنطقة تمر حاليًا بمجموعة من التجاذبات منها المشكلة الكبرى في العراق، وقضية البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى تداعيات الحرب على العراق على المنطقة العربية، فإنني أتوقع أن تكون هناك رؤية معينة لدى قادة دول الخليج للتعامل مع الإدارة الجديدة في أميركا، بما يضمن مصالح دول الخليج والعرب.

وأكمل: ولكن هذا لا يعني أن تختلف سياسة تعامل دول الخليج مع أميركا عن السابق، بل أتوقع أن تكون مستقرة، وثابتة في المنهج، خصوصًا أن اوباما أعلن خلال مرحلة الانتخابات الأميركية انه سوف يكون لديه منهج آخر، أكثر اعتدالاً ومنطقية، في التعامل مع القضايا العربية التي ترتبط بالإدارة الأميركية.

وأضاف الحربي قائلا: أتمنى من قادتنا أن يحققوا مطالب المواطن الخليجي، وأن تكون هناك نتائج إيجابية على المستوى الشعبي، فنحن في الخليج لدينا مفهوم سائد وهو أن النتائج الملموسة التي يلمسها المواطن الخليجي هي المهمة لديه، مثل تفعيل وتسهيل السفر بين دول الخليج بأكملها عبر الهوية الوطنية، إضافة إلى تفعيل دور السوق الخليجية المشتركة وإصدار العملة الخليجية الموحدة، وهذا مطلب شعبي وقديم ويتكرر باستمرار.

وختم الحربي حديثه لإيلاف بالقول: من الطبيعي أن تكون لكل دولة خليجية حساباتها الخاصة ولكن المواطن الخليجي بحاجة للأشياء الملموسة والتي تنعكس استراتيجيا على حياة المواطن الخليجي.

المطيري: العلاقات مستقرة ولا أنتظر شيئا من القمة

من جهته، قال الكاتب في صحيفة الوطن السعودية عبدالله المطيري: quot; لا أعتقد أن هناك رسالة سوف يقدمها قادة الخليج إلى الإدارة الأميركية الجديدة، فسياسة دول الخليج مع أميركا مستقرة ولا تحتاج إلى بيانات جديدةquot;. ومضى قائلا: : quot; الملف الحقيقي اليوم هو الملف الاقتصادي والعملة الموحدة والسوق المفتوح..أعتقد أن هذه هي القضية التي يجب حسمها بسرعة. خصوصًا مع الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية ...هذا هو الوقت المناسب لإصدار قرارات حاسمة وتطبيقها بفاعلية.

وعن أهم الملفات التي يتمنى المطيري أن تناقش بفاعلية في القمة قال: quot; شخصيا أنتظر منها إنجاز المهام الاقتصادية ومن ضمنها تسهيل الحركة بين مواطني دول الخليج العربي.. حركة تنقل الأفراد أو الأموال أو التجارب وضرورة تعديل القوانين التي لا تتوافق مع قرارات القمم الأخيرةquot;.