نجلاء عبد ربه من غزة: لم يصدق الفلسطينيون في قطاع غزة ما يشاهدونه بأعينهم ويسمعونه بأذانهم، فأصوات الإنفجارات المتلاحقة حتى إعداد هذا التقرير فجر الأحد، إيقظت الأطفال النيام في مهاجعهم.. ولم تتوقف الغارات الإسرائيلية على أهداف مختلفة في قطاع غزة، فقد شنت الطائرات الحربية والعمودية الإسرائيلية سلسلة غارات جديدة مستهدفة أحد المساجد وعددا من البيوت المدنية ومجموعات للمسلحين وورشات حدادة، مما أوقع عددا من القتلى والجرحى.
وهذا مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة لم يسلم هو الآخر من القصف، فمسجده قد أصبح عيناً بعد أثر بعد أن أغارت طائرات الحرب عليه وواسته بالأرض، في حين لحقت أضرارا فادحة بالمجمع الطبي quot;الشفاءquot; وبجميع المباني السكنية المحيطة، ليرتقع عدد ضحايا المجزرة الإسرائيلية حتى اللحظة إلى 238 سقطوا منذ ظهر أمس السبت، إضافة لإصابة أكثر من 800 آخرين منهم ما لا يقل عن 200 في حال الخطر الشديد.
وطوال ساعات الليل واصلت الطائرات الإسرائيلية ضرباتها الصاروخية بوتيرة متسارعة، فاستهدفت أحد المنازل في جباليا شمال القطاع، ومصنع للبلاستيك في خان يونس، ومنزل لأحد المواطنين من عائلة حميد شرق مدينة غزة، وعدد من مجموعات المقاومين، ومناطق خالية، وأهداف مختلفة وخاصة على أطراف بيت حانون وشمال القطاع وباقي الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وبدأت المخابرات الإسرائيلية بالإتصال على المواطنين الفلسطينيين قبل ساعات قليلة، يهددونهم فيها أن القصف سيطال منازلهم إن خزنوا فيها أسلحة أو متفجرات. وباشرت عائلات القتلى بتشييع أبنائها في جنائز ليلية، تحت القصف بسبب عدم وجود الإمكانيات لإستيعاب الأعداد الكبيرة من الضحايا في ثلاجات الموتى.
وعانى رجال إسعاف ومواطنون شاركوا في نقل الضحايا من أخطار غارات إسرائيلية نفذت في وقت لاحق على مواقع علق تحتها ضحايا. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ لإيلاف quot;هذا اليوم أكثر دموية في تاريخ الفلسطينيين انتشالنا مئات القتلى من بين أنقاض المواقع المقصوفةquot;. وأضاف أن غالبية الجرحى بحالة خطرة ولا يمكن نقلهم إلى أي دولة عربية إلا بعد استقرار وضعهم. وأشار إلى وجود نقص حاد في الأدوية ومستلزمات الإسعاف الأولي وكافة العلاجات اللازمة للعمليات الجراحية العاجلة، مناشداً الدول العربية واتحادات الأطباء بإرسال الأدوية بشكل عاجل للقطاع المحاصر.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله على لسان وزيرها الدكتور فتحي أبو مغلي، دعت موظفيها المضربين منذ حوالي 4 أشهر، خاصة الأطباء والتمريض وكافة مقدمي الخدمات الصحية، للتوجه فوراً إلى المستشفيات الحكومية والخاصة في قطاع غزة. ودعت الخدمات الطبية العسكرية الأطباء والممرضين المضربين العودة لعملهم فورا. ودعت كذلك الخدمات الطبية العسكرية الأطباء والممرضين المضربين العودة لعملهم فورا.
واستنكرت الوزارة الهجمة الوحشية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، منوهة أنها ومنذ أيام كانت قد أرسلت عدة شاحنات أدوية لمراكزها في قطاع غزة، وكانت بانتظار التنسيق لإدخال 4 شاحنات أخرى لا تزال تنتظر السماح لها بالدخول للقطاع. ودعت وزارة الصحة الفلسطينية كافة الهيئات والجهات الدولية والإنسانية إلى ضرورة التدخل والإسراع لوقف العدوان من جهة ولإدخال العديد من اللوازم الطبية التي بات القطاع في أمس الحاجة لها بشكل عاجل. من جانبه، حمل المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو في مؤتمر صحفي الحكومة الإسرائيلي مسؤولية المجزرة الإسرائيلية، مشدداً على أن هناك بعض الأطراف الإقليمية ليست quot;بريئة من دماءquot; شعبنا.
التعليقات