تضم التشيّع وإيران والهند وباكستان والأزمة العالمية:
quot;دليل إيلافquot; لما سيجري بقمة الخليج في مسقط
فهد سعود من مسقط وسيف الصانع من دبي: يعتزم قادة مجلس التعاون الخليجي، الذين يصلون إلى مسقط تباعًا خلال يومي الأحد والاثنين، عقد قمتين بدل قمة واحدة كما جرت العادة، حيث ستخصّص إحداها ( للقضايا الدسمة ) بحسب مصدر قريب من القمة تحدث لإيلاف. وبحسب المصدر، فإن إحدى هاتين الجلستين ستناقش القضايا الأكثر حساسية على جدول الأعمال، ويأتي على رأسها الخطر الإيراني على دول المنطقة، الذي يتخلص في سعي إيران الحثيث لإمتلاك زمام السيطرة في المنطقة، إضافة إلى موجات التشيع الظاهرة والمدعومة من قبل إيران، إضافة إلى اتهامات تطال إيران، وتتعلق بتقويض الشعوب الشيعية على حكوماتها السنية، في ظل تنامي قوى إيران النووية.
وقاده دول الخليج في العادة يتحدثون في المجاملات، ويمضون وقتًا طويلاً في الحديث عن الجوانب العامة، بينما يتركون الخاص لغيرهم من الوزراء والمستشارين وهذه عادة خليجية اخترقت مرتين، وتوقف عن البوح ( بالمرتين) تلك.
ويشكل البرنامج النووي الايراني هاجسًا كبيرًا بالنسبة إلى دول الخليج، التي تسعى في المقابل الحصول على برنامج نووي سلمي النزعة، تحاول من خلاله الولايات المتحدة الاميركية ان تجعله (مثالاً) للبرامج النووية السلمية في المنطقة وتأتي على رأس الدول الخليجية تلك دولة الامارات.
كما تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة من خلال التلويح بالبرنامج النووي السلمي من اجل قيام دول الخليج وخصوصًا الامارات بتحديد علاقاتها التجارية مع طهران.
كما ستناقش القمة الخاصة، تطورات القضية الهندية ndash; الباكستانية، وتداعياتها، والوساطة التي تقودها بعض الدول الخليجية، والتي كان آخرها زيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل إلى العاصمة الهندية نيو دلهي، في الوقت الذي تمثل فيه باكستان أحد الحلفاء الإستراتيجيين في المنطقة بالنسبة إلى غالبية الدول الخليجية.
وتأتي جهود الوساطة هذه بعد تنامي خطر الحرب مع قيام قوات البلدين بالحشد على الحدود التي تفصلهما.
القمة الخليجة الخاصة ستتناول أيضاً، تزاحم القوى الكبرى والصغرى على حد سواء، على الخليج العربي والبحر الاحمر وبحر العرب قبالة الشواطئ اليمنية، هذا وقد يتخلل القمة الخاصة العديد من الإتفاقات الثنائية بين قادة الخليج، بالإضافة إلى الحديث بطبيعة الحال عن أبعاد الأزمة الإقتصادية العالمية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، والدور المطلوب من دول الخليج لوقف تفاقهما مقابل الحصول على مواقع قرار في المؤسسات العالمية.
اما القمة الاخرى والتي يصفها المصدر بالـ (عامة) فهي القمة التي من المتوقع أن تناقش العديد من القضايا والملفات المهمة على الصعيد الخليجي، يأتي في أولها انخفاض أسعار البترول والتي الذي تراجع من 147 دولارًا للبرميل في يوليو الماضي، إلى ما دون 40 دولارًا فقط مع نهاية العام الحالي، خصوصًا في وجود حالة من عدم التفاؤل تسود بعض دول الخليج، بعد إعلان البحرين احد أعضاء المجلس عن ميزانيتها المقبلة للعام 2009، والتي كانت دون التطلعات، في الوقت الذي حددت فيه البحرين سعر برميل البترول بـ 60 دولارًا.
كما تضم القمة العامة العديد من الملفات المهمة التي تشمل ملف اتحاد الجمارك الخليجي، والسوق الحرة المشتركة بين دول الخليج، وظاهرة القرصنة في خليج عدن، حيث يرى مراقبون ضرورة طرح هذا الملف الهام والذي عانت منه دول كثيرة، خصوصًا وأن إحدى ناقلات النفط السعودية (أحد أعضاء المجلس) قد تعرضت في وقت سابق للإختطاف على أيدي القراصنة الصوماليين.
مراقبون ذكروا لـ quot;إيلافquot; أنه من المتوقع أن تبحث القمة في ملفات القضية الأبرز على الساحة، التي ظهرت بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي ما يقارب الـ 300 ضحية حتى صباح الاحد، وكان وزير الإعلام العماني حمد بن محمد الراشدي قد ذكر في مؤتمر صحافي عقد في مسقط امس بأن القضية الفلسطينية وما استجد (في غزة) سيكونان على رأس اهتمامات القادة في اجتماعاتهم المقبلة.
وعلى صعيد ذي صلة.. فمن المتوقع أن يبحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون في الاجتماع التحضيري الذي يسبق القمة في نتائج اجتماعات مجالس الشورى والنواب والأمة والوطني التي عقدت قبل أيام في مسقط، وتتعلق بدعم التنسيق وتنظيم العمل الجماعي لهذه المجالس، وتقرير متابعة عن دراسات أجريت بشأن البرنامج النووي السلمي الخليجي، كما سيبحث الوزراء في اقتراحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي قدمها الى قادة دول مجلس التعاون في القمة الخليجية السابقة في قطر بعدما درستها اللجان الوزارية في مجلس التعاون.
التعليقات