بيروت: يعيش لبنان الخميس حداداً عاماً على ضحايا انفجار مدينة طرابلس الأربعاء، والذي استهدف حافلة كانت تقل مدنيين وعسكريين، والذي أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بيان استنكار حوله، تمنى خلاله quot;ألا يزعزع الخطوات الايجابية التي اتخذت مؤخرا من اجل يستعيد لبنان وضعه الطبيعيquot;.حذر أميركي في الترحيب بالدبلوماسية السورية اللبنانية
بالمقابل، نجحت زيارة الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، إلى سوريا، في إنجاز ملف شائك على صعيد العلاقة بين بيروت ودمشق، إذ اتفق مع نظيره السوري، بشار الأسد، على تبادل السفراء والتمثيل الدبلوماسي للمرة الأولى منذ استقلال البلدين عن فرنسا خلال العقد الرابع من القرن الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن اجتماع الأسد وسليمان انتهى بالتوصل إلى إعلان خاص بإقامة العلاقات الدبلوماسية جاء فيه: quot;في إطار تعزيز العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين ونتيجة للمباحثات التي أجراها الرئيسان، فقد اتُفق على إقامة علاقات دبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية على مستوى السفراء بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بما في ذلك اتفاقية فيينا.quot;
ويضيف الإعلان تكليف quot;وزيري خارجية البلدين اعتباراً من تاريخه باتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك وفقاً للأصول التشريعية والقانونية في كل من البلدين.quot;
وقالت الوكالة السورية إنه جرت مناقشة المسائل المتعلقة بـquot;الحدود بين البلدين والمفقودين من كلا البلدينquot; وكانت أجواء المحادثات quot;إيجابية وبناءة جداً وسوف تستكمل الجمعة.quot;
وكان رئيس مجلس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، قد أعلن اليوم الأربعاء الحداد العام على أرواح quot;الضحايا من عسكريين ومدنيين الذين سقطوا نتيجة للتفجير الإرهابي الآثم في مدينة طرابلس.quot;
وأعلنت رئاسة الحكومة اللبنانية quot;توقف العمل لمدة ساعة، اعتبارا من السعة 12 وحتى الواحدة ظهر الخميس على جميع الأراضي اللبنانية وعلى أن تعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون.quot;
وكانت مصادر من quot;قوى الأمن الداخلي اللبنانيquot; قد أكدت سقوط 15 قتيلاً، على الأقل، وأكثر من 50 جريحاً في انفجار كبير هز مدينة طرابلس شمالي لبنان صباح الأربعاء ، تزامناً مع زيارة يقوم بها الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، إلى سوريا، هي الأولى لرئيس لبناني منذ انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005.
وأوضحت المصادر أن تسعة جنود على الأقل سقطوا بين القتلى، إضافة إلى اثنين من المدنيين، فيما رجحت ارتفاع حصيلة ضحايا الانفجار، الذي عزته وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إلى عبوة ناسفة انفجرت في quot;شارع المصارفquot;، قرب حافلة ركاب صغيرة.
وأوردت الوكالة مباشرة عقب الانفجار، أن الانفجار، الذي وقع في حوالي الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، أدى إلى إصابة عدد من العسكريين الذي كانوا بداخل الحافلة، مضيفة أن عناصر من الجيش والصليب الأحمر تقوم على نقل القتلى والجرحى من المكان.
وأحدث الانفجار أضراراً كبيرة في السيارات المتوقفة على جانبي الطريق. وقد ضرب الجيش طوقاً أمنياً حول المكان.
وجاء الانفجار بعد أقل من أربعة وعشرين ساعة من نيل حكومة رئيس الوزراء اللبناني، فؤاد السنيورة، ثقة مجلس النواب الثلاثاء.
وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء إن حكومة السنيورة، الذي كان يتولى أيضاً رئاسة الحكومة السابقة، نالت ثقة المجلس النيابي، بعد أن وافق مائة نائب على منحها الثقة، مقابل خمسة نواب صوتوا بحجبها، فيما امتنع نائبان عن التصويت.
يذكر أن منطقة مدينة طرابلس كانت قد شهدت العام الماضي مواجهات دامية امتدت لأشهر بين الجيش اللبناني وتنظيم quot;فتح الإسلامquot; في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، وقد تعهد زعيم التنيظم، شاكر العبسي، في تسجيلات صوتية بتنفيذ عمليات انتقامية من الجيش.
التعليقات