بيروت، وكالات: أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الأربعاء أن اولوية الحوار الوطني المرتقب لحل المسائل الخلافية هي الإستراتيجية الدفاعية التي سيتم في إطارها بحث قضية سلاح حزب الله التي ستؤدي حتما إلى بحث أمور أخرى.صعوبات أمام الحوار وquot;مهلة السماحquot; للحكومة اللبنانية إنتهت قبل أن تبدأ
وقال بري للصحافيين اثر اجتماع مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان quot;الحوار الوطني الذي بدأ عام 2006 كان على جدول اعماله امور عديدة جرى الاجماع عليها باستثناء امرين: انتخاب رئيس الجمهورية والاستراتيجية الدفاعيةquot;. واضاف انه quot;تم انتخاب الرئيس وبقي موضوع الاستراتيجية الدفاعية الذي يجب ان يكون الموضوع الاساسي والاول على طاولة الحوارquot;. وقال بري quot;اطمئن انه عندما نبحث في الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان سيجري التطرق الى امور كثيرة جدا وعلى رأسها ماهية الدولة والاقتصاد والدفاع والجيشquot;.
وشكلت قضية من يشارك في الحوار والمواضيع التي سيشملها مؤخرا موضوع تجاذب بين قوى 14 اذار/مارس التي تمثلها الاكثرية النيابية وقوى 8 اذار (المعارضة السابقة) التي يشكل حزب الله ابرز مكوناتها. ففي 14 أب/اغسطس دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى توسيع المشاركة في الحوار السابق (2006) الذي ضم 14 شخصية تمثل الطرفان وجاء تلبية لمبادرة بري.
ودعا نصر الله في كلمة في ذكرى انتهاء الهجوم الاسرائيلي على لبنان صيف 2006 الى ان تؤخذ في الاعتبار quot;الدعوات المحقة التي تصدر من عدد من القوى السياسية الى وجوب تمثيل قوى رئيسية وأساسية في هذا الحوار الوطني المصيري وهذه دعوات محقةquot;. وطالب حينها quot;بمناقشة امور مصيرية لا تقل اهمية عن الاستراتيجية الدفاعية وفي مقدمها أمران: استراتيجية وطنية لإعادة بناء الدولة العادلة القوية المطمئنة للجميع، واستراتيجية وطنية لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي والمعيشيquot;.
من جهته، قال سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ان المطالبة بتوسيع المشاركة quot;محاولة للالتفاف على الحوار ووضع عصي في دواليب دعوة سليمان (ميشال رئيس الجمهورية)quot;. وحذر في بيان في 18 اب/اغسطس quot;من الخروج عن الالية التي حددها اتفاق الدوحة للحوار الوطنيquot;، مؤكدا ان quot;جدول اعمال المؤتمر واضح ومحدد ويحق لاي طرف ان يطرح ما يريد على طاولة الحوارquot;. واضاف quot;خلاف ذلك من دعوات ومطالبات تتعارض مع ما رسمه اتفاق الدوحة ولا يخدم النية في الوصول الى حوار مسؤول نريده ان يجري في مناخات هادئةquot;.
والحوار المرتقب الذي لم يعلن عن موعده بعد، هو الذي نص عليه اتفاق الدوحة الذي وضع حدا لازمة بين الطرفين استمرت عاما ونصف العام وشارك فيه اعضاء مؤتمر الحوار الوطني السابق. ونص الاتفاق على استئناف هذا الحوار لحل المشاكل الخلافية وفي مقدمها الاستراتيجية الدفاعية وعلاقة التنظيمات بالدولة quot;برئاسة رئيس الجمهورية وبمشاركة الجامعة العربيةquot;.
وثيقة السلفيين ndash; حزب الله
الى ذلك أكدت طرابلس معقل التيار السلفي في لبنان على لسان أكثر من مرجع رفضها لوثيقة التفاهم بين حزب الله والسلفيين حيث اعتبر رئيس حركة الحرية والتنمية والباحث في الشؤون الاسلامية احمد الايوبي الوثيقة quot;نوعًا من الفخ الذي وقعت فيه بعض الجمعيات السلفية ورأى ان حزب الله اليوم في مأزق من حيث صورته امام العالمين العربي والاسلامي لانه كان مقاومة فأصبح يحمل السلاح في وجه الشعب اللبنانيquot;.
كما اعتبر أن quot;نوايا السلفيين الموقعين على الوثيقة لم تكن خرق الحال السنية لصالح حزب الله لكن الوثيقة خرقت الجدار وادت الى استغلال حزب الله لها خصوصا انها تجاهلت اخطاء الحزب ولم تتطالب بالإعتذارquot;.
quot;لكن في المقابل اكد الموقعون التزامهم بتيار المستقبل سياسيا وما جرى في الوثيقة معالجة على الصعيد الديني ووقف الفتنة بين السنة والشيعةquot;. وسأل الايوبي ان كان حزب الله سيبقي لغة التخوين او سيلتزم بالوثيقة وذكر انquot; السنة هم اهل المقاومةquot;. ورأى في الوثيقة quot;نوعًا من جر السلفيين الى موقف حزب الله الرافض لمبدأ الدولة والقبول بالحكم الذاتي خصوصا ان في طرابلس مربعات امنية مثل التوحيد في ابي سمراء والقوميين في الجميزات واتباع هاشم منقارة في الميناء و الحزب العربي اليمقراطي في جبل محسن الموالي لسورياquot;.
قيادة الجيش تدعو إلى عدم التكهن بأسماء المرشحين
في سياق آخر أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه أن بعض وسائل الاعلام، خصوصا المرئي منها، تعمد الى تصنيف الضباط وفقا لمعايير سياسية مختلفة، وذلك في معرض استعراض الاسماء التي يحتمل ان تتم تسمية احدها قائدا للجيش. وأضافت القيادة في بيان صادر عنها ان هذا التصنيف لا يستند الى الحقيقة، وهو تدخل غير مبرر في الشؤون الداخلية للمؤسسة العسكرية، ويمثل تنكرا واضحا لدورها الوطني الجامع، ولمناقبية ضباطها، كما يشكل اساءة مسبقة للقائد العتيد للجيش الذي لن يكون الا واحدا من القادة العسكريين الذين نشأوا واستمروا على الولاء للوطن الواحد بجميع اطرافه ومكوناته، وعلى العمل في المؤسسة الأم وفقا للقوانين ومعايير الكفاءة والانتاجيةquot;.
وتابع البيان:quot;تهيب قيادة الجيش بوسائل الاعلام كافة النأي بالمؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية وتصنيفاتها، وعدم نقل او اذاعة او نشر اي اخبار تتعلق بعملها، وذلك خدمة للمصلحة الوطنية العليا، وتجنبا للاساءة الى مهمة الجيش وتوجهه كضامن للسلم الاهلي والحاضن للوحدة الوطنيةquot;.
التعليقات