quot;مع المقاتلين في بلاد العدوquot;
الصحافة الإسرائيلية تواصل تجندها المطلق إلى جانب الحرب
نضال وتد ndash; تل أبيب: اعتاد الإسرائيليون والغربيون على التهكم دائما على الشرق الأوسط والغمز من الشعوب العربية بعبارة أن المفاجآت هي السمة المميزة للشرق الأوسط ، والتقلبات في المحاور والعلاقات هي الأبرز من سمات المنطقة، لكن صحافة إسرائيل هذا الصباح حملت quot; مفاجأة quot; من نوع مفاجآت الشرق الأوسط، إذ التم الشامي (يديعوت أحرونوت والحالة هذه) على المغربي (معاريف) واتفقت إدارة الصحيفتان المتناحرتان منذ سنوات الستينات من القرن الماضي على الاكتفاء بتقارير وصور المحلل العسكري ليديعوت أحرونوت، الصحافي الإسرائيلي رون بن يشاي. فقد صدرت الصحيفتان هذا الصباح quot;تبشرانquot; للقارئ الإسرائيليquot; أن رون بن يشاي انضم للقوات الإسرائيلية في غزة. وكتبت يديعوت أحرونوت عنوانا على الصفحة الأولى يقول :quot; توثيق خاص؛ رون بن يشاي مع المقاتلين في غزة، داخل الأنفاق، وفي صفحاتها الداخلية أفردت صفحتين كاملتين تحت عنوان quot; مع المقاتلين في أرض العدوquot; التقط فيه رون بن يشاي بعدسته نفس الصور التي ميزت صور جنود الاحتلال في رام الله وقلقيلية إبان الاجتياح الإسرائيلي للضفة في حملة quot;السور الواقيquot;، صورا تظهر الجنود وهم يأخذون قسطا من الراحة على كنبات أصحاب البيت الفلسطيني، وأهل البيت محشورون في غرفة واحدة، وبطبيعة الحال فقد تم نشر الصور في الصحيفتين بموجب الاتفاق بينهما، كما نشرت تقارير بن يشاي أيضا في موقعي يديعوت أحرونوت ومعاريف.
هذا الطراز من الكتابة الصحفية مميز على نحو خاص للمراسلين العسكريين في إسرائيل، فهم يرافقون القوات الإسرائيلية، وسرعان ما يتحول قائد الكتيبة أو الفرقة أو اللواء، على شخص عادي يحكي للمراسل عن متاعبه في القتال، وعما يؤرقه ويضايقه. وفي هذا السياق تجد رون بن يشاي يقتبس قائد وهو يبدو مندهشا كيف أن هذا البيت الفلسطيني في غزة مرتبط بشبكة من الأنفاق. ينتبه رون بن يشاي في تقريره إلى أن البيت الذي دخله للتو مع عناصر الجيش الإسرائيلي، ليس خاليا تماما من السكان، فهو يكتشف مجموعة من الفلسطينيين وقد حشروا أنفسهم في quot; بيت السلمquot; رافضين مغادرة البناية، وينقل عن قائد الوحدة الإسرائيلية قوله إن بمقدورهم المغادرة لكنهم يرفضون.
إنها محاولات للقيام بواجب quot;المهنةquot; لكنه يكون مجبولا بالواجب quot;القومي الإسرائيليquot; فالصحافة والإعلام تصبح هنا ميدان آخر من ميادين القتال، لا بد من شخص يوثق quot;متاعب الجندي الإسرائيلي، وتساؤلاته وتخبطه بين الواجب العسكري والإنسانيquot; شخص يشرح للإسرائيليين في البيت ويؤكد من جديد quot;إنسانية الضابط الإسرائيليquot; وهو quot;يأخذ قسطا من الراحةquot; في صالون بيت فلسطيني اقتحمه وجنوده، ولكنه يتكرم بالإبقاء على سكان المنزل الذين يرفضون مغادرة بيتهم. وبما أن رون في الجبهة مع المقاتلين فهو لا يرى إلا ما يراه مقاتلو الجيش، quot;مخلفات الأسلحة والوسائل القتالية، الأنفاق المرتبطة ببعضها البعض، بقايا الطعام (قل ما تيسر منه) في مطبخ أسرة فلسطينية سارعت للفرار.
إلى ذلك أبرزت الصحف الإسرائيلية الخلافات داخل صفوف القيادة السياسية لإسرائيل وتحديدا ثلاثي الحرب: أولمرت وبراك وليفني، بشأن الاتصالات الجارية لوقف إطلاق النار . وكتب المحلل السياسي، شمعون شيفر يقول إن هناك تباين في المواقف بين ليفني وبراك وأولمرت، بحيث يتخذ أولمرت، الذي كان من مؤيدي عملية محدودة وغير طويلة الأمد، موقفا يقول بوجوب مواصلة الضغط العسكري مصحوب بمفاوضات مع المصريين، إذا كانت إسرائيل تريد تحقيق نتائج تغير من الواقع السائد في قطاع غزة.
في المقابل فإن وزير الأمن براك (الذي يحظى باستمرار وبسبب إدارته للحرب بارتفاع شعبيته، حيث أشار استطلاع أمس إلى ارتفاع قوة حزبه إلى 17 مقعدا) يرى بأن الضغط العسكري قد استنفذ الفائدة المرجوة منه ، وأن حماس تلقت ضربة أليمة، وبالتالي يمكن الآن إنهاء المعركة عبر quot;ترتيب quot; الأوضاع ووقف إطلاق النار .
وتقول وزيرة الخارجية وزعيمة كديما (التي تتراجع قوتها في الفترة الأخيرة وانخفضت في استطلاع الأمس إلى 25 مقعدا)، من جهتها بأن بمقدور إسرائيل أن توقف العمليات القتالية من طرف واحد والإعلان بأنها سترد بحزم على كل خرق لوقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، يكتب أليكس فيشمان، في يديعوت أحرونوت، أنه فيما تتواصل الاتصالات والمباحثات بشأن وقف إطلاق النار فإن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته وفق البرنامج المحدد مسبقا، مستشهدا بتصريح لرئيس الأركان الجنرال غابي أشكنازي، وجهه لكبار القادة في الجيش والذي جاء فيه : نحن لا نتطرق للحديث الدائر عن تسويات بل نواصل عملنا وخططنا العسكرية كما هيquot;.
ولفت فيشمان إلى أنه لكون المرحلة الثالثة من العمليات البرية تستلزم تجنيد قوات الاحتياط وليس الجنود النظاميين فإن الحكومة لن تكون قادرة على إبقاء هذه القوات على هبة التأهب لوقت طويل وسيكون عليها في حال استدعائهم العمل وإطلاق المرحلة الثالثة. مع ذلك يقول فيشمان: quot; إنه من المعقول الافتراض أن إسرائيل ليست معنية ، حاليا بإدخال فرق الاحتياط إلى قطاع غزة، فمثل هذه الخطوة تعتبر تحركا دراماتيكيا في المجتمع الإسرائيلي لذلك انتقلت إسرائيل على مرحلة التهديدات ، فهي ستسقط المناشير الموجهة للسكان وستستخدم المزيد من القوات الجوية وقوات القصف المدفعي أملا بأن تغير هذه التهديدات رأي قادة حماسquot;.
ويستدرك فيشمان قائلا: quot;في المقابل ومن جهة ثانية فإن التهديد بشجار قد يفضي في واقع الحال إلى شجار دون أن ترغب به، فقد تجد إسرائيل نفسها وقد انتشرت فرق الاحتياط، دون أن ترغب بذلك، في غزة وقد اتسعت رقعة القتال. ومع إدخال أول فرقة احتياط سيصدر الجيش على الفور أوامر بتجنيد عشرات آلاف عناصر الاحتياط من أجل الاستعداد للمرحلة الرابعة. القضاء على حماس كليا، والسيطرة على غزة، وتطهيرها من مؤسسات حماس وتسليمها لمن يرغب باستلامها، عملية قد تستغرق سنة على الأقلquot;.
وفي صحيفة معاريف، التي أفردت بدورها صفحاتها الأولى لتقارير وصور الصحافي رون بن يشاي، فقد كتب مراسلا الصحيفة جاكي حوغي ومايا بنغال عن quot;استعادة مصر لدورها الإقليمي لمجرد كونها أول من quot;تجرأ على وضع إشارة توقف أمام حركة حماس، ورفضت فتح معابر رفح أما اللاجئين الفلسطينيين ومعه مقاتلي حماس، وذلك على الرغم من كونها حركة تحرر لها شعبية كبيرة وصلت إلى الحكم بطرق ديموقراطية وفازت في الانتخابات، وبقي الآن فقط أن نرى كيف سيوجه المصريون مساعي وقف إطلاق النار وما هي الهدنة التي ستتمخض عنها إذا كان ذلك ما سيحدث أصلاquot;.
أما صحيفة هآرتس فقد خصصت افتتاحيتها للحديث عن حيوية وإيجابيات المبادرة المصرية. واعتبرت الصحيفة أنه من المفضل quot; أن نعتبر مبارك مدخلا إيجابيا في الطريق إلى نقطة لقاء بين رغبات واحتياجات الأطراف المشاركة في القتال. فإسرائيل تطالب وبحق وضع حد لإطلاق الصواريخ ووقف التزود بها، وحماس معنية أكثر شيء بالحفاظ على سلطتها في غزة وإرضاء السكان واحتياجاتهم، وفي مقدمة ذلك فتح المعابر وفقط معادلة تلبي حاجات الطرفين يمكن لها أن تصمدquot;.
quot;إن المبادرة المصرية- الفرنسية- الأمريكية- كتبت هآرتس، توفر للسياسيين رافعة لوقف تقدم الجيش في المناطق المدنية المكتظة بالسكان في غزة، لوقف إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية وهو ما دفع الحكومة إلى إطلاق الحملةquot;.
التعليقات