لندن: تفردت صحيفة الإندبندنت البريطانية بتخصيص أولى إفتتاحياتها للإنتخابات البرلمانية في إسرائيل معتبرة إياها انتخابات تضع إسرائيل والمنطقة عند quot;مفترق طرقquot;. وتوافق الصحيفة رأي من لا يرى كثيرا من الفروق بين الخطاب الذي رددته الأحزاب المتنافسة أثناء الحملة الانتخابية فمواقف زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو معروفة، كما أن كاديما وحليفه في الحكم حزب العمل ما انفكا quot;يتغنيانquot; على لسان زعيميهما تسيبي ليفني وإيهود باراك quot;بحملة غزةquot;. لكنها ترى على الرغم من ذلك quot;فرقا جوهرياquot; بين ليفني ونتنياهو. فالآولى تميل إلى حل الدولتين بينما الثاني يعترض على قيام دولة فلسطينية. نتنياهو حول إرثه إلى نموذج للسياسة الإنهزامية
وتعرب الصحيفة عن قلقها حيال ظاهرة تنامي المد اليميني quot;المتطرفquot; ممثلا في حزب quot;إسرائيل بيتناquot; والخطاب المتشدد الذي ينشره زعيمه أفيغدور ليبرمان والذي دعا فيما دعا إليه إلى طرد عرب 48. وينبع قلق الصحيفة من ظهور هذا الحزب كقوة ثالثة سيضطر إلى الاحتكام إليها الحزبان اللذان سيفوزان بالمقدمة. وقد عرض نتنياهو على ليبرمان منصبا رفيعا في الحكومة المقبلة.
وتعتقد الصحيفة البريطانية أن حكومة ائتلافية من هذا القبيل: quot;ستوسع المستوطنات، مما سيضعف من إمكانية quot;سلام الشجعانquot; إحتمالا بعيد التحقيق، وقد يضر بعملية السلام ضررا لا يمكن إصلاحه، بل ربما قد يؤثر على التوازن الديمغرافي.quot;
ومما قد يفاقم من تخوف الصحيفة أن اليمين الإسرائيلي صار أقل براغماتية عما كان عليه على عهد بيجن الذي وقع على معاهدة سلام كامب ديفيد. كما أن نتنياهو ليس هو دوغول الزعيم الفرنسي الذي واتته الشجاعة للتخلى عن quot;وهم الجزائر الفرنسيةquot;. ويبقى الأمل الوحيد في رأي الصحيفة معلقا على إدارة الرئيس أوباما الذي قد لا يمنح التأييد المطلق لحكومة إسرائيلية quot;تدير ظهرها لعملية السلامquot;.
التعليقات