بيروت: تفرض الانتخابات الاسرائيلية نفسها على اي حديث صحافي مع سياسي في لبنان ولا سيما اذا كان على مستوى رئيس واحدة من أكبر الكتل النايبية في المجلس النيابي اللبناني مثل سعد الحريري. وان كانت السجالات الداخلية حول اكثر من ملف على ابواب الانتخابات النيابية ، تحتل موقع الصدارة في التحركات والتصريحات والمتابعة الداخلية للاطراف اللبنانية.
المقابلة مع سعد الحريري في الاساس هي لمناسبة مرور اربع سنوات على اغتيال والده رفيق الحريري، وتعاطي قوى الاكثرية الينابية مع تلك المناسبة على انها بمثابة عراضة قوة على ابواب الانتخابات النيابية التى تسعى قوى الاكثرية الى خوضها والنجاح فيها وان كان الانقسام بين اللبنانيين لا يشير بوضوح الى اي من الاتجاهات ستميل الكفة: هل ستعود الاكثرية النيابية كاكثرية في المجلس القادم ؟ ام ان قوى المعارضة وعلى راسها حزب الله ستتحول من اقلية نيابية الى اكثرية؟
وفي الحالتين يبدو ان سعد الحرريري سيكون اول رئيس حكومة بعد تلك الانتخابات. فاذا نجحت الاكثرية تتجه لتسميته واذا غلبت المعارضة تتجه لتسميته رئيسا ايضا. فهو ورث زعامة تيار سياسي هو الاكثر تمثيلا للسنة كما ان حزب الله الاكثر تمثيلا للشيعة.
الإنتخابات الإسرائيلية
وبينما يميز الحديث مع سعد الحريري عن محطة الرابع عشر من شباط تاريخ اغتيال الحريري، جو من التفاؤل لجهة وقوعها قبل ايام على انطلاق المحكمة الدولية، يظلل الكلام عن الانتخابات الاسرائيلية جو من التشاؤم والحذر ازاء احتمال توجيه ضربة للبنان.
هنا في دارة الحريري لا تمييز بين الاطراف المتنافسة في اسرائيل لان quot;اسرائيل ومنذ اغتيال اسحق رابين اتجهت نحو التطرف، فهي لا تريد السلام وتخلق الحجج لعدم الوصول اليه quot; كما قال الحريري.
وفي كل الاحوال quot;لبنان لا يريد حروبا ويريد استرجاع ما تبقى من اراضيه عن طريق العمل الدبلوماسي الذي يجب ان يكون طاغياquot;.
هنا تكمن واحدة من نقاط الخلاف مع حزب الله الذي يرفع شعار quot;ما اخذ بالقوة يجب ان يعاد بالقوةquot;، وهي نقطة خلافية ستكون واحدة من شعارات الحملات الانتخابية الداخلية في لبنان التى تنطلق بقوة هذا الاسبوع مع التجمع الكبير الذي تقيمه قوى الاكثرية في ذكرى اغتيال رفيق الحريري وبعده بيومين في التجمع الكبير الذي يقيمه حزب الله في ذكرى اغتيال قائده العسكري عماد مغنية.
ينتهي اللقاء مع سعد الحريري على تساؤلات حول المرحلة القادمة وهي تساؤلات لا يملك احد الاجابة عليها في لبنان.
تساؤلات حول اتجاهات الامور للاستقرار ام للفوضى في المنطقة. وتساؤلات متطابقة حول الوضع في لبنان هل يتجه نحو الفوضى ام الاستقرار .فالملفات الخلافية كبيرة و التباعد حول غالبيتها ما يزال قائما مع ما يطرحه اقتراب الانتخابات النيابية من تازم وارتفاع في نسبة الحماوة السياسية.
سيطل سعد الحريري وغيره من قوى الرابع عشر من اذار السبت امام جماهير بدء العمل لحشدها مؤخرا وكذلك عدد من قيادات تلك القوى.
وسيطل الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الاثنين امام جماهير بدء العمل لحشدها مؤخرا احياء لذكرى اغتيال مغنية الاولى.
في المحطة الاولى التوقعات تشير الى ان المحكمة الدولية وقرب انطلاقها والانتخابات النيابية ستكون الطاغية على مواقف الاطراف وفي المحطة الثانية اسرائيل وانتخاباتها ستكون هي الطاغية.
المتداخلون في ذكرى اغتيال الحريري يمسكون بخيط القتل في صفوفهم لتثبيت ما يملكونه من تأييد. والمتداخلون في اغتيال مغنية يمسكون بخيط العداء لاسرائيل لتثبيت ما يملكونه من تاييد.
وبين المشهدين صورة انقسام في الشارع ستظهر مجددا بفارق يومين.
ندى عبد الصمد
التعليقات