وقال د. عماد فوزي الشعيبي، مدير مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية في دمشق أنquot;هذه القمة المصغرة في الأصل تهدف إلى تكريس المصالحة العربية ـ العربية، ووضع قواسم مشتركة بين الدول العربية مجتمعة بخصوص القضايا الكبرى، وبالتالي القدوم إلى وضع جديد أو قمة عربية جديدة تكون مختلفة عن القمم السابقةquot;، منوها بتغير الوضع الدولي الراهن على الساحتين السياسية والاقتصادية.
وكانت مصادر عربية أكّدت انعقاد قمة مصغرة في الرياض الأربعاء تجمع زعماء سورية والسعودية وقطر وربما مصر، بدعوة من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، تهدف إلى تصفية الخلافات العربية وإيجاد طريقة لإدارة الخلافات العربية، والتشاور حول بعض القضايا الأساسية تمهيداً للقمة العربية الـ 21 المرتقب انعقادها في الدوحة نهاية الشهر الجاري. ورأى الشعيبي أن هذه القمة المصغرة المتوقع أن تجمع زعماء سورية والسعودية وربما قطر ومصر ستكون في طل الأحوال quot;بادرة مهمة لتصحيح الوضع العربي وإعادة التوازن والاستقرار في المنطقةquot; على حد قوله.
ورجّحت مصادر سورية مطلعة أن تكون القمة خماسية تجمع إلى جانب سورية والسعودية وقطر كلاً من مصر والأردن، وقال المحلل السياسي المقرب من السلطات السورية quot;قد تكون القمة رباعية، وذلك لأن هنالك عناصر مختلفة تجمع هذه الدول الأساسية في المنطقة، سورية ومصر والسعودية بالإضافة إلى قطر التي لها دور محوري تقوم به منذ فترة ودور له صلة بالقضايا العربية عموماًquot;.
وفيما إن كانت هذه القمة المصغرة لتدعيم المصالحة أم لإيجاد طريقة لإدارة الخلافات قبيل القمة المرتقبة في الدوحة، قال quot;دعني أقول إنه لا يوجد دول تتطابق مع الدول الأخرى في وجهات النظر، قد تكون المصالحمشتركة ولكن لا يوجد تطابق كلي في وجهات النظرquot;. وأضاف quot;إذا كانت الرؤيا هي إدارة الخلافات فهذا يصب في إطار المصالحة، بمعنى آخر، إن إدارة الخلافات هي بالنتيجة النهائية وسيلة عقلانية لإنجاز القواسم المشتركة، وهذا ليس مرذولاً وليس ممنوعاً بل إنه منتهى العقلانية في العمل السياسيquot;. وتابع quot;كانت المشكلة في السنوات السابقة في إدارة الاختلافات، حيث لم تكن إدارة الخلافات بين الدول العربية إدارة إيجابية quot; وفق تعبيره.
وحول المصالحة السورية ـ المصرية، قال quot;علينا أن ننظر للمسألة بمنظار واقعي وعقلاني، فالمصريون يبحثون الآن عن دور لهم، وبعد الأحداث الأخيرة تراجع دورهم ا كثيراً، ولم يعد دور القاهرة يعادل وزن مصر، وجزء من حساسية الموقف المصري أنه تشرنق حول نفسهquot;، وتابع quot;أعتقد أن صفحة جديدة ستفتح بين دمشق والقاهرة وستفسح المجال أمام دور مصري جديد ربما يكون مختلفاًquot; وفق تقديره.
ويشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد كان قد تلقى الأسبوع الماضي دعوة من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز لزيارة المملكة نقلها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل. وكان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أعلن مطلع الأسبوع الجاري أن هناك تحضيرات لعقد قمة عربية مصغرة تسبق القمة العربية في الدوحة، دون أن يخوض في تفاصيل هذه القمة المصغرة.
التعليقات