الحكومة تجهض المسيرة الطويلة
نواز شريف والقادة الآخرون تحت الإقامة الجبرية
عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: أفادت مصادر أنه تم وضع رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الرابطة نواز شريف تحت الإقامة الجبرية في مقره بمدينة لاهور صباح اليوم الأحد، بعد عراكات شديدة بين الشرطة وبين ناشطي حزبه.
فيما قد أصدرت الحكومة الأوامر بوضع كبار قادة المعارضة وبينهم أمير الجماعة الإسلامية قاضي حسين أحمد ورئيس حركة الإنصاف عمران خان والقادة السياسييين البرلمانيين لمدة 72 ساعة، يوم أمس السبت. وامتثالا لتلك الأوامر قامت الشرطة باعتقال عدد كبير من النشطاء السياسيين والقادة في مداهمات جرت في الساعات الأولى من اليوم.
وقد ذكر بعض قادة حزب نواز شريف من لاهور أنه لم يتم نقل أوامر الإقامة الجبرية إلى نواز شريف، بينما المفاوضات في هذا الصدد مستمرة.
من جهة أخرى أصدرت الحكومة أوامر بوضع القيادي البارز لحركة المحامين اعتزاز أحسن ونجل شهباز شريف حمزة شهباز ورئيس حزب الرابطة في البنجاب ذوالفقار كهوسة والقادة البارزين الآخرين تحت الإقامة الجبرية.
على صعيد آخر قد وصل رئيس حزب الرابطة ورئيس حكومة البنجاب السابق شهباز شريف إلى راولبندي مخترقا جميع الحواجز في الطريق، إلا أن السلطات قد أوقفته على نقطة الدخول إلى مدينة راولبندي، بينما فرضت الحكومة طوقا أمنيا حول quot; منصورةquot; مركز الجماعة الإسلامية في لاهور. وقد أقفلت جميع الطريق المؤدية إليه لمنع نشطاء الجماعة من التوجه إلى مبنى المحكمة العليا حيث تنطلق القوافل إلى إسلام آباد في المرحلة الأخيرة للمسيرة الطويلة التي سوف تنتهي باعتصام يدوم إلى حين إعادة القضاة المعزولين.
إلى ذلك قامت الحكومة بإقفال الطرق المؤدية إلى العاصمة الفدرالية بوضع الحاويات عليها لمنع تجمع المحتجين فيها غدا الاثنين، في حين أشارت مصادر إلى أن الاحتجاج في العاصمة إسلام آباد والمدينة التوأمة لها راولبندي قد يتحول إلى اشتباكات بين الشرطة والمحتجين بسبب الحواجز والعراقيل التي سوف يحاول المحتجون عبورها بينما الشرطة ستبذل أقصى جهودها لمنعهم من ذلك.
وأشارت تقارير إلى أن الحكومة قد أقفلت الطرق المؤدية إلى مدينة راولبندي على 86 نقطة، في حين تم توجيه أصحاب الفنادق بإغلاق الفنادق لمدة ثلاثة أيام إلى جانب توجيه أصحاب المحال التجارية بإغلاقها لنفس المدة.
على صعيد آخر أفادت مصادر بتواجد بعض كبار القادة للمعارضة بينهم عمران خان وشودري نثار علي خان ولياقت بلوش وآخرون. وقد يخرجون هؤلاء القادة على رأس ناشطيهم يقودونهم للمشاركة في المسيرة الطويلة اليوم وغدا في مواقع مختلفة من مدينة راولبندي.
والجدير بالذكر أن المسيرة الطويلة سوف تصل إلى العاصمة إسلام آباد غدا الاثنين حسب برنامجها المقرر، بينما قررت الحكومة أن لا تسمح لها بالدخول والاعتصام داخل حدود العاصمة ولاسيما على طريق الدستور أمام مبنى البرلمان قصر الرئاسة. وقد تم وضع الحاويات الكبيرة على الطرق المؤدية إلى العاصمة مع نشر عدد كبير من عناصر الأجهزة الأمنية.
استقالة وزيرة الاعلام
وكانت الحكومة الباكستانية قد قامت باعتقال عدد كبير من المتظاهرين واغلقت مخارج المدن لمنع وصولهم الى العاصمة.
كما اوقفت الحكومة بث قناة جيو التلفزيونية ومنعتها من تغطية اخبار الاحتجاجات وهو ما دعا وزيرة الاعلام شيري رحمان الى الاستقالة التي يقول مراقبون انها مؤشر على تصدع صفوف حكومة حزب الشعب اثر تصاعد احتجاجات المعارضة.
عروض وساطة
ومع تصاعد الاحتجاجات دعت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا الحكومة والمعارضة الى التزام الهدوء والابتعاد عن اعمال العنف والجلوس الى طاولة الحوار مما حدا بزرداري الى عرض الحوار مع المعارضة.
الا ان شريف رفض عرض زرداري بالقول انه لم يعد يثق بالحكومة وتعهد بالاستمرار في دعم المعارضة الى ان يتم الاستجابة لمطالبها باعادة القضاة الى مناصبهم.
التعليقات