هورموزلو مستشار الرئيس التركي عبد الله غول لـ إيلاف (2-2):
نرفض استحواذ طرف على كركوك وتصدي العراق للعمال جديّ
تركيا: مفاوضات سرية بين إسرائيل وسوريا |
وحول تعيينه مستشارًا للرئيس التركي وهو عراقيّ الأصل، أوضح هورموزلو أنَّ هذا الامر ليس غريبا فهناك أمثلة عديدة حين تقلد الكثيرون من العرب مناصب قريبة لمواقع اتخاذ القرار في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ودول اخرى وهناك أوروبيون في مواقع مماثلة في عدد من البلدان. واكدأن اصوله العراقية تحتم عليه أن يولي الشأن العراقي أهمية خاصة.
وفي ما يخص استجابة الرئيس التركي عبد الله غول الذي يؤمل قيامه بزيارة رسمية الى العراق الجمعة المقبل لاستشارته، اشار هورموزلو الى ان الرئيس مستمع جيد وله ملكة خاصة في اتخاذ القرارات الصعبة حيث يطلب منه اجراء دراسات معينة او ترتيب خطوات معينة اذا كان الأمر متعلقا بالعراق أو الشرق الأوسط وهذا ما يقوم به.
إقرأ أيضًا |
هورموزلو: تركيا حصلت على ضمانات من سوريا وإسرائيل بجدية مفاوضاتهما (1-2) |
وفي ما يلي، الجزء الثاني والأخير من حديث أرشاد هورموزلو مستشار الرئيس التركي عبد الله غول إلى quot;إيلافquot;:
تركيا والمطالب الكردية بضم كركوك
.. كيف تنظر تركيا الى المطالب الكردية بضم مدينة كركوك العراقية الى اقليم كردستان؟
** تركيا تنظر الى العراق كبلد ديمقراطي موحد ذي سيادة وتحترم قرار الشعب العراقي في اختيار نظامه، ولكن تركيا لا تريد أن ترى المشاكل المستعصية وهي تعصف بالمنطقة من جراء القرارات التي لا تحتوي الكل. كركوك مدينة عراقية بألوان وأطياف ومن الضروري أن يجتمع الكل على اتخاذ القرار بشأنها. أما اذا استفرد طرف واحد بالموضوع وتحدث عن الاستحواذ فإنه يضر منطق المصالحة والوفاق وهذا أمر لا نريد أن نراه سواء لكركوك أو لأي منطقة أخرى في العراق.
تعاون العراق مع تركيا لمواجهة حزب العمال
.. هل ترى ان تركيا راضية عن تعاون السلطات العراقية معها في مواجهة نشاط حزب العمال التركي الكردي وانطلاق عملياته المسلحة من الاراضي العراقية الشمالية المحاذية لتركيا ؟ .
** الإرهاب هم دولي تقتضي معالجته والتصدي له اجماعا وتعاونا دوليا. هذا ما قلناه ونكرره ونشدد على أن الارهاب توجه همجي غير حضاري لا يمكن أن يبرر لأي سبب كان. وقد سرتنا التصريحات العراقية المتعاقبة حول جدية الطرف العراقي وعزمه على التصدي للإرهاب الذي ينطلق من الأراضي العراقية ويؤذي البلدان المجاورة. لقد ذكرت السلطات التركية للعراقيين مرارا بأنها يمكن أن تسهم في القضاء على هذا الداء اذا كان الفراغ الأمني لا يتيح للعراقيين أنفسهم التصدي لذلك. وحاليا نرى التعاون الثلاثي في مكافحة الإرهاب والتصدي له قد بدأ بالتفاعل ونتمنى أن يرتاح العراق أيضا من هذا الشر.
عراقي مستشار للرئيس التركي
.. كيف تنظرون الى تعيينكم مستشارا للرئيس التركي وانت مواطن عراقي .. وما هي دوافع ومبررات هذا القرار ؟ .
** هناك أمثلة عديدة لهذا الموضوع فقد تقلد الكثيرون من العرب مناصب قريبة لمواقع اتخاذ القرار في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والدول الأخرى. وهناك أوروبيون في مواقع مماثلة في البلدان الأخرى. إن أصولي العراقية تحتم علي طبعا أن أولي الشأن العراقي أهمية خاصة وما زلت احتفظ بعلاقات الصداقة والأخوة مع الكثير من العراقيين. ولكن كما تقدرون فإن رئيس الجمهورية هو الذي يختار مستشاره ويقوم بتكليفه واذا شعر الشخص بأن هذا التكليف يتيح له تقديم أفضل خدمة ممكنة فإنه يتجاوب معه.
نشأة ومشوار حياة المستشار
.. هل لكم ان تنوروا قراءنا عن محطات حياتكم ونشأتكم ودراستكم وتأثير الاسرةفي توجهاتكم .. ومن هي ابرز الشخصيات التي تأثرتم بها في بداية مشوار حياتكم ؟ .
** لقد مر العراق بأوقات صعبة وسبق له وأن طارد الكثير من مثقفيه وأجبرهم على الرحيل فوصل قسم منهم بجده واخلاصه الى مواقع متقدمة في البلدان التي رحلوا اليها. وهذا هو وضعي الآن ولكن المهم أن أفلح في المهمة الدقيقة التي تنتظرني ولا يتحقق ذلك إلا بمساعدة المثقفين من اخوتي الذين يشاركونني هذا الرأي.
لقد نشأت في كركوك ثم واصلت المسيرة في بغداد حيث أنهيت دراسة الحقوق ثم انتظمت في المعهد التأميني العالي وكنت الأول على دفعتي من كل المحافظات العراقية. وقد نهلت من العراق وثقافته وعاداته وتقاليده وتقلدت مناصب إدارية كما أصبحت لي توجهات أدبية وثقافية، ولكن المناخ لم يثمر فشددت الرحال حيث تنقلت في بلدان عديدة ووصلت الى مراكز القرار في الكثير من الشركات التركية والعالمية. ولم أهمل الواقع الثقافي والأدبي فصدرت لي مؤلفات وقمت بترجمة امهات الكتب الى العربية كما احتضنتني عواصم عديدة لالقاء المحاضرات وحضور الندوات السياسية والثقافية.
السياسي والمثقف في شخص هورموزلو
.. كيف استطعتم ان توفقوا بين الثقافي والسياسي في شخصكم ؟ .
** هذان الأمران مترابطان أصلا، فلا يعقل أن يكون السياسي محروما من الخلفية الثقافية ولا يستطيع المثقف أن ينأى بنفسه عن السياسة اذا كان هدفها خدمة الأجيال المتعاقبة او الاسهام في رفعة الشعوب. ولذلك فقد بدأت مشواري وأنا عاكف على القراءة لساعات عديدة وحاولت أن ألم بمختلف أنواع التوجهات الثقافية والأدبية عراقيا وتركيا وعالميا. صحيح أن العمل العام يستغرق من وقتي الآن أكثر مما كنت أتوقع ولكن فريق العمل المساعد لي يسدّ الثغرة في توفير الملخصات والتقارير لي لكي لا ابتعد عن هذه المسيرة.
قناعات المستشار وتأثيرها على الرئيس
.. ماهي طبيعة تفاعلكم مع منصبكم الجديد .. وهل اثرت قناعاتكم السياسية في الاستشارات التي تقدمونها الى الرئاسة التركية وخاصة في ما يتعلق بالقضيتين العراقية والفلسطينية ؟ .
** فخامة الرئيس مستمع جيد وله ملكة خاصة في اتخاذ القرارات الصعبة. وهناك تواصل شبه يومي في القصر الجمهوري في مختلف المواضيع وتعقد اجتماعات تعريفية عديدة يدلي كل واحد برأيه فيها بصراحة ووضوح. بطبيعة الحال يطلب مني اجراء دراسات معينة او ترتيب خطوات معينة اذا كان الأمر متعلقا بالعراق أو الشرق الأوسط وهذا ما نقوم به وابتهل الى الله أن يوفقنا جميعا لما فيه خدمة الصالح العام.
التعليقات