|
قمة العرب أصبحت ليوم واحد
السعودية تؤكد استمرار مسارها التصالحي عربياً
خاص من الدوحة: اكدت السعودية استمرار مسارها التصالحي عربياً، بعد ورود أنباء عن اعتزامها التراجع عن مصالحتها مع ليبيا اثر القطيعة التي دامت لست سنوات، وقالت مصادر لايلاف إن الرياض اخذت علماً بما تفوه به الزعيم الليبي معمر القذافي من مغالطات خلال الجلسة الافتتاحية للقمة عندما حصل الوفد السعودي على نص كلمة القدافي التي أفسد فيها أجواء القمة ورفض الوفد الليبي تسليمها قبل اللقاء. وكانت القمة العربية قد شهدت مصالحة سعودية ليبية برعاية امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ، وفي نبأ لاحق فقد تأكد اختصار فترة القمة العربية الى يوم واحد بعد ان كان يومين.
ويبدو ان اجواء المصالحة جرت في ظل تضارب التفسيرات بخصوص ما قاله الزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان غير واضح في البداية قبل ان يتوضح من خلال نشر اقاويله عبر اليوتيوب وقيام الجزيرة والعربية بإعادة هذا المقطع المثير للجدل عدة مرات.
وبحسب الوزير الليبي احمد قذاف الدم فإن المصالحة تمت وان الزعيمين اتفقا على تبادل الزيارات، الا ان تصريحات الوزير الليبي قابلتها تسريبات سعودية جاءت بعد التدقيق في كلام الزعيم الليبي الذي كان واضحاً فيه تصفية الحسابات، قال فيه quot;أخ حمد أهنئك بتوليك رئاسة القمة. وبهذه المناسبة أقول لأخي quot;عبد اللهquot; ست سنوات وأنت هارب وخائف من المواجهة ، وأريد أن أطمئنك بأن لا تخاف ، وأقول لك بعد ست سنوات ثبت أنك أنت الذي الكذب وراءك والقبر أمامك ، وأنت هو الذي صنعتك بريطانيا وحاميتك أمريكا واحتراما للأمة أعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى ،وأنا مستعد لزيارتك وأنك أنت تزورني. أنا قائد أممي وعميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين..مكانتي العالمية لا تسمح لي بأن أنزل لأي مستوى آخر. وشكراquot;.
وقد تضاربت التحليلات حول اسباب قبول السعودية للمصالحة، منها ان مسؤوليها لم يسمعوا الى كلام الزعيم الليبي جيداً بسبب مقاطعات امير قطر، وحتى المصفقين لم يفهموا ما قاله الزعيم، ومنها ان السعودية باعتبارها من مدت يدها للمصالحة فكان عليها تخطي كل العقبات الممكنة امام تصفية الاجواء العربية.
فبعد افتتاح القمة وإلقاء رئيس الدورة السابقة له الرئيس السوري بشار الأسد، وتسلم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الرئاسة الحالية، قدم القذافي مداخلة غير مقررة . وكان الملك عبدالله قاطع، عندما كان ولياً للعهد ويتولى رئاسة وفد بلاده في القمة العربية في شرم الشيخ في عام 2003، القذافي الذي كان قال في كلمته إن العاهل السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز، كان قد أبلغه في اتصال هاتفي بعد الغزو العراقي للكويت في عام 1990: إن السعودية ستلجأ إلى واشنطن لمواجهة quot;الخطر العراقي عليهاquot;، وإنها على استعداد quot;للتحالف مع الشيطانquot; من أجل درء التهديد العراقي.
وعندها قاطع ولي عهد السعودية في ذلك الحين القذافي على الفور، وقال quot;كلامك مردود عليه.. السعودية ليست عميلة للاستعمار.. أنت من جاء بك إلى الحكم؟ لا تتكلم في أشياء ليس لك فيها حظ ولا نصيب، الكذب أمامك والقبر قدامكquot;.
وكان القذافي اليوم يستعيد هذه المشادة، مضيفاً متوجهاً إلى الملك عبدالله أنه quot;احتراما للأمة (العربية) أعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد انتهى، وأنا مستعد لزيارتك وأنت تزورنيquot;. وأضاف quot;أنا قائد أممي وعميد الحكام العرب وملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين.. مكانتي العالمية لا تسمح لي بأن أنزل لأي مستوى آخرquot;. وقال أمير قطر، الذي حاول مراراً مقاطعة القذافي خلال مداخلته مراراً ربما لأنه خشي أن يكون في صدد مشادة جديدة، quot;أنا أعتقد يا أخ معمر يمكن أنني فهمت خطأ، وأنا أعتذر أمام الإخوة الملوك والرؤساء وأشكرك على كلمتك الموفقةquot;.
التعليقات