بانكوك: سمعت أصوات إطلاق للنار في شوارع العاصمة التايلاندية بانكوك بعد ان تحرك جنود الجيش لفض المتظاهرين المناهضين للحكومة. وقال مراسل وكالة رويترز هناك إنه شاهد بنفسه المتظاهرين وهم يلقون بالأحجار قبل ان يتراجعوا للاحتماء في الشوارع الجانبية بعد تقدم الجيش.

وتمكن المراسل من مشاهدة حرائق مشتعلة في وسط الطريق القريب من النصب التذكاري للنصر. وقدر المراسل المتظاهرين بنحو 300 ألف شخص قال إنهم كانوا في وسط العاصمة بانكوك.

دفي وقت سابق كان رئيس وزراء تايلاند المعزول ثاكسين شيناواترا قد دعا من منفاه إلى القيام بثورة في تايلاند وقال إنه قد يعود إلى البلاد لقيادة تلك الثورة.

وكان شيناواترا قد غادر تايلاند العام الماضي قبل أن يصدر حكم قضائي عليه غيابيا باتهامات تتعلق بالفساد. وقد استمرت المظاهرات المناهضة للحكومة في تايلاند رغم فرض حالة الطواريء في بانكوك العاصمة.

وقام الجيش بنشر القوات والمصفحات وقام المتظاهرون قاموا بإغلاق الطرق وتحويل مسار الحافلات والقاء الأحجار وقطع الأثاث على أي سيارة يشتبهون في أنها تقل رئيس الوزراء الحالي أبيسيت فيجاجيفا.

وحتى الآن لم تتدخل قوات الجيش بالعنف ضد ذوي القمصان الحمراء من أنصار رئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواطرا. وناشد نائب رئيس الوزراء الجيش تفرقة المتظاهرين قائلا إن الحكومة ستتحمل مسؤولية أي إراقة للدماء قد تنتج عن ذلك.

وكان الجنود والعربات المدرعة قد انتشرت الأحد في شوارع العاصمة التايلاندية بانكوك، وذلك في أعقاب إعلان السلطات حالة الطوارئ في المدينة وضواحيها وازدياد وتيرة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في جميع أرجاء البلاد.

وأفادت التقارير الاخبارية انتشار العديد من الجنود والعربات المدرعة في المنطقة التجارية المزدحمة وأنحاء أُخرى من المدينة في أعقاب زيارة رئيس الوزراء، أبيسيت فيجاجيفا، ونائبه، سوثيب ثونجسوبان، لمبنى وزارة الداخلية اليوم وفرارهما لاحقا على وقع إطلاق النار ومطاردة المحتجين لسيارتيهما.

إلا أن وكالة الأسوشييتدبرس للأنباء نقلت عن المتحدث باسم الجيش، الكولونيل سانسيرن كايوكامنرد، قوله إن نزول الجيش إلى شوارع بانكوك لا يُعدُّ مؤشرا على وقوع انقلاب وشيك، بل هو إجراء يرمي إلى استعادة الأمن والنظام في البلاد.

وقد حذَّر أبيسيت المتظاهرين من مغبَّة المساس بالنظام العام والإخلال بالأمن، مطالبا إياهم بإنهاء احتجاجاتهم quot;وإلا واجهوا إجراءات قاسية تسمح باتخاذها حالة الطوائ التي أعلن عنها في وقت سابق من اليوم.quot;

وكان رئيس الوزراء قد قال في خطاب متلفز وجَّهه إلى الشعب التايلاندي في وقت سابق إن حملة الاحتجاجات الرامية إلى إزاحته عن منصبه قد دمرت نفسها بنفسها بسقوطها في quot;فخ اللاشرعيةquot;.

ووصف أبيسيت، الذي تطالبه المعارضة بالتنحي عن منصبه، المحتجين بقوله إنهم quot;أعداء تايلاندquot;، مؤكدا على أنه لن يتزحزح عن كرسي رئاسة الحكومة.

كما تحدَّث أبيسيت إلى الصحفيين عبر الهاتف بُعيد فراره من مبنى وزارة الداخلية قائلا: quot;أنا آمن، ولم أمس بأذى، لكن أحد المسؤولين لدى قد اعتُقل. أريدهم أن يطلقوا سراحه، وذلك لكي يتسنى له تلقي العلاج لأنه مصاب.quot;

من جانبه، قال سوثيب: quot;على ضباط الشرطة والجيش التنفيذ الكامل والحازم للأعمال والمهام الموكلة إليهم، وذلك كي لا يقع المزيد من الضرر والأذى. يجب اتخاذ الإجراءات العاجلة واستعادة النظام بأسرع ما يمكن. فرؤساؤكم وأنا سيتحملون المسؤولية عن كافة أفراد أمتكم.quot;

وتجمع آلاف المتظاهرين في مجمع مبنى الوزارة، وبث التلفزيون المحلي لقطات لحشود المحتجين الذين ارتدوا قمصانهم الحمر التي تشير إلى أنهم من المناوئين للحكومة، وقد حملوا الأسلحة والعصي.

وقالت التقارير إن رجال الشرطة الذين كانوا يحيطون بمبنى الوزارة لم يبذلوا بادئ الأمر أية جهود تُذكر لتفريق المحتجين أو منعهم من اقتحام مقر الوزارة، إلا أنهم بدأوا لاحقا بإطلاق النار في الهواء لمنع المزيد من المحتجين من ولوج المبنى.

وقد تجمع عدد من المحتجين أمام مبنى قيادة الشرطة في بانكوك، بينما احتشد أكثر من أربعة آلاف متظاهر آخر أمام مقر الحكومة.

وجاء الإعلان عن فرض حالة الطوارئ عقب تعهد أبيسيت بأن حكومته ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتظاهرين الذين أرغموا السلطات على إلغاء القمة الآسيوية التي كان من المقرر أن تنطلق في منتجع باتايا الساحلي بتايلاند يوم أمس السبت.

يُشار إلى أن القمة الآسيوية كانت قد ألغيت يوم السبت بعد أن اقتحم متظاهرون مناوئون للحكومة المرافق التي كانت ستستضيف المؤتمر.