رانغون، وكالات: أعلن مسؤول محلي ان محاكمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي بدأت اليوم الاثنين في سجن شمال رانغون، بتهمة انتهاك قواعد الاقامة الجبرية المفروضة عليها بالسماح لاميركي بالاقامة لديها. وقال مسؤول في المجموعة العسكرية الحاكمة طالبا عدم كشف هويته ان quot;المحاكمة بدأتquot;. وعززت السلطات الاجراءات الامنية حول سجن اينسين بشدة.
وقد اقامت حواجز ووضعت اسلاكا شائكة لمنع دخول كل الطرق المؤدية الى السجن. وقال دبلوماسي ان سفراء اوروبيين منعوا من دخول المبنى. واكد هذا الدبلوماسي ان quot;سفراء الاتحاد الاوروبي توجهوا الى سجن اينسين لكن لم يسمح لهم بالدخول واضطروا للعودة ادراجهمquot;. وذكر بان quot;الجلسات القضائية تكون علنية في دولة القانونquot;.وتجمع عشرات المؤيدين للمعارضة على بعد حوالى 300 متر عن السجن الذي انتشر حوله شرطيون مسلحون.
ومن المتوقع ان يحاكم الاميركي جون يتاو الذي اثار القضية ضد سو كي واثنتين من رفيقاتها بالتسلل الى فيلتها المطلة على بحيرة في يانغون لعدة اتهامات. واذا ادينت سو كي فانها قد يحكم عليها بالسجن لفترة تتراوح بين ثلاث سنوات وخمس سنوات. وقال محاميها كي وين ان سو كي التي يبلغ عمرها 63 عاما quot;بخير تماماquot; بعد علاجها من انخفاض في ضغط الدم وجفاف قبل توجيه اتهامات لها يوم الخميس الماضي. وقال المحامي بعد السماح له بلقاء سو كي لمدة ساعة في قصر ضيافة السجن يوم السبت quot;انها مستعدة للبوح بالحقيقة وهي أنها لم تخرق القانون قط.quot;
ويقول منتقدون ان هذه الاتهامات تهدف الى الابقاء على زعيمة المعارضة ذات الجاذبية الجماهيرية رهن الاعتقال قبل الانتخابات المتعددة الاحزاب التي وعد النظام العسكري باجرائها في 2010. وحقق حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية الذي تنتمي اليه سو كي فوزا كاسحا في الانتخابات عام 1990 لكن الجيش الذي يحكم البلاد منذ عام 1962 حرمها من تولي السلطة.
واعتقل القادة العسكريون سو كي لمدة 13 عاما من بين الاعوام العشرين المنصرمة تقريبا قضت معظمها في منزلها في يانجون الذي تحرسه الشرطة بينما قطعت خطوط هاتفها وتم فرض قيود على زوارها. ووجهت للاميركي يتاو الذي استخدم زعانف محلية الصنع للسباحة الى منزل سو كي اتهامات بخرق قوانين الهجرة وتشجيع اخرين على خرق القانون ودخول منطقة محظورة. ولم تعرف دوافع احدث محاولة له للقاء سو كي.
وسبح يتاو الى منزلها في 30 نوفمبر تشرين الثاني وترك نسخة من كتاب ديني بعد ان رفضت لقاءه وذلك حسب نسخة من محضر الشرطة ترجمته جماعة الحملة الامريكية من اجل بورما المدافعة عن الديمقراطية. وقام بمحاولة اخرى في ليلة الثالث من مايو ايار. وقال محضر الشرطة انquot;داو اونغ سان سو كي سمحت له هذه المرة بالبقاء في منزلها حتى ليلة الخامس من مايو 2009 وتحدثت معه وقدمت له طعاما وشرابا.quot; وقال المحامي كي وين ان سو كي طلب من يتاو المغادرة ولكنه رفض . واضاف انها لم تبلغ السلطات عنه لانهاquot;لم تكن تريد ان يقع احد في مشكلة بسببها.quot;
وادانت الحكومات الغربية والامم المتحدة وجماعات حقوق الانسان والحاصلون على جوائز نوبل الاتهامات الموجهة لسو كي ودعوا الى الافراج عنها فورا. وتجاهل النظام هذا الغضب ولم تقل وسائل الاعلام التي تسيطر عليها الدولة اي شيء عن محاكمتها. وجدد الرئيس الاميركي باراك أوباما يوم الجمعة العقوبات التي تفرضها بلاده على الحكومة العسكرية في ميانمار قائلا ان تصرفاتها وسياساتها بما في ذلك سجن اكثر من الفي سجين سياسي مازالت تمثل تهديدا خطيرا للمصالح الاميركية.
التعليقات