رانيا تادرس من عمان: فيما كان الرئيس الأميركي باراك اوباما يحاول اقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحلّ الدولتين، أحيا تكتل حزبي وبرلماني إسرائيلي مشروع الوطن البديل في إطار أكثر وضوحا هذه المرة، إذ قاد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان تحالفا لمطالبة الكنيست باعتبار الأردن دولة ناجزة للفلسطينيين.
وحسب إذاعة إسرائيلفان لجنة الخارجية والأمن البرلمانية كتلة ليبرمان قدمت اقتراحا للكنيست يعتبرالأردن هي الدولة الفلسطينية وهذا الطرح من شانه وفق وجهة النظر الإسرائيلية ضمان امن دولة إسرائيل، وتحقيق حل الدولتين.
الحدث لا يشكل مفاجأة بالنسبة للأردن الذي ابرم اتفاقية سلام مع الدولة العبرية في العام1994، وسعى من خلاله إلى انتزاع اعتراف بكيان المملكة سياسيا وجغرافيا، لكن المفاجئ بالنسبة للعاصمة الأردنية هو التوقيت الذي بدا وكأنه يقدم اقتراحا للأمير كيين بأكثر معضلات الشرق الأوسط تعقيدا.
ورأى مسؤولون أردنيون أن المقولة السياسية الأردنية التقليدية بأن quot;قيام الدولة الفلسطينية مصلحة مباشرة للمملكةquot; إنما تجسد حقيقة ، وليس مجرد خطاب دبلوماسي براغماتي في ظل صعود اليمين الإسرائيلي على نحو لا يمكن الاطمئنان فيه لأي دعم دولي فقط.
وذكر المسؤولون أن عمان تعتقد أن الطروحات اليمينية في إسرائيل تأتي غالبا عندما تواجه الإدارة السياسية ضغوطات دولية، مشيرين إلى أن quot;الوطن البديلquot; لا يشكل خطرا بحد ذاته، فهو مشروع مستحيل بالنسبة للأردنيين والفلسطينيين المتمسكين بوطنهم وعودتهم ومصيرهم السياسي، ولكن الخطورة أن يؤثر مثل هذا الطرح على الإدارة الأمريكية فتقدم تنازلات لنتنياهو من بينها التراجع، ولو مرحليا/ عن حل الدولتين.
إلى ذلك ، اعتبر وزير الدولة لشؤون الأعلام والاتصال الدكتور نبيل الشريف في تصريح لـ إيلاف أن quot; هذا الاقتراح في حال صحته لا يستحق التعليق عليه لان الأردن بلد مستقر وكيان ثبات لا يلتفت لتلك المهاترات quot;. وأضاف أن quot; الملك عبدالله الثاني يؤكد على حل الدولتين في كل زياراته الدولية ولدى الإدارة الأميركية، ويبذل جهود دبلوماسية لتحقيق السلام ودعم المبادرة العربية للسلام quot;. وشدد في أكثر من مناسبة أن الأردن للأردنيين ولن يكون وطن بديل quot;.وكما أن الدولة الفلسطينية ستقوم على الأرض الفلسطينية quot;.
لكن القوى السياسية في الأردن تعتبر الوطن البديل ليس مجرد استعراض سياسي بقدر خيار إسرائيلي استراتيجي وتدعو إلى التصدي له أردنياو فلسطينيا هكذا يرى القيادي البارز في تيار اليسار الاجتماعي الأردني ناهض حتر .
ويقول quot; لـ إيلاف quot; أن طرح الوطن البديل يمثل السياسية الإسرائيلية ومخطط استراتيجي ليس في عهد الحكومة اليمينية بل في تاريخ الدولة لأنه quot; هو الحل الوحيد سياسيا وامنيا وجغرافيا لدولة إسرائيل .والدليل على ذلك بحسب حتر هو السياسية الإسرائيلية المتبعة حيث فصل المناطق الفلسطينية وتهويد ها ، ومحاولات التهجير المستمرة للفلسطينيين خصوصا بعد توقفها عن اتباع أسلوب الطرد بصورته العقلانية لافتا إلى أن من عام 88الى 2002 تم تهجير حوالي 800 ألف فلسطيني quot;.
ويأتي هذا الاقتراح بعد أسبوع من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ولقاءه بالملك عبدالله الثاني ويعلق حتر انه quot;بعد التنازلات التي قدمته الأردن باستقبال نتنياهو وكسر الحصار عنه جاءت ساعة الحقيقة لأنه لم يعد أمام الأردن سوى خيارين لا ثالث لهما إما الحرب ، او تفكيك الدولة الأردنية وتهجير باقي الفلسطينيين إليها quot;.
وتحتضن الأردن على أراضيها اكبر نسبة للاجئين إذ يوجد فيه حوالي 13 مخيما فلسطينيا بأعداد كبيرة .
غير أن المحلل السياسي الدكتور إبراهيم بدران يصف هذا الاقتراح بالسموم السياسية التي تضعها الحكومة اليمينية الإسرائيلية لعرقلة جهود السلام وارباك إدارة الرئيس اوباما وتغير قناعته إزاء السلام وحل الدولتين ،وكذلك أرباك للدول العربية المجاورة ، وإضاعة الوقت في تحقيق السلام quot;. ويقول لـquot; إيلاف quot; أن quot; الفلسطينيين جميعا داخل وخارج الأراضي الفلسطينية لديهم أيمانا وقناعة أن اقامة دولتهم على التراب الفلسطيني وليس على أي تراب آخرquot; .
التعليقات