بروكسل:افاد تقدير جديد موقت اصدره البرلمان الاوروبي مساء الاحد، ان متوسط نسبة المشاركة في الانتخابات الاوروبية بلغ فقط 43,39%، مما يشير الى نسبة امتناع قياسية عن التصويت بلغت 56,61%.

وفي العام 2004، بلغت نسبة الامتناع 54,6%.

ويشمل التقدير الجديد الذي اجراه البرلمان الاوروبي اصوات 161,25 مليون ناخب. وقد دعي 388 مليون اوروبي الى الادلاء بأصواتهم في البلدان ال 27 الاعضاء.

وكانت المشاركة ضعيفة في فرنسا (40,5%)، وفي المانيا (42,2%). وتراجعت كثيرا بالمقارنة مع 2004 في ايطاليا (66% في مقابل 71,7)، كما افادت معلومات البرلمان.

ولم تتوقف نسبة الامتناع عن التصويت في الانتخابات الاوروبية عن الارتفاع منذ اقرار الاقتراع العام في 1979، مما يشير الى تراجع اهتمام المواطنين حيال مؤسسة يعتبرونها بعيدة عن اهتماماتهم، حتى لو انها صلاحياتها تزداد باطراد.

وفي 1979، لم تكن نسبة الامتناع عن التصويت سوى 37%.

هذاو فرضت الاحزاب اليمينية حضورها في الانتخابات ويبدو انها تأكدت من سيطرتها على البرلمان الأوروبي. ففي المانيا التي يبلغ عدد نوابها في البرلمان الاوروبي 99 من اصل 736، تقدم المحافظون برئاسة المستشارة انغيلا ميركل في شكل كبير، بحسب استطلاع للراي لدى الخروج من مراكز الاقتراع.

وحصل المحافظون على نحو 39,4 في المئة من الاصوات متقدمين على الاشتراكيين الديموقراطيين الذين سجلوا اسوأ نتيجة لهم راوحت بين 20,9 و21,3 في المئة.

وفي فرنسا التي يبلغ عدد نوابها في البرلمان 72 نائبا، حقق حزب الرئيس نيكولا ساركوزي الاتحاد من اجل حركة شعبية تقدما كبيرا ناهز 28 في المئة من الاصوات على الاشتراكيين الذين فازوا بما بين 16,4 و17,5 في المئة من الاصوات، وفق تقديرات بثتها قنوات التلفزة.

وفي اسبانيا، فاز اليمين ضد الاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو، بحسب استطلاع لدى الخروج من مراكز الاقتراع.

وفي بريطانيا، يتوقع حزب العمل هزيمة كبرى ستزيد من اضعاف موقف رئيس الوزراء غوردن براون.

وفي النمسا، تقدم المحافظون مع 29,7 في المئة من الاصوات مقابل 23,8 في المئة للاشتراكيين الديموقراطيين.

لكن المفاجأة تمثلت في فوز لائحة هانز بيتر مارتن واليمين المتطرف المناهضة لاوروبا ب18 في المئة من الاصوات.

وفي دول اخرى، حققت احزاب متطرفة تقدما.

فحزب غيرت فايلدرز المناهض للاسلام في هولندا حقق منذ الخميس 17 في المئة من الاصوات وفاز باربعة مقاعد.

وفي النمسا، قد يفوز حزب يوبيك اليميني المتطرف بمقعد او اثنين. وفي سلوفاكيا قد يحظى القوميون المتطرفون باول مقعد لهم.

وفي رومانيا، سيعود حزب رومانيا الكبرى (يمين متطرف) الى الساحة الاوروبية بمقعدين.

و في ايطاليا، حقق حزب رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني فوزا كبيرا وحصل على ما بين 39 و43 في المئة من الاصوات مقابل ما بين 27 و31 في المئة لاكبر احزاب اليسار، وفق استطلاع للرأي لمعهد quot;اي بي ارquot; لدى الخروج من صناديق الاقتراع في الساعة 22,00 (20,00 ت غ).

ورغم هذا الفرق، لا يمكن التأكيد فورا ان برلوسكوني نجح في تحقيق نسبة الاربعين في المئة لحزبه.

وبرلوسكوني هو الزعيم الوحيد في بلد اوروبي كبير الذي يترأس لائحة حزبه، واراد ان تكون هذه الانتخابات اختبارا لشعبيته بعد عام من عودته الى السلطة، وخصوصا بعد الفضائح الاخيرة التي هزته.

اما الحزب الديموقراطي (يسار وسط) فنجح عبر نسبة راوحت بين 27 و31 في المئة في محو بعض الاخفاقات الانتخابية التي مني بها خلال هذا العام وانسحاب زعيمه والتر فلتروني.

وحصل حزب رابطة الشمال الشعبوي والمناهض لاوروبا والمتحالف مع برلوسكوني على ما بين 6,5 و10,5 في المئة من الاصوات وفق هذا الاستطلاع الذي اجري عبر الهاتف لحساب القناة التلفزيونية السابعة وصحيفة لا ريبوبليكا اليسارية.

ويبدو ان فوز المحافظين المعتدلين سيتيح للرئيس الحالي للمفوضية الاوروبية البرتغالي جوزيه مانويل باروزو الحصول على ولاية ثانية من خمسة اعوام على راس المفوضية.

وسبق ان اعلن معظم قادة الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تأييدهم له.

لكن رئيس كتلة الخضر في البرلمان الفرنسي دانيال كوهن بنديت دعا الى الوقوف في وجه ولاية ثانية لباروزو.

ورغم ان صلاحيات البرلمان تعززت في الاعوام الاخيرة وستتوسع مع التطبيق المأمول لمعاهدة برشلونة بحلول العام 2010، فان النواب الاوروبيين لا يعينون المفوضية الاوروبية ويكتفون بالمصادقة على اختيار الحكومات ال27.

ويبدو ان هذا العنصر يفسر لامبالاة القاعدة الناخبة بهذه الانتخابات الاوروبية والتي ازدادت فيها نسبة الامتناع عن التصويت منذ 1979.

فقد اعلن البرلمان الاوروبي في نسبة غير نهائية في الساعة 19,00 ت غ ان نسبة الممتنعين عن التصويت بلغت 56,01 في المئة مقابل 54,6 في المئة العام 2004.

ويتوقع ان تعلن النتائج الرسمية الاولى حول اللون السياسي للبرلمان اعتبارا من الساعة 20,00 ت غ.