الإيرانيون ينتخبون رئيسهم الجديد والحديث يدور عن تغيير كبير
نجاد يتأرجح في الميزان أمام موسوي وأجندة مثقلة تنتظر الفائز
الصحف الإسرائيلية: تل أبيب تفضل أحمدي نجاد
إيلاف_ قسم الترجمة: مع توجه الناخبين الإيرانيين اليوم إلى مراكز الإقتراع في جميع أنحاء البلاد لإختيار رئيسهم الجديد، تباينت تحليلات ورؤى الصحف ووسائل الإعلام الأميركية حول حظوظ المرشحين ومدى الأجواء التنافسية التي قد تفصل بين مرشح وآخر، وبخاصة بين الرئيس أحمدي مجاد وأقرب منافسه، المرشح الإصلاحي، مير حسين موسوي. صحيفة النيويورك تايمز من جانبها، تكتب تحت عنوان (بينما ينتخب الإيرانيون رئيسهم الجديد، الحديث يدور الآن حول تغيير كبير ) ndash; وتقول إن الإيرانيين الذين توجهوا صباحًا لصناديق الإقتراع لإنتخاب رئيس جديد لهم بعد حملات إنتخابية مكثفة على نحو إستثنائي، شهدت تراجعًا على ما يبدو للرئيس المتشدد أحمدي نجاد الذي سرعان ما وجد نفسه في وضعية دفاعية على عكس ما كان يتوقع له كثيرون قبل عدة أشهر.
الخبير الإسرائيلي ملمان لـإيلاف: الخطر النووي لن يتغير برحيل نجاد
وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن قادة المعارضة يتوقعون مشاركة جماهيرية ضخمة في انتخابات اليوم، في الوقت الذي يؤكد فيه عدد كبير من الإصلاحيين الذين أحجموا عن المشاركة في انتخابات عام 2005 بـأنهم سيشاركون هذه المرة. وحول رياح التغيير التي ارتأت الصحيفة أنها قد تهُب اليوم على البلاد وتعصف بالرئيس أحمدي نجاد من منصبه وتحرمه من فرصة الترشح لدورة رئاسية ثانية، تقول إن المنافس الأكبر لنجاد، وهو مير حسين موسوي، يعد أحد المرشحين المعتدلين الذي نجح في تعبئة حشود جماهيرية ضخمة من الأنصار في طهران وباقي المدن الرئيسة الكبرى.
وعلى عكس ما كان يحسبه كثير من المراقبين في الغرب قبل نحو شهرين بأن نجاد سيحقق انتصارًا آخر في تلك الانتخابات، تحولت وتبدلت تلك الصورة اليوم الجمعة. فقد ظهرت حركة معارضة ضخمة، وبدأت في غمر شوارع إيران الكبرى. وجميع أفرادها يهللون وهم مرتدون للزي الأخضر لمرشحهم موسوي. وفي المقابل، لم يجد نجاد وسيلة يدافع بها، سوى توجيه الاتهامات لبعض من مؤسسي الدولة الإسلامية، لكن هذا التكتيك لم يخدمه، بل على العكس، عمل على حشد مجموعة منوعة من الخصوم لسياساته الاقتصادية ومواجهته الدائمة مع الغرب.
وتحت عنوان quot;الإيرانيون مستعدون لاتخاذ قرار بشأن رئيسهم المقبل - وربما يحددون ما هو أكثرquot; ndash; تكتب لوس أنجليس تايمز بعددها الصادر اليوم تقريرًا تسلط فيه الضوء على الدور الذي ينتظر الرئيس الذي سينتخبه الإيرانيون اليوم في ما يتعلق بمستقبل برنامج البلاد النووي وكذلك قضية الدعم الذي تقدمه البلاد للميليشيات المسلحة. وفي بداية حديثها، تشير الصحيفة إلى أن الناخبين بدؤوا في التوجه إلى مراكز الاقتراع بعد موسم ساخن من الحملات الانتخابية، وما قد يترتب على ذلك من انعكاسات محلية ودولية على نطاق واسع.
ويرى محللون ndash; بحسب الصحيفة ndash; أن الرئيس الإيراني القادم سوف يؤدي دورًا بارزًا في تشكيل ملامح الرد الإيراني على عرض المحادثات الشاملة التي تقدمت به إدارة الرئيس باراك أوباما، بعد ثلاثين عامًا من الحرب الباردة بين طهران وواشنطن، وهو الدور الذي يبدو أن نجاد سيخسره. ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن علي رضا نادر، المحلل في مركز راند كوربوريشن البحثي:quot; هناك أمل إذا لم يُعد انتخاب أحمدي نجاد بمعني أن ذلك قد يسهل من الدخول في حوار مع إيران، وبخاصة حول برنامجها النووي. وذلك على عكس المرشح موسوي الذي يبدو أكثر اعتدالا ً من حيث التعامل معه من جانب قطاعات معينة من مؤسسة السياسة الخارجية للولايات المتحدةquot;.
في حين قالت صحيفة واشنطن بوست إنه في الوقت الذي بدأ يتوجه فيه اليوم الإيرانيون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، كانت بلادهم مستقطبة بصورة لم يسبق لها مثيل في أي وقت مضى منذ اندلاع الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه قبل ثلاثين عاماً. فبعد حملة مريرة تضمنت شن هجمات شخصية على بعض الأسر الإيرانية الكبرى، بدا كلا الجانبين مستعدين للاستماع إلى نتائج السباق الانتخابي، وسط تساؤلات من كثير من الإيرانيين حول إذا ما كانت الفتن الاجتماعية والاقتصادية التي كشفتها الانتخابات ستزداد عمقًا أم لا.
ترجمة: أشرف أبو جلالة
التعليقات