رام الله: قالت حركة حماس إن السلطة الوطنية الفلسطينية quot;مسؤولة عن مقتل هيثم عبد الله عمر في سجونها بالضفة الغربية.quot; وأضافت في بيانها أمس إن هيثم quot;قتل تحت التعذيب الوحشيquot; لأجهزة الأمن الفلسطيني التابعة لحكومة عباس، وإن هذه الجريمة كما تقول حماس، ستؤثر على الحوار الفلسطيني الجاري في القاهرة. أما الناطق باسم جهاز الأمن الفلسطيني التابع لوزارة الداخلية في رام الله فاعتبرها quot;حالة وفاة، إلى أن تظهر نتائج التحقيق الجاري وتحدد المسؤولية.quot;
عن هذه الحادثةإليكم حوار معالعميد عدنان الضميري، الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية في السلطة الوطنية الفلسطينية.
هيثم عبد الله عمر قتل وهو معتقل في سجون السلطة الفلسطينية كما أعلن عنه، ما هي ملابسات ذلك؟
بداية الخطأ في كلمة قتل، لأنه إلى غاية الآن هو توفى في مقر المخابرات العامة بالضفة الغربية ونحن قمنا بإرسال الجثة إلى معهد الطب الشرعي الذي يحدد ما إن كان قتل أو توفي وأسباب وفاته، وتشكلت لجنة للتحقيق في ضروف هذا الحادث برئاسة النائب العام، وبإشراف وزير الداخلية الفلسطيني. هذه اللجنة ستخرج بالنتائج وإذا كانت هناك أية صورة من صور التعمد أو التعذيب فسيحاسب بالتأكيد من قام بهذا العمل، وإذا تبين أن الوفاة ناتجة عن محاولة هذا السجين الفرار، فسيعلن ذلك بالتفصيل، وهو معتقل من تاريخ 11 يونيو مساء بتهمة الاعتداء على القانون وحيازة أسلحة غير مشروعة. ويروي الضابط المسؤول إن هيثم توفى بعد قيامه بمحاولة القفز من الطابق الثاني أو الثالث من بناية المخابرات العامة. هذا الموضوع يجب التحقق منه من خلال عملية تشريح الجثة والطب الشرعي.
هل هذا تأكيد بأنه لم يمت تحت التعذيب وأن رواية وكالة الأنباء الفرنسية صحيحة؟
رواية الضابط تقول بالقفز للهرب ووجد في حدود الثانية والنصف ليلا ملقى في باحة مبنى المخابرات، وسيتم التحقق من هذه الرواية من خلال اللجان الموجودة. ونحن في حالات سابقة عندما توفى أحد السجناء في سجن جنين، كنا بمستوى من الشفافية بأن أحضرنا أهل السجين وأحد الأطباء تم تعيينه من طرف أسرته لمعاينة تشريح الجثة ومجريات التحقيق، وليس لنا ما نخفيه: فإذا كان هناك أحد الضباط يقف وراء هذه الحادثة فلن نكون خجولين لمحاسبته.
في هذه الحالة هل تتعاملون بنفس الطريقة مع أهل الضحية، أي هيثم عبد الله عمر؟
نحن وضعنا أهل هيثم في صورة الموضوع وليس لدي تفاصيل إن كانوا حضروا أثناء عمل الأطباء الشرعيين أو أرسلوا من يريدون نيابة عنهم، لكنني أعرف أنهم قاموا بدفنه في جنازة عائلية دون أن يكون هناك احتجاجات أو اعتراضات سوى أنهم تقدموا بشكوى وطالبوا بمعرفة نتائج التحقيق.
حركة المقاومة الإسلامية حماس تقول أن أحداث التعذيب هذه تتكرر بانتظام في سجون السلطة الفلسطينية، ما تعليقكم على ذلك؟
إذا حصل تسونامي في الضفة فستتهم حماس السلطة بأنها وراء ذلك، ليس غريبا هذه الاتهامات لكن عليهم أن يسألوا أنفسهم عندما قتلوا 750 فلسطينيا: هل أجروا تحقيقا واحدا في ذلك؟!. جرائم حماس لا تنتهي، نحن توفى لدينا ثلاثة فلسطينيين في أربعة عشر عاما في السجون، وتبين بالطب الشرعي أن اثنين منهم توفوا وفاة طبيعية والثالث قام بشنق نفسه. ولدينا تقرير اللجنة الطبية واللجان المستقلة المحايدة التي حققت في ذلك. نحن مراقبون ونعمل تحت أعين المنظمات الحقوقية الدولية. وأقول لك: هل ميليشيا حماس في غزة التي تتهجم على منظمة العفو الدولية وتقارير الأمم المتحدة وغيرها، وتتهمها، هل هي حيادية حتى تقول انه مات تحت التعذيب؟!.
قلت بأن حركة حماس مسؤولة عن مقتل 750 فلسطينيا، هل لديك أدلة على ما تقول؟
نعم، هؤلاء من قتلوا أثناء الانقلاب وقطعت أرجل 300 شخص، وفي الرابع عشر من يونيو حزيران 2006 في الانقلاب، أطلقت ميليشيات حماس النار على أرجل وأيدي وقطعت أطراف، ولدينا 11شخصا وثقنا حالاتهم ثم عرضناهم على التلفزيون وعلى المنظمات الدولية في الضفة الغربية.
حركة حماس تقول بأن هناك تعذيبا منظما في السجون الفلسطينية، كيف تردون على ذلك؟هل أنتم مستعدون لتقديم المتورطين إلى العدالة؟
بالتأكيد نحن لدينا أربعة مستويات من الرقابة على السجون، لدينا منظمة الصليب الأحمر الدولي التي تقوم بزيارات منتظمة للسجون والإطلاع على أحوال السجناء. لدينا الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية التي تقوم بنفس العمل بالمراقبة وتدريب الشرطة المسؤولة على السجون وتقدم لها التكوين في مجال معاملة السجناء ضمن معايير حقوق الإنسان، ولدينا علاقات واضحة ومسؤولة مع باقي المنظمات المختلفة التي تستطيع أن تأتي وتزور، والقانون الفلسطيني لا يستثني أحدا وفي كثير من الحالات تم تقديم مسؤولين أمنيين إلى المحاكم.
كميستغرق التحقيق في مقتل هيثم عبد الله عمر؟
نحن نتحدث عن زمن لا يتعدى ثلاثة أيام لنصبر قليلا وستكون النتائج واضحة وشفافة.
حماس تقول إن هذه الحادثة ستؤثر على الحوار الفلسطيني في القاهرة؟
أنا لست سياسيا لتحليل ذلك، لكن يمكن أن أقول أن جرائم حركة حماس يمكن أن تؤثر على أي حوار معهم حتى الأمس قتل مواطن في شمال غزة، هناك قتل يومي في قطاع غزة دون أن يجروا أي تحقيق في تلك الجرائم والصحف تتناقل ذلك. في عام 2008 حصلت في الضفة الغربية 48 جريمة قتل، قدم خلالها 143 متهما أمام القضاء بتهمة المشاركة أو التستر، وكشف عنها النقاب وهم الآن بين أيدي العدالة.
هيثم عبد الله عمر أوقف بتهمة حيازة الأسلحة، هل تم ذلك في إطار القانون العام أم يتعلق بسلاح المقاومة؟
يا سيدي لا توجد سلطة في العالم تقبل أن يمتلك أي شريك لها أو حزب امتلاك الأسلحة ومنافستها، والسلاح في السلطة الوطنية الفلسطينية هو سلاح واحد: سلاح قوى الأمن الوطنية الفلسطينية وما عدا ذلك هو سلاح غير شرعي هذا الموضوع تحدثنا فيه، المقاومة ليست شعارا لكنها قرار وطني. وإلا ماذا تعني التهدئة في قطاع غزة ثم يحاولون نشر الفوضى والفلتان في الضفة الغربية هم يبحثون عن هدنة لمدة ثلاثين عاما، وإنهم مع التهدئة ويطلقون النار ويعتقلون كل من يطلق الصواريخ على إسرائيل وهم يحرسون الحدود بشكل جيد حتى أمست الحدود مع إسرائيل اهدأ من الحدود بين سوريا وإسرائيل.
حركة حماس تقول أن لديها أدلة دامغة على حالات التعذيب المنظم في سجون السلطة الفلسطينية؟ ما الموقف لديكم من هذه التصريحات؟
نأمل أن يتقدموا بذلك من خلال اطر قانونية ومنظمات شرعية، لكن ما يقولونه لا يعدو كونه دعاية سياسية وتصريحات سياسيين، وإذا كان أي شكل من أشكال خرق القانون فهناك طرق قانونية واضحة للمطالبة بالتحقيق فيها.
التعليقات