دبي: يسلط حادث اختطاف تسعة أجانب في اليمن، وتصفية ثلاثة منهم، الضوء على تزايد أنشطة تنظيم القاعدة هناك، والتي يحملها محللون مسؤولية الحادث.

ويرى تقرير شبكة quot;ABCquot; الأميركية أن القاعدة تستعيد زخمها من دعوات الانفصال في الجنوب، وحركات تمرد quot;حوثيةquot; لا تخمد في الشمال، مما يترك القليل تحت سيطرة الحكومة اليمنية، لا يتعدى سوى بقليل حدود العاصمة صنعاء، مما يجعل اليمن الملاذ الأمثل لـquot;القاعدة في شبه الجزيرة العربية - الفرع الإقليمي لتنظيم القاعدة.

ويشار إلى أن quot;القاعدة في شبه الجزيرة العربيةquot; تشكلت باندماج خلايا التنظيم في اليمن والسعودية في يناير، وفق التقرير.

وحذر رئيس الاستخبارات القومية الأميركية، دينيس بلير، في فبراير/شباط، من أن اليمن هو الملاذ الآمن الجديد المرتقب للحركة، حيث تنحدر أصول زعيمها السعودي، أسامه بن لادن، من هناك.

وأضاف الأدميرال المتقاعد: quot;اليمن تنبثق مجدداً كساحة حرب للجهاديين، وكقاعدة إقليمية محتملة لعمليات القاعدة للتخطيط لهجمات محلية وخارجية، وتدريب الإرهابيين، وتسهيل تحركات الخلايا العاملةquot;، حسب الشبكة.

ويعقب التقرير العثور على جثث ثلاثة من المختطفين الأجانب التسعة وهم : سبعة ألمان، وكورية جنوبية وبريطاني، الأسبوع الماضي، ورصد السلطات اليمنية 275 ألف دولار كجائزة لمن يدلي بمعلومات تقود للعثور على المختطفين أو الجهة الخاطفة.

وبدورها نشرت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; تقريراً الأسبوع الماضي من أن التنظيم وجد quot;موطناًquot; في اليمن، مع إعادة تمركز مليشياته في باكستان إلى جنوب شبه الجزيرة العربية.

وبادرت الحكومتان - الأميركية واليمنية - لنفي تلك المزاعم ووصفتها بأنها لا ترتكز على أدلة مدعومة.

وقال غريغور جونسن، باحث في الشأن اليمني بجامعة quot;برينستونquot; بنيوجيرسي: quot;بالطبع هناك المزيد من الاتصالات بين القاعدة في اليمن ومجموعات بباكستان، وحيثما نشهد تنامياً مؤكداً لقوة القاعدة في اليمن، لا توجد أدلة على أنهم قدموا من باكستان.quot;

ويرى خبراء أن الطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن تجعل منه المخبأ الأمثل للمليشيات المتشددة، كما تلعب النزاعات القبلية، دوراً في حوادث اختطاف الأجانب في اليمن، حيث يستخدم الرهائن كورقة ضغط على الحكومة للإفراج عن سجنائهم.

وتعرض 200 أجنبي للاختطاف في اليمن على مدى 15 عاماً، أفرج عنهم جميعاً دون أذى، وحتى مقتل الثلاثة الأسبوع الماضي: ألمانيتين اثنين بالإضافة إلى مدرسة كورية جنوبية.

واتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بالضلوع في الحادث، وهو ما نفته بشدة الحركة الشيعية المتمردة.

ويرى خبراء أن تصفية الرهائن يحمل بصمة quot;القاعدةquot;، وقال محمد حيدر، باحث في quot;مركز سبأ للدراسات الإستراتيجيةquot; في صنعاء: quot;المؤشر الأول (على مسؤولية القاعدة) هو جنسية الضحايا وطبيعة وظائفهم.. فهي تابعة لمنظمة مسيحيةquot;، ويعمل الضحايا الثلاثة ضمن منظمة إغاثة ألمانية متعاونة مع الكنيسة.

وأضاف حيدر: quot;كافة القضايا التي يواجهها اليمن سببها المشاكل الاقتصادية.. الحكومة فشلت في التنمية بعد وحدة الشمال والجنوب في 1990.. وهذا خلق طبقة فقيرة من الناس على استعداد للانضمام لأي جماعات متشددة.quot;

ويتوقع خبراء أن تتبنى القاعدة، حال ضلوعها في حادث اختطاف الأجانب التسعة، مسؤولية الهجوم خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

ومراراً، توعدت quot;القاعدة في شبه الجزيرة العربيةquot; بضرب الأجانب والمصالح الأجنبية في اليمن، الذي شهد تزايداً في هذه النوعية من الهجمات إبان السنوات القليلة الماضية، من بينها الهجوم على السفارة الأميركية في صنعاء.


وأسفر الهجوم عن مصرع 16 شخصاً في سبتمبر/أيلول عام 2008.

ويذكر أن quot;أميرquot; القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ناصر الوحيشي، أعلن في تسجيل صوتي في مطلع مايو/أيار الماضي، دعم الحركة لهجمات مناصري انفصال الجنوب ضد المؤسسات الحكومية، وفق التقرير.