إعداد عبدالاله مجيد: أصدرت منظمة quot;مراسلون بلا حدودquot; مؤخرا تقريرا جاء فيه quot;أن الرجل المسؤول عن تنسيق الحملة ضد الصحفيين والمتظاهرين الإيرانيين منذ 12 حزيران/يونيو وهو مدعي عام طهران سعيد مرتضوي قد اتخذ من انتهاك حقوق الانسان مهنة تمرَّس فيها منذ زمن طويل. مرتضوي هو الذي يصدر مذكرات الاعتقال الى عناصر وزارة الاستخبارات ومكتب الادعاء العام الذين يتولون القاء القبض على quot;المشتبه بهمquot;. وهو الذي يقوم بإعداد مداخلات الادعاء العام ويكتب مذكرات الاتهام ويشرف على الاستجواب. وفي ضوء الخبرة السابقة تعتقد منظمة quot;مراسلون بلا حدودquot; انه يشارك بنشاط في جلسات التحقيق. ميركل: القمع في إيران كالقمع بألمانيا الشرقية السابقة
كان مرتضوي وهو من مواليد 1967، طالبا في المرحلة الثانوية قبل ان ينخرط في ميليشيا أنشأها آية الله الخميني في الثمانينات. وبدأ يدرس القانون في جامعة quot;تافتquot; الحرة بإقليم كرمان عام 1985 دون ان يأخذ امتحان القبول مستغلا الحصة المخصصة لرجال الميليشيا وذوي الشهداء.
عمل مرتضوي لمدة عامين نائب المدعي العام لمدينة تافت قبل ان يصبح رئيس الدائرة القضائية في الاقليم. وقامت بدور اساسي في تسلقه جهاز الدولة ارتباطاته بتيار quot;المؤتلفةquot; وهو جناح محافظ في نظام الحكم له نفوذ واسع في اطار القضاء الايراني. وفي عام 1992 عُين رئيس الغرفة التاسعة لمحكمة طهران.
خلال quot;الربيع الاعلاميquot; الذي اقترن بانتخاب الاصلاحي محمد خاتمي رئيسا في عام 1997 أصبح القاضي الطموح مرتضوي عدوا لدودا للصحف الاصلاحية يعمل بمشيئة المرشد الاعلى. وبعد ان ترأس المحكمة رقم 1410 التي أُطلق عليها لقب quot;محكمة الصحافةquot; لتعليقها مئات الصحف منذ نيسان/ابريل عام 2000 ، عُين مرتضوي مدعيا عاما لمدينة طهران في 20 ايار/مايو 2003.
وإذ كان مرتضوي مدعيا عاما ، واستاذا في القانون بقسم الصحافة في جامعة طهران ـ يالها من مفارقة ـ أسفرت ملاحقاته للصحافة عن غلق عشرات الصحف وسجن العديد من الصحفيين الذين كثيرا ما كانوا يُحاكمون وراء ابواب مغلقة ويُسجنون في الحبس الانفرادي طيلة أشهر ، كما أكد وفد من الأمم المتحدة ضم المقرر الخاص لحرية التعبير امبيي ليغابو.
أفادت تقارير ان مرتضوي يستخدم شتى اصناف الضغط النفسي والجسدي والتضييق عندما يجري تحقيقاته. وتأكد استخدامه سوء المعاملة عدة مرات. ويُتهم مرتضوي بالمسؤولية عن موت المصورة الصحفية الكندية ذات الاصل الايراني زهرة كاظمي رهن الاعتقال في تموز/يوليو 2003. وكانت كاظمي تعرضت للتعذيب خلال التحقيق وتوفيت متأثرة بجروح اصابتها في الرأس بعد اعتقالها وهي تصور عائلات معتقلين خارج سجن ايفن في طهران في 23 حزيران/يونيو 2003.
وفي حملة على كتاب المدونات عام 2004 استخدم مرتضوي اعترافات مسجلة على شريط الفيديو وسيلة للضغط على بعض المعتقلين. واليوم تستخدم السلطات ، وعلى رأسها مرتضوي ، الأساليب نفسها ضد مَنْ تعرضوا الى الاعتقالquot;.
التعليقات