لندن: لا تزال الصحف البريطانية تواصل تغطية الشأن الإيراني إذ تضمنت كل صحف الأحد مقالات وتعليقات بشأن تطورات الوضع في إيران. صحيفة الإندبندنت أون صنداي تنشر مقالا لمراسلها في طهران، علي أكبر دارين، تحت عنوان quot;أحد مساعدي مرشد الثورة يتهم زعيم المعارضة بالعمالة للولايات المتحدةquot;. يقول المقال إن أحد مساعدي مرشد الثورة الأقربين ويسمى شريعة مداري الذي لا يشغل منصبا حكوميا رسميا لكنه يدير مجموعة كيهان القوية التي تشرف على إصدار صحيفة كيهان وصف زعيم المعارضة الإيرانية، مير حسين موسوي، بأنه عميل للولايات المتحدة، ودعا إلى محاكمته على أساس ارتكابه جرائم ضد الأمة الإيرانية.
ورغم أن شخصيات متشددة دعت سابقا إلى مقاضاة مير حسين موسوي على خلفية انتقاده لانتخابات 12 يونيو ونعتها بأنها مزورة وقيادة المظاهرات، فإن دعوة شريعة مداري تمثل أول بيان رسمي يتهم موسوي بالعمالة للولايات المتحدة. ويمضي الكاتب قائلا إن السلطات الإيرانية بعدما أفلحت في قمع مظاهرات الشوارع التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، سعت سعيا حثيثا إلى محو أي شك لا يزال قائما في شرعية إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا لإيران وذلك من خلال تصوير الاضطرابات على أنها من صنيعة التدخلات الأجنبية في الشأن الإيراني.
وينقل المراسل عن شريعة مداري قوله إن quot;موسوي يحاول التهرب من العقاب من خلال قتل الأبرياء وتدبير أعمال الشغب والتعاون مع الأجانب والتصرف على أنه طابور خامس داخل البلدquot;. ودعا شريعة مداري إلى مقاضاة موسوي والرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، أمام محكمة إيرانية على أساس ارتكاب quot;جرائم فظيعة والخيانةquot;، مضيفا أن هناك quot;وثائق لا ريب فيهاquot; تثبت صلات موسوي الأجنبية.
quot;محلل السفارة البريطانية يواجه الحكم بالسجنquot;
صحيفة صنداي تايمز تنشر مقالا لمراسلتها، ماري كولفين، بعنوان quot;محلل السفارة البريطانية يواجه الحكم بالسجنquot;. تقول الصحفية إن محللا سياسيا محترما يدعى حسين رسام ويعمل لدى السفارة البريطانية في طهران ويحظى بثقة السفير البريطاني بصفته كبير الموظفين الإيرانيين في السفارة يواجه حكما مطولا بالسجن بعد اتهامه البارحة quot;بالعمل ضد الأمن القوميquot;.
وترى الكاتبة أن التهمة الموجهة إلى المحلل السياسي تمثل تصعيدا كبيرا من قبل النظام الإيراني المتشدد الذي يسعى إلى تحميل بريطانيا المسؤولية عن التحريض على تنظيم المظاهرات ضد نتائج الانتخابات الرئاسية في الشهر الماضي. وتذهب كولفين إلى أن رسام البالغ من العمر 44 عاما يعمل في السفارة منذ عام 2004 وتستأثر آراؤه وتحليلاته باهتمام الدبلوماسيين والصحفيين الأجانب، وتمضي قائلة إن مصادر في طهران ترى أن الاتهامات الموجهة إليه مفبركة من قبل نظام يسعى جاهدا لكي يعثر على quot;كبش فداءquot; إعلامي له صلات أجنبية يحمله المسؤولية عن المظاهرات.
وألقى الدبلوماسيون الغربيون ظلالا من الشك على تصريحات آية الله أحمد جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور التي قال فيها إن رسام quot;اعترف بالتهمquot; المنسوبة إليه. وتواصل الكاتبة أن رسام يخضع quot;لمحاكمة صوريةquot;، علما بأن الموظفين الآخرين الذين اعتقلوا رفقة رسام ثم أفرج عنهم لاحقا لم يلتحقوا بعملهم في السفارة البريطانية بعدما أمروا بالتوقف عن العمل هناك.
وتنقل الصحيفة عن رئيس مكتب بي بي سي السابق في طهران، فرانسيس هاريسون، قوله إن quot;رسام وطني غيور. كان بإمكانه مغادرة إيران لكن ولاءه لبلدهquot; منعه. ونفى وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليبند، بشدة التهم الموجهة إلى رسام قائلا quot;نطالب بشكل مستعجل توضيحات من الحكومة الإيرانيةquot;. ومن الوارد أن تمارس لندن ضغوطا على طهران في حال المضي قدما في محاكمة رسام.
صحيفة كيهان
صحيفة الأوبزرفر تنشر مقالا لمراسلها روبرت تيت تحت عنوان quot;موسوي يُنعت بأنه عميل للولايات المتحدة في ظل توجيه تهم رسمية لموظف في السفارة البريطانيةquot;. يرى الكاتب أن شن رئيس تحرير صحيفة كيهان التي تعبر عن رأي الأوساط المحافظة هجوما على مرشح الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي يمثل أكبر هجوم إعلامي من جانب أركان النظام الإيراني على موسوي.
ويقول الكاتب إن الهجوم الإعلامي على موسوي قد يؤشر إلى استعداد السلطات الإيرانية لاعتقال موسوي وحلفائه الرئيسيين علما بأن مئات الإصلاحيين ومؤيدي موسوي لا يزالون يقبعون في السجون منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات. ويلاحظ الصحفي أن صحيفة كيهان خصت أيضا خاتمي بالاتهام قائلة إنه شبه في الأسبوع الماضي إعادة انتخاب أحمدي نجاد بأنها بمنزلة انقلاب.
ويتابع المقال قائلا إن تعليقات شريعة مداري تحمل بعدا خاصا نظرا لأن شريعة مداري يحظى بثقة مرشد الثورة، آية الله خامنئي الذي أعلن أن نتائج الانتخابات كانت شرعية ودعا إلى إنهاء الاحتجاجات. ويُنعت شريعة مداري بأنه quot;الواجهة العدوانية العامةquot; لخامنئي الذي عينه في منصبه الحالي. وترى الصحيفة أن اتهام شريعة مداري لموسوي بالعمالة ينسجم مع استراتيجية النظام الإيراني الهادفة إلى تصوير المظاهرات ضد إعادة انتخاب أحمدي نجاد على أنها مدبرة من طرف الحكومات الغربية بما فيها بريطانيا.
وتمضي الصحيفة قائلة إن دعوة رئيس تحرير كيهان إلى مقاضاة موسوي تأتي في عقب الشكوى الرسمية التي تقدمت بها ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني في الأسبوع الماضي ضد موسوي. ورغم أن حدة الاحتجاجات خفت في ظل نشر السلطات تعزيرات أمنية كبيرة، فإن موسوي لا يزال يشكك في نتائج الانتخابات ودعا أنصاره إلى عدم فقدان الأمل، وقد وصف في الأسبوع الماضي حكومة أحمدي نجاد بأنها quot;غير شرعيةquot;، متعهدا بمواصلة الاحتجاجات.
quot;المحرض الرئيسيquot;
نطالع في صحيفة صنداي تلجراف مقالا لكبير مراسليها للشؤون الدولية، كولين فريمان، يقول فيه إن السلطات الإيرانية اتهمت رسام بأنه المحرض الرئيسي الذي يقف وراء احتجاجات الشهر الماضي. ويمضي المقال قائلا إن بريطانيا نفت أن يكون أحد موظفيها ساهم بشكل من الأشكال في إشعال quot;ثورة مخمليةquot; في هذا البلد لكن إيران تقول إن تحذيرا صادرا عن وزارة الخارجية البريطانية رأى بأن نتائج الانتخابات قد تفضي إلى اضطرابات في الشارع الإيراني مما يدل حسب إيران على أن الحكومة البريطانية كانت عازمة على التدخل في الانتخابات منذ البداية.
لكن وزارة الخارجية تقول إن التحذير الصادر عنها في شهر مارس الماضي يندرج في إطار نصائحها العادية للمواطنين البريطانيين الذين كانوا يرغبون في زيارة إيران آنذاك، مضيفة أن الوزارة تصدر تحذيرا للرعايا البريطانيين الراغبين في زيارة أي بلد قد يشهد اضطرابات في أعقاب ظهور نتائج الانتخابات علما بأن رئيس مجلس صيانة الدستور اعتبر أن التحذير ينهض دليلا على أن بريطانيا quot;متورطة في مؤامرة ضد إيرانquot;. وترى الصحيفة أن الإتيان بدليل واه كهذا ضد بريطانيا يعزز المخاوف من أن السلطات الإيرانية تخطط لإخضاع رسام quot;لمحاكمة صوريةquot; في إطار رهانها لإثبات أن اضطرابات الشهر الماضي مدبرة من طرف القوى الأجنبية.
التعليقات