عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: بوفاة عبد العزيز الحكيم الاربعاء في أحد مستشفيات طهران، بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الرئة والمجاري البوليّة من النوع الحاد، يكون جميع أبناء آية الله العظمى المرجع الشيعي السابق محسن الحكيم، صاحب فتوى quot;الشيوعيّة كفر وإلحادquot; وquot;تحريم مقاتلة المتمرّدين الكرد في شمال العراقquot;، الذي توفي عام 1970 قد فارقوا الحياة. وليسدل ستارٌ واسع على مسيرة أبناء المرجع الحكيم بعدما ترك هو وأبناؤه، خصوصًا محمد باقر وعبد العزيز وقبلهما مهدي الذي اغتيل في السودان عام 1988، آثارًا واضحة لهم في الحياة الدينيّة والسياسيّة العراقيّة منذ منتصف القرن الماضي. وليفتح من جانب آخر اكثر من باب أمام ورثته السياسيين في مقدمتهم نجله عمار الحكيم، وأمام منافسيه داخل وخارج الائتلاف العراقي الموحد الذي يمسك بزمام السلطة في العراق منذ عام 2005 وحتى الآن.
وبوفاة عبد العزيز الحكيم، يقف الائتلاف الوطني الموحّد الذي أعلن عن تأسيسه قبل أيام قليلة على أنقاض الائتلاف الوطني، تقوى احتمالات دعم حزب الدعوة الإسلامية نجاح رئيس الوزراء نوري المالكي فيه الذي دخل انتخابات مجالس المحافظات مطلع العام الجاري ضمن ائتلاف دولة القانون بزعامته إذ ظلّت الإشاعات ترى من بغداد عن قرب إنضمام حزب الدعوة - المالكي إلى ائتلاف الحكيم الجديد، لكنّ القيادي في حزب الدعوة وليد الحلي كان قد أوضح في خطاب له يوم أمس عدم دخول حزب الدعوة الائتلاف الجديد وأنّ الحزب سيدخل الانتخابات بائتلاف دولة القانون مع تشكيلات وشخصيات وطنية عراقية لعلّ ما وضع منها حتى الآن تشكيل الصحوة بقيادة الشيخ أحمد أبو رشية وعصائب أهل الحق المنشق عن تيار مقتدى الصدر.
وُلد عبد العزيز الحكيم عام 1950 في مدينة النجف، وعاش معارضًا لنظام صدام حسين مع أخيه محمد باقر الحكيم الذي ترأّس، من بعد مقتله عام 2003 في تفجير عقب صلاة الجمعة، المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي تغيّر لاحقًا ليصبح المجلس الإسلامي الأعلى في العراق، وترأّس كذلك أكبر كتلة برلمانيّة في مجلس النوّاب العراقي الحالي، وهي الائتلاف العراقي الموحّد المكوّن من أحزاب وشخصيّات شيعيّة.
أسّس عبد العزيز الحكيم quot;حركة المجاهدين العراقيينquot; في الثمانينات من القرن الماضي مع أخيه محمد باقر الحكيم في إيران، حيث كانت هذه الحركة تعمل ضدّ نظام الرّئيس العراقي السّابق صدام حسين، قبل أن يتفرّغ لتشكيلات قوات بدر المكوّنة من نحو 100000 مقاتل، معظمهم من الأسرى العراقيين الذين تطوّعوا للقتال ضدّ نظام صدام حسين إبّان فترة الحرب العراقيّة - الإيرانية 1980-1988 التي كانت تسمّى بفيلق بدر، وكانت مجهّزة بأسلحة ثقيلة وخفيفة وطائرات هيليكوبتر استولى على بعضها من بقايا الحرب العراقية - الإيرانية. تخلّى الحكيم عن قيادة فيلق بدر لهادي العامري بعدما اختير رئيسًا للمجلس الأعلى، إثر مقتل أخيه عام 2003. وإذ تحوّلت قوات بدر إلى منظّمة سياسيّة، تخلّت عن أسلحتها ودخلت العمليّة السياسيّة منذ عام 2003، وفق ما تردد وقتئذ من أنّ الإدارة الأميركية اشترطت ذلك مقابل عودة الحكيم إلى العراق مع حزبه.
عبد العزيز الحكيم الذي توفي اليوم في الخامس من شهر رمضان 1430 الموافق 26 آب 2009 ظلّ وفيًّا لنهج أخيه ومن قبلهما والده في الحفاظ على إبراز مكانة آل الحكيم في العراق وإظهار مظلوميتهم، خصوصًا بعد مقتل الكثير من أبناء هذه العائلة خلال فترة حكم صدام حسين. وكان متزوّجًا من ابنة السيّد محمد هادي الصدر، وله أربعة أولاد أشهرهم عمار الحكيم quot; 38 عامًاquot; رئيس مؤسّسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي. ومن المتوقّع أن يخلفه نجله في رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى في العراق على الرغم من وجود منافسين له كالشيخ همام حمودي وهادي العامري وعادل عبد المهدي.
التعليقات