عامر الحنتولي من الكويت: جريًا على عادته السنوية منذ أن آل إليه مسند الإمارة الكويتية عام 2006، وإتباعًا لتقليد أميري منذ عقود عدة فقد وجه أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خطابًا مهمًّا الى الشعب الكويتي بمناسبة حلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك الذي ينتهي في جميع الأقطار الإسلامية يوم الأحد المقبل، لكن اللافت أن الأمير الكويتي الغاضب جدًا من التصعيد الجدلي الداخلي بين الحكومة والبرلمان، والذي ينذر بإحتمالات خطرة مع بداية دور الإنعقاد البرلماني المقبل، ضمن خطابه الذي بثته وسائل إعلام كويتية محلية الليلة مضامين سياسية لافتة، خلافًا لمضمون الخطاب في سنوات سابقة حين كان يركز على التواد والتواصل والعبر الدينية، بيد أن الشيخ صباح في خطابه الليلة تحدث عن الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب الكويتي، خصوصًا أنّ أقلامًا صحافية ووسائل إعلام قد إشتركت قبل أسابيع في الرشقات الطائفية حين صدرت توجيهات عليا في الكويت بلجم هذه الفتنة، والتحرك بقوة ضدها تحت سقف القانون.
وقال الأمير الكويتي بنبرة حازمة quot;لقد آلمني ما قرأت وتابعت وسمعت من تصنيفات وتقسيمات لابناء الوطن، واثارة للنعرات الطائفية والقبلية وهي تصنيفات ومسميات لم نعتد عليها ولم نكن نعرفها او نقبل بها في وطن واحد ولا يفرق بين ابنائه... وعلينا ان نتذكر ان وحدتنا الوطنية هي التي جمعت اهل الكويت في احلك الظروف والمحن وان الحفاظ عليها وصونها من كيد العابثين والحاقدين واجب وطني مقدس، ولن اسمح لكائن من كان بالمساس او العبث في نسيجنا الوطني واذ كانت حرية القول والعمل مكفولة للجميع. فإنّ ذلك لا يعني سوء استخدامها والاساءة إلى الوطن وثوابته بل الواجب ان يكون ذلك مدعاة لتوحيد الصفوف في مواجهة كل من يريد بهذا الوطن سوءًا او تفرقة بين ابنائه وتعكيرًا لصفو امنه واستقرارهquot;.
وفي إشارة ضمنية الى الإصطفاف الذي مارسته وسائل إعلام كويتية في مسألة الشحن الطائفي قال الشيخ صباح الأحمد الصباح quot;وإنني اكرر دعوتي لوسائل اعلامنا المسموع والمقروء والمرئي ان تحفظ للحرية مساحتها المقبولة وان تلتزم في ممارسة دورها حدود المسؤولية الملقاه عليها، وألا تكون أدوات ووسائل لبث الفتنة والفوضى والشقاق والصراع بين فئات المجتمع... إن الواجب يملي على وسائل إعلامنا المختلفة أن تكون منارات هدى ووعي تمارس نقدها برزانة وتبرز ما تريد إبرازه بمصداقية دون تهويل، وأن تنتقد ما تريده دون تضليل.
وعرج الأمير الكويتي ضمنًا على مسألة الوضع الداخلي والعلاقة الجدلية المتصاعدة سوءا بين الحكومة والبرلمان بالقول: quot; إن من أهم أسباب تخلف الأمم كثرة الجدل وقلة العمل فاستبدلوا الجدل بالعمل والتفرقة بالتكاتف والخلاف بالتسامح ولنعلم بأن العمل عبادة وبأن وطننا بحاجة إلى كل عمل دؤوب وليكن رائدنا في حب الوطن العمل المخلص والقول الصادق والايثار الواضح لوطننا الكويت الذي لم يبخل على أبنائه بشيءquot;.
وفي نهاية الخطاب كان لافتًا أن يطمئن الأمير الكويتي شعبه بأن سلطات بلاده المختصة تقوم بدورها الفاعل في السيطرة على إنتشار مرض الإنفلونزا المكسيكية، شارحًا بأن النسبة لا تزال وفقًا لإحصائيات عالمية هي الأدنى كويتيًا.
التعليقات