أعلن وزير الخارجية الأميركي أنه سيلتقي نظيره الروسي في لندن، الجمعة، في محاولة لتخفيف حدة التوتر بشأن أوكرانيا، بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات بحق روسيا.


نصر المجالي: قال كيري أمام اللجنة الفرعية لمخصصات العمليات الخارجية في مجلس النواب: quot;الرئيس أوباما طلب مني المغادرة مساء غد، والتوجّه إلى لندن، للقاء وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف يوم الجمعة، وسأفعل ذلكquot;.

مضى وزير الخارجية الأميركي قائلًا: quot;مهمتنا أن نقدم إليهم مجموعة من الخيارات، تكون مناسبة، من أجل السعي إلى احترام الشعب الأوكراني والقانون الدولي ومصالح كل الأطراف المعنيةquot;.

ومن المتوقع أن تصوّت منطقة القرم يوم الأحد لمصلحة الانفصال عن أوكرانيا، من أجل الانضمام إلى روسيا، وهو ما يعزز الدعوات من أجل استجابة دولية.

مناورات مشتركة
على صعيد متصل، أعلنت البحرية البلغارية، الأربعاء، عن بدء المناورات البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة وبلغاريا ورومانيا في البحر الاسود.

وانضمت المدمّرة الأميركية تراكستن وعليها صواريخ موجّهة وطاقم من نحو 300 فرد التابعة للأسطول الأميركي السادس، ومقره إيطاليا، انضمت إلى المناورات مع فرقاطة البحرية البلغارية درازكي وثلاث سفن من رومانيا في البحر الأسود.

تجري المناورات بالقرب من شبه جزيرة القرم الأوكرانية، المطلة على البحر الأسود، حيث قامت جماعات مسلحة روسية بالسيطرة على المنطقة بدلًا من السلطات الأوكرانية.

وقال اللفتنات كولونيل ديميتار تيتيف لـ(رويترز): quot;بدأت التدريبات هذه المرة في موعدها المقررquot;. وتأجّلت المناورات يوم الثلاثاء يومًا واحدًا، بسبب سوء الأحوال الجوية.

وصرّح وزير الدفاع البلغاري أنجيل نايدينوف أن السفير الأوكراني لدى بلاده ميكولا بلتاجي أبلغه بأن المناورات البحرية المشتركة في البحر الأسود، التي كان من المقرر أن تقودها أوكرانيا بين 18 مارس/ آذار و25 إبريل/ نيسان، ألغيت.

صيغة عقوبات
إلى ذلك، كشفت مسودة وثيقة أن دول الاتحاد الأوروبي وافقت على صيغة عقوبات على روسيا، تشمل قيودًا على السفر وتجميد أصول المسؤولين عن انتهاك سيادة أوكرانيا.

ويجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد يوم الاثنين، ومن المتوقع أن يوقعوا العقوبات رسميًا، ما لم يحدث تغير مثير في النهج من جانب روسيا، وهو ما يبدو مستبعدًا، في ظل عدم وجود أي دلالة على تخفيف للتصعيد في القرم.

وينسق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بخصوص فرض القيود، وشجّعا دولًا أخرى، بينها كندا واليابان وتركيا وسويسرا، على اتخاذ إجراءات مماثلة لتعظيم التأثير. ورغم اتفاق الاتحاد الأوروبي على صياغة العقوبات، إلا أنه لا يزال يدرس أسماء من ستستهدفهم.

تتناول الوثيقة المكتوبة في سبع صفحات بالتفصيل، حسب (رويترز)، الإجراءات التي سيتم اتخاذها ضد موسكو، إذا لم تغيّر نهجها في شبه جزيرة القرم، وتبدأ محادثات مع وسطاء دوليين بخصوص جهود لحل الأزمة الأوكرانية.

وإذا أقرّ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي العقوبات في اجتماع يوم الاثنين، فستكون الأولى التي يفرضها على روسيا منذ نهاية الحرب الباردة، وتشير إلى تدهور حاد في العلاقات بين الشرق والغرب.

يقول البند الأول في الوثيقة quot;ينبغي على الدول الأعضاء اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع الأشخاص الطبيعيين - المسؤولين عن أفعال من شأنها تقويض وتهديد وحدة أراضي أوكرانيا أو سيادتها أو استقلالها - من دخول أراضيها أو المرور عبرهاquot;.

تجميد أصول
ويتحدث البند الثاني عن الأصول الموجودة في الاتحاد الأوروبي، ويقول إن quot;كل الأموال والموارد الاقتصادية التي تخص أو يملكها أو يحوزها أو يسيطر عليهاquot; مسؤولون عن أفعال تقوض وحدة أوكرانيا quot;ينبغي تجميدهاquot;.

وقال مسؤولون إن الوثيقة أقرّت تلقائيًا، بعدما لم تقدم أي دولة عضو في الاتحاد أي اعتراضات على الصياغة بحلول الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء. وعقدت مناقشات في لندن يوم الثلاثاء، حينما اجتمع مسؤولون من بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وسويسرا واليابان ودول أخرى لبحث القضية.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: quot;ما أفهمه هو أن مناقشات تفصيلية جرت بشأن الأسماء في الاجتماع. لم يتم إعداد قائمة نهائية، لكنها ستكون جاهزة بحلول يوم الاثنينquot;.

بوتين ولافروف
وأشار مسؤولون أوروبيون إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لن يدرجا على القائمة حتى تظل قنوات الاتصال مفتوحة، وأن تشديد الإجراءات محتمل في وقت لاحق.

ومن المتوقع بدلًا من ذلك أن تركز القائمة - والتي ستكون ملحقًا بوثيقة العقوبات - على أهداف قريبة من بوتين في أجهزة الأمن والمؤسسة العسكرية وأيضًا على أعضاء بارزين في البرلمان الروسي.

ويقول إطار عمل العقوبات quot;من المتوقع أن يشمل الملحق أيضًا - بقدر المتاح - المعلومات اللازمة لتحديد الأشخاص الطبيعيين أو القانونيين أو الكيانات أو الهيئات المعنية.

وتقول الوثيقة: quot;في ما يتعلق بالأشخاص أو الكيانات القانونية ربما تشمل تلك المعلومات الأسماء أو الأماكن أو تاريخ التسجيل أو رقم أو مكان تسجيل الأعمالquot;.

وأوضح الاتحاد أنه إذا لم تستجب روسيا للضغوط، فإنه مستعد لمزيد من الإجراءات، التي قد تشمل حظرًا للسلاح، وإجراءات تجارية أخرى. وقد يفرض أيضًا عقوبات على بوتين نفسه.