تتجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على شركة quot;هواويquot; الصينية للاتصالات منذ عام 2007، ضمن عملية أطلقت عليها اسم quot;شوت جاينتquot;، ما يسلط الضوء على أحدث فصول الحرب الباردة بين البلدين، كما كشف إدوارد سنودن.


أكدإدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، أن الوكالة تتجسس على شركة quot;هواويquot; الصينية للاتصالات منذ عام 2007، ضمن عملية أطلقت عليها اسم quot;شوت جاينتquot;، مما يسلط الضوء على أحدث فصول الحرب الباردة بين البلدين.

كانت الوكالة تتجسس على كبار التنفيذيين في شركة quot;هواويquot;، إضافة إلى اختراق شبكة اتصالاتها، وكان الهدف من هذه العملية إلقاء نظرة من الداخل، وتحليل أعمال الشركة في الولايات المتحدة، لا سيما وأنها ثاني أكبر مورد لمعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية والربط الشبكي في العالم، والمنافس الرئيس لشركة quot;سيسكوquot; الأميركية.

جسر نحو حكومات
نجحت وكالة الأمن القومي الأميركية في الوصول إلى ثغرات أمنية في شبكة اتصالات quot;هواويquot;، وسرقت رمز المصدر، لتتمكن من التجسس على البلدان، التي تزوّدها quot;هواويquot; بشبكات الاتصالات، مثل إيران، وأفغانستان، وباكستان، وكينيا وكوبا.

أشارت صحيفة الـ quot;تايمquot; الأميركية إلى أن الوكالة تمكنت من الدخول إلى الخوادم في مقر quot;هواويquot; المحكم في مدينة شينزين، وحصلت على معلومات عن أعمال الموجهات العملاقة والمفاتيح الرقمية المعقدة التي تربط بين ثلث سكان العالم. وبررت وكالة الأمن القومي اختراقها مواقع شركة quot;هواويquot; بالقول: quot;إن العديد من (أهدافها) يتواصلون عبر منتجات من شركة هواوي، وهذا يعني أن عليها مواكبة أحدث التقنياتquot;.

وقد كانت وكالة الأمن القومي الأميركية قلقة بسبب حجم الاتصالات التي تتم من خلال شبكات quot;هواويquot; حول العالم، مما يؤخّر عملها في مراقبة اتصالات الانترنت للحفاظ على الأمن القومي الأميركي، بحسب إدعائها.

يعتقد أن مهمة وكالة الامن القومي تعتبر جزءًا من هجوم رقمي، شنته الولايات المتحدة على الصين، لا سيما في ظل تزايد الخلاف بين البلدين في الآونة الأخيرة بشأن الهيمنة على الشبكة العنكبوتية.

خرق جيش التحرير الصيني
يشار إلى أن السلطات الأميركية اتهمت شركة quot;هواويquot; على مدى سنوات بالتجسس لمصلحة السلطات الصينية، في حين أن الشركة رفضت الاتهامات، مشددة على أن آخر ما تريده هو الدخول بين حكومتين متنازعتين.

المعلومات التي كشف عنها سنودن تشير إلى أن وكالة الأمن القومي اخترقت خوادم شركة quot;هواويquot;، وحصلت على معلومات حساسة، وتنصتت على اتصالات كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة. وكان من بين أهداف الاختراق اكتشاف أية صلة بين quot;هواويquot; وجيش التحرير الشعبي الصيني، وفقًا لوثيقة عام 2010 التي استندت إليها صحيفة نيويورك تايمز، مشيرة إلى أن وكالة الأمن القومي سعت أيضًا إلى استغلال تكنولوجيا الشركة في نواحٍ مختلفة أيضًاً.

من جهتها، أشارت صحيفة quot;دير شبيغلquot; إلى أن وكالة الأمن القومي تجسست على القادة الصينيين، إضافة إلى المصارف في البلاد، معتبرة أن الرئيس الصيني السابق جين تاو كان من بين المستهدفين. وذكرت المجلة أن الوكالة تجسست أيضًا على وزارتي الخارجية والتجارة في بكين. وتظهر الوثائق أن وكالة الأمن القومي بذلت جهدًا كبيرًا في العملية التي بدأت عام 2009.