دعت الملكة رانيا العبدالله ملكة الأردن إلى حشد دولي لدعم بلادها في مواجهة أعباء اللاجئين السوريين، التي تفوق التزامات المملكة الهاشمية.


نصر المجالي: تشارك الملكة رانيا في فعاليات الدورة الخامسة لقمة quot;المرأة في العالمquot;، التي انطلقت في نيويورك، الخميس، وضمت نشطاء ومجموعة من القيادات النسائية.

تناقش هذه القمة، التي أطلقتها صحيفة quot;ذا ديلي بيستquot; الالكترونية في عام 2010، التحديات التي تواجه النساء والفتيات في العالم، ودور المرأة ومساهمتها في التنمية على المستوى العالمي.

وفي جلسة نقاشية، أدارتها رئيس تحرير quot;الدايلي بيستquot; السابقة ومؤسسة قمة المرأة تينا براون، تناولت الملكة رانيا العبدالله عددًا من القضايا والتحديات ذات الصلة بالمرأة والتعليم في العالم العربي، وتأثير أزمة اللاجئين السوريين في الأردن.

حضر افتتاح القمة رئيسة دولة كوسوفو عاطفة آغا، ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة فومزيلي ملامبو نغوكا، ووزير الخارجية البريطانية السابق ديفيد ميليباند، وسفيرة الولايات المتحدة لقضايا المرأة في العالم سابقًا ميلان فيرفير، والمدير التنفيذي لمجلة التايمز الأميركية بارك تومسون، والمديرة التنفيذية لمؤسسة الصحة العالمية باربرا بوش.

قضايا المرأة
حول ما ظهر من ضعف للتحسين في قضايا المرأة بعد الربيع العربي، أوضحت الملكة رانيا العبدالله أنه في ضوء الاستقطاب المتزايد والعنف والنزاع في بعض الدول العربية، فقد غطى الحديث عن الأمن والسلامة على الكثير من الأصوات، التي تدعم قضايا المرأة.

وقالت إن التغيير في هذا السياق يحتاج وقتًا. وأوضحت أن التحولات الملموسة ستأخد أكثر من ربيع، لمدة ثلاثة أشهر وحتى ثلاث سنوات، لتتجذر في العالم العربي، مبينة للجمهور أن كل دولة في العالم العربي لديها نقطة بداية في قضايا المرأة، تختلف عن الأخرى.

أضافت أنه على الرغم من تحديات تمكين المرأة العربية، إلا أن الطفرة لنشاط المرأة في المنطقة بعد الربيع العربي أظهرت تزايدًا وانتشارًا أوسع للجماعات والحركات الجديدة، التي تدعو إلى مناصرة المرأة في المنطقة.

اللاجئون السوريون
على صعيد آخر، حثت الملكة الأردنية المجتمع الدولي على تكثيف الدعم للاجئين في المجتمعات المستضيفة إياهم، معتبرة أن الأزمة السورية تحدّ سياسي، وأزمة إنسانية تفطر القلوب.

وقالت إن الأردن يستضيف أكثر من 600 ألف لاجئ، ويكافح للتعامل مع الضغط الكبير، الذي نتج من ذلك على الاقتصاد المحلي والبنية التحتية. وأشارت إلى أن اللاجئين السوريين في الأردن يحصلون على الرعاية الصحية العامة والتعليم مجانًا، وهذه الخدمات وصلت إلى الحد الأقصى.

وتحدثت الملكة عن الدور الإنساني التاريخي، الذي لعبه الأردن في المنطقة، نتيجة ثباته في كونه دولة معتدلة. وقالت إنه رغم حسن النوايا والالتزام بمساعدة اللاجئين السوريين، إلا أن الأردن لا يستطيع مواجهة الاحتياجات غير المسبوقة جراء ذلك من دون زيادة الدعم الدولي له.

ركزت رانيا العبدالله على الدور المهم، الذي يقع على أكتاف المجتمع الدولي لدعم الأردن في جهوده الإنسانية، مبينة جلالتها أنه لا يوجد نقص في التعاطف، ولكن المساعدة والهبات لا تواكب الاحتياجات المتزايدة.

البطالة
وفي ضوء تحدي البطالة المستمر في المنطقة العربية، تحدثت عن أهمية إصلاح التعليم في الأردن والعالم العربي، وركزت على أهمية الإبداع والابتكار لمواجهة ذلك الموضوع.

وأشارت إلى أحد الابتكارات المرتبطة بالتعليم المجاني عبر الانترنت، والتي يمكن أن تساهم في إحداث تحول نوعي للتعليم في العالم العربي. وقالت إن التحولات النوعية تحدث عندما يلتقي ما هو ممكن فجأة مع الحاجة الملحّة، وعندما تتقاطع الفرصة مع الضرورة.

وفي الأخير، تحدثت الملكة رانيا العبدالله عن خطة لإطلاق منصة الكترونية عربية للمساقات الجماعية مفتوحة المصادر (إدراك)، والتي تعرف باللغة الانجليزية باسم (موكوس)، وتستخدم التكنولوجيا في جعل الوصول إلى التعليم النوعي للمتحدثين باللغة العربية أكثر سهولة من خلال الانترنت، وهي بمبادرة من قبل مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية.