دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا السوريين إلى "التزام منازلهم" في يوم الانتخابات الرئاسية، التي دعا إليها النظام وعدم النزول بأرجلهم إلى حمّامات الدم والعار.


بيروت: قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا في كلمة مصورة ألقاها عبر قناة "العربية"، التي تتخذ من دبي مقرًا، "نرجو من جميع السوريين، الذين نحرص عليهم بعيوننا، التزام منازلهم، وعدم النزول بأرجلهم إلى حمّامات الدم والعار، التي تريدها عصابة الاسد".

أتت دعوة الجربا عشية الانتخابات، المقرر إجراؤها في مناطق سيطرة النظام، والتي لا يواجه فيها الرئيس بشار الاسد أي منافسة فعلية. وسبق للمعارضة والدول الغربية الداعمة لها ان اعتبرت هذه الانتخابات "مهزلة". كما وصفها ناشطون معارضون بانها "انتخابات الدم" التي تتم على دماء المواطنين، وتهدف الى منح شرعية لنظام يستهدف المدنيين، بحسب قول ناشطين.

وحذّر الجربا من نية لدى النظام تنفيذ تفجيرات وقصف في اماكن اجراء الانتخابات. وقال "ان النظام السوري، الذي اعتاد على الغوص في الدم، يحضّر في يوم الاستفتاء المشؤوم لسلسلة تفجيرات وقصف على التجمعات ومراكز ما يسمى بالاقتراع، ويتوزع المهمات مع عصاباته ومرتزقته وإرهابييه، لتنفيذ وتبني هذه العمليات".

وسبق لهيئة اركان الجيش السوري الحر، المرتبطة مباشرة بالائتلاف المعارض، ان دعت السوريين الى الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، واصفة اياها بـ"المسرحية الرخيصة"، التي تجرى تحت وطأة "اجرام" النظام.

ويرى محللون ان الانتخابات توجّه ضربة إلى جهود الحل السياسي، لا سيما ان المطلب الاساسي للمعارضة، الذي كان يتمحور حوله البحث، هو خروج الاسد من السلطة والتمهيد لمرحلة انتقالية.

استفتاء على الأسد
هذا ويستعد الناخبون في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري للادلاء باصواتهم غدا الثلاثاء في انتخابات رئاسية لا يواجه فيها الرئيس بشار الاسد منافسة جدية، وتأتي في خضم نزاع دام مستمر منذ ثلاثة اعوام حصد اكثر من 162 الف قتيل وبدأ بمطالبة سلمية باسقاط الرئيس.

ودعي الى الاقتراع، بحسب وزارة الداخلية السورية، 15 مليون ناخب، الا ان العملية الانتخابية ستقتصر على المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي يعيش فيها، بحسب خبراء، ستون في المئة من السكان، علما ان هناك ثلاثة ملايين لاجئ خارج سوريا أدلت نسبة محدودة جدا منهم باصواتها في السفارات السورية في الاسبوع الماضي. وتجري الانتخابات التي نددت بها الامم المتحدة ودول غربية، فيما العنف يتخذ وتيرة تصعيدية في مناطق مختلفة من البلاد.

وعلى الرغم من انها ستكون نظريا "الانتخابات التعددية" الاولى في البلاد، فان المعارضين يقولون انها لا تختلف عن "الاستفتاءات" السابقة التي ابقت الرئيس بشار الاسد ومن قبله والده حافظ الاسد في السلطة على مدى عقود. ودعت رئاسة الجمهورية السورية المواطنين الى المشاركة في العملية الانتخابية بـ"حرية وشفافية".

وجاء في بيان نشر على صفحة الرئاسة على موقع "فايسبوك" مساء الاثنين "تأمل رئاسة الجمهورية من المواطنين مواصلة التزامهم بالدستور والقوانين والتعبير عن تأييدهم لأي مرشح عبر توجهم غدا (...) الى صناديق الاقتراع المنتشرة على كافة الأراضي السورية، لممارسة حقهم الدستوري والإدلاء بأصواتهم لاختيار مرشحهم للرئاسة بكامل الحرية والشفافية والمسؤولية".

ونقلت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات عن مصادر امنية ان "خطة متكاملة بدأت منذ صباح أمس في كل المدن السورية لحماية الناخبين والمراكز الانتخابية، وأن قوات الجيش العربي السوري وقوى الأمن والأمن الداخلي في حالة استنفار تامة لتوفير الأمن والأمان للسوريين الراغبين في ممارسة حقهم وواجبهم الانتخابي". وشددت المصادر على ان "كل المراكز الانتخابية آمنة ولا يوجد أي داع للقلق".

شائعات: المعارضة ستقصف
واعلنت السلطات ان المراكز الانتخابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية بلغت 9601 مركز انتخابي تضم 11776 صندوقا موزعا على كل المحافظات السورية. وتسري شائعات في دمشق مفادها ان المراكز الانتخابية التي ستفتح الثلاثاء من السابعة صباحا (4,00 ت غ) الى السابعة مساء (16,00 ت غ)، قد تتعرّض لقصف من مواقع مقاتلي المعارضة الموجودة في محيط العاصمة.

وأشارت اللجنة العليا للانتخابات الى ان الوقت المخصص للاقتراع قد يمدد لمدة لا تتجاوز الخمس ساعات "في حال كان الإقبال كثيفاً على صناديق الانتخاب". وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان وفدا روسيا يضم برلمانيين واعضاء من اللجنة الانتخابية المركزية لروسيا الاتحادية وصل الاثنين الى دمشق "لمواكبة الانتخابات الرئاسية". كما يتوقع ان تكون هناك وفود مراقبين من دول صديقة للنظام للغاية نفسها، من كوريا الشمالية وايران والبرازيل.

وكتبت صحيفة "الثورة" الحكومية في عددها الصادر الاثنين "سيقول السوريون كلمتهم غدا... وسيعلمون الاعداء (...) انهم سادة رايهم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى". واضافت "غدا ستحتضن صناديق الاقتراع في جميع المحافظات خيارات الشعب السوري بانتخاب قائد لوطنهم سوريا ليعيد الامن والامان اليها ويحفظ سيادتها ويصون ترابها".

من جهة ثانية، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل خمسين شخصا على الاقل بينهم تسعة اطفال السبت والاحد جراء قصف من مواقع مقاتلي المعارضة على احياء يسيطر عليها النظام السوري في مدينة حلب (شمال). وقتل الاثنين في قذائف مماثلة على حي الحمدانية اربعة اشخاص.

في المقابل، يستمر القصف الجوي من قوات النظام، ومعظمه بالبراميل المتفجرة، على الاحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وقتل الاثنين اربعة اشخاص على الاقل في قصف جوي على احياء الصاخور ومساكن هنانو وطريق الباب، غداة مقتل 13 شخصا في قصف مماثل على حي الشعار، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
&