عامر الحنتولي من الكويت: لايمكن الإستناد إلا لتفسير واحد في ظاهرة لجوء عدة فنانين وفنانات كويتيين الى الدراما الخليجية، وتحديدا السعودية والقطرية والإماراتية خلال العامين الأخيرين، وذلك للهرب من ظاهرة تراجع الدراما الكويتية، وكذلك تراجع الإقبال عليها عرضا من قبل الفضائيات الخليجية، والعربية، وكذلك مشاهدة من قبل الجمهور الخليجي في وقت لا يخفي الجمهور الكويتي رفضه لغالبية ما تنتجه الدراما الكويتية، بعد أن كانت الكويتية قد تسيدت هذا المجال خلال العقود الماضية، وكانت قبلة لأهل الفن في عموم الدول الخليجية، وملاذا لهم للشهرة والثروة، إذ لا يخفي عشرات الفنانين الخليجيين إعترافهم بأن شهرتهم إنطلقت من الأعمال الكويتية، وتحديدا الرمضانية منها، إلا أن العكس تماما هو الذي يسيطر الآن فنجوم كويتيون كثر تجدهم يظهرون في الأعمال الخليجية إنتاجا وتمويلا وبيئة أيضا، فذلك يعود الى عدم وجود النص الكويتي اللافت، وكذلك وجود شركات إنتاج فني ضخمة كما هو حاصل الآن في قطر والإمارات مثلا.
تقول هناء البالول لـquot;إيلافquot;: لم تعد المسلسلات الكويتية تستهويني على الإطلاق، بت أميل الى الأعمال الخليجية الأخرى، وكذلك السورية والمصرية بسبب تنوع موضوعاتها، وقوة طرح المعالجة، والرسالة الموجهة فيها، لأن التمثيل في الكويت تراجع بشدة فظهور الطبقة الجديدة من الممثلين ساهم في تراجع الأعمال الفنية الكويتية، لأن هم المنتج بات الآن محصورا في الربح بصرف النظر عن جودة المنتج الفني النهائي، فللهرب مثلا من ضخامة التكاليف يلجأ المنتج سواء كان شركة إنتاج فني، أو فرد الى الإعتماد على طبقة من الممثلين أعمالهم لا تتعدى المشاهد في بعض الأعمال وتسبقهم كلمة النجم، وهذا ظلم باتجاهات كثيرة، فأساسا هذا ظلم لريادة الكويت فنيا، وكذلك ظلم للعمل نفسه، وظلم أيضا للفنان نفسه الذي ربما يعتقد نفسه بأنه قد وصل الى أعلى سلم النجومية، فللأسف شاهدنا في السنوات الأخيرة إنتشار مقاطع فيديو فاضحة على الهواتف والبلوثوث لفنانين وفنانات جدد، وهذا يعني بأن بعض الفنانين الجدد لم يستوعبوا أبدا مضامين ورسالة العمل الفني النبيل، الذي يريد أن يكون قدوة في مجتمعه المحليquot;.
أما قيس الشطي فيقول لـquot;إيلافquot; صراحة: منذ بداية أي عمل فني كويتي في الأعوام الأخيرة فقد أصبح بوسع أي مشاهد بصرف النظر عن ثقافته ومستواه العلمي أن يتوقع بسهولة تامة سير الأحداث في المسلسل من ثراء وفقر، وزواج وطلاق وجريمة وخلافات، فلم يعد يخلو أي عمل كويتي من أن يجد الرجل زوجته تخونه، وفي ذلك إساءة بالغة لا أعرف كيف تسكت عنها الجهات الرقابية، فالأمر خطر جدا وإن كان في النهاية عملا تمثيليا، لأن أعمالنا الفنية هي مرآة عاكسة لصورتنا في المجتمعات الأخرى التي تعرض فيها هذه الأعمال الهابطة، هناك أيضا ظاهرة إنتشار المخدرات بين الشباب التي تغزو الأعمال الفنية... الأعمال الفنية للأسف الشديد تصور شبابنا الكويتي بأنه هابط جدا، وأن إهتماماته لا تنحصر بأبعد من ملاحقة الفتيات و إدمان المخدرات، والثراء الفاحش... هذا ظلم هذه الأعمال لا تبرز الشباب الكويتي الملتزم الذي يحصل على الشهادات العلمية العليا، ويحرز نجاحات كبرى في مسابقات عالمية في مختلف المجالات... أين حصة هؤلاء من أعمالنا الدرامية؟!.... هناك أعمال درامية تصور الإنسان الكويتي أنه مستعد لقتل أخيه للسطو على ميراثه أو أمواله، أنا أقر بوجود مثل هذه الحالات لكن هذه الحالات موجودة في جميع أنحاء العالم لكننا لا نرى هذا التركيز المبالغ عليها في الأعمال الدرامية في مصر وسوريا، وفي الدراما القطرية التي بدأت تتطور بقوة في السنوات الأخيرةquot;.
ماجد الدغيشم يقول من جهته لـquot;إيلافquot;: لا يوجد أي عمل فني في الكويت لا ينطوي على مشاهد لشباب أو شابات كويتيين يدمنون على المخدرات، بينما تغيب الأعمال الفنية التي تكرس مثلا لتسليط الضوء على شبكات ترويج المخدرات عالميا، وطرق إدخالها، وتوزيعها، والتصوير في أكثر من مكان عالمي لتصوير شبابنا بأنهم ضحايا لتجار
هذه الآفة العالمية، لكن للأسف أعمالنا الفنية تصور شبابنا بأنهم يدمنون على المخدرات فقط لأنهم أثرياء أو أبناء ذوات... هذا غير مقبول من الجهات التي تنتج وتجيز مثل هذه الأعمال الغالبية من أبناء الذوات والأثرياء يديرون شركات عملاقة وناجحة ولها أذرع حول العالم... هناك قضية أخرى أصبحت الفتاة الكويتية مستهدفة في عفتها وشرفها حين تذهب للإصطياف في دول عربية وأجنبية لأن الإنطباع المأخوذ عنها بأنها غير شريفة وتخون ثقة أهلها أو زوجها، والمتهم بطبيعة الحال أعمالنا الفنية التي لا تخلو معظمها من تصوير الفتاة الكويتية من أنها فتاة لعوب مهمتها الحقيقية إصطياد الرجال وسرقتهم، وممارسة الجنس الحرام من وراء ظهر الأهل والأزواج... أي دراما هذه؟؟ّ!! وأيّ فن؟ أنا شخصيا بت أشعر بالقرف والإشمئزاز من الأعمال الكويتية خصوصا الطبقة الجديدة من الفنانات اللواتي تظهرهن الأعمال الفنية بأنهن كويتيات وهن غير كويتيات، ويظهرن بملابس فاضحة جدا، ويضعن الماكياج بطريقة بنات الليل، ومع أقل درجة حرارة داخل الإستديوهات تبدأ تلك المساحيق بالذوبان والهطول ليخفي المستور تحتها من بشاعة وقذارةquot;.
الناقدة الفنية الكويتية مها محمد العتيبي تقول لـquot;إيلافquot;: من حقنا في الكويت أن نبكي ريادتنا الفنية فجيل عبدالحسين عبدالرضا وحياة الفهد وسعاد عبدالله وسعد الفرجوالمرحوم علي المفيدي وإبراهيم الصلال، وأحمد الصالح، وغانم الصالح إنتهى وعلى الجمهور الكويتي والخليجي والعربي عموما ألا ينتظر إبداعات فنية كويتية، لأن بعض هؤلاء الفنانين بدأوا تقزيم أنفسهم الى مستوى مخجل جدا من خلال ظهورهم في أعمال جديدة ومهينة، فقط من أجل الظهور في كل عام وتحديدا خلال شهر رمضان المبارك، قد يكونون معذورين تماما فهم لا يعرفون مهنة يقتاتون منها غير الفن والتمثيل، الى درجة يصلون معها الى قبول الظهور في برامج للكاميرا الخفية رغم معرفتهم المسبقة بالأمر مقابل مبالغ مالية ضخمة... شركات الإنتاج تضع موازنات هزيلة لأعمال لا يستطيعون من خلالها التعاقد مع فنانين كبار، لذلك يلجأون الى الفنانين الجدد رغم ضحالة وإستحالة قدراتهم الفنية والتمثيلية، فأي مبلغ يقدم للفنان الجديد يقبل به فورا من دون جدال لأنه يريد أي فرصة للظهور من خلالها، لكنه لايقدم المأمول منه، بيد أن تدني أجره هو الذي يبقيه دوما في صدارة الأسماء للإشتراك مجددا في أعمال فنية جديدة.

إقرأ المزيد:

ما الذي أعاد الداعية عبدالله عسيري إلىquot;الفنquot;؟

لمسلسلات الكويتية تثير الكويتيين وسياسييها

القبلة الأولى في تاريخ الدراما السعودية

أبجد هوز..'حرام' في مقرّر تعليمي سعودي

مخالفات صريحة لقرار خفض أصوات مكبّرات الصوت في السعوديّة

طاش ما طاش يفتح ملف التعليم في السعودية

الأعمال السعودية في رمضان بين التكرار والانحسار

ريم عبدالله: سأقود سيارتي لو سمح النظام

الحكومات الخليجية تراقبquot;الدراما القبليةquot;عن كثب

عقود بالملايين للدعاة على القنوات الفضائية

الشيخالعودة لم يتقاضىفلساً واحداً مقابل ظهوره علىmbc

الحملات الأصولية تعود مع عودةطاشهذا العام

طاش 16على أبواب زوبعة جديدة: أوباما والآذان

السدحان والقصبي في حلّة طاشيّة متجدّدة فيطاش