الطريق إلى بكين
محمد جاسم
ـ لأن حمى الأولمبياد في طريقها لتجتاح العالم وما هي إلا ساعات قليلة وستصبح بعدها بكين قبلة أنظار العالم من أدناه إلى أقصاه ومن شماله إلى جنوبه عندما توقد الشعلة الأولمبية بدءاً من الثامن وحتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، فمن الطبيعي أن ننشغل بالحدث الرياضي الأكبر من نوعه وأن نتفاعل معه ومع أحداثه التي ستشغل العالم طوال فترة الدورة التي ستسحب البساط عن كل المناشط الأخرى بما فيها تلك المتعلقة بالجوانب البعيدة عن الرياضة، لأن الأولمبياد وباختصار يعتبر الحدث الذي يهتم فيه كل أطياف المجتمع بمختلف فئاته.
ـ وإذا ما توقفنا عند الحدث الأولمبي فإن من الضرورة بمكان أن نتوقف عند المعاني السامية للألعاب الأولمبية ومضمون الشعار الأولمبي الذي يمثل أجمل قصص النجاح الرياضي والذي يعتبر من أرفع الأوسمة الرياضة ومن يحصل على الميدالية الأولمبية فإنه بذلك كمن يضع نفسه على قمة الهرم الرياضي في العالم.
وإلى جانب صفوة الرياضيين العالميين ولأن ذلك الحلم وتلك الأمنية لا تتحقق إلا للبعض بينما يتطلع إلى تحقيقه الآلاف، فليس من المستغرب أن يعامل الأبطال في بلدانهم معاملة الأبطال الفاتحين لأن رفع علم الدولة وعزف النشيد الوطني أمام مرأى ومشهد العالم لا يستطيع تحقيقه إلا الأبطال الحقيقيون.
ـ إن صناعة بطل أولمبي يحتاج إلى سنوات طويلة من العمل ومن الجهد ومن العناء ومعها الكثير من التضحيات، وبعد كل ذلك قد يتحقق الحلم وقد يتحقق جزء منه وقد لا يتحقق والمسألة لا تتوقف على جوانب مادية أو فنية أو غيرها بل هي جملة من المؤهلات المطلوب توافرها حتى نتمكن من إيصال لاعبينا لكي يكونوا من صفوة الرياضيين في العالم.
وإذا ما عدنا إلى الانجاز غير المسبوق الذي حققه بطلنا أحمد بن حشر في أولمبياد أثينا2004 عندما انتزع ذهبية الرماية سنجد أن ما تحقق لم يكن وليد اللحظة بل نتاج سنوات طويلة من العناء والعمل المجهد والمثابرة التي تخللتها الكثير من التضحيات إلى أن تحقق الهدف.
ـ ولكن لنتوقف عند الجانب الأهم في كل ذلك ولنتوقف عند المردود الذي تحقق لنا من وراء ذهبية أحمد بن حشر.. وكم هو حجم المردود الذي حصلت عليه الدولة عندما تم رفع علم الإمارات وعزف السلام الوطني للدولة ليصل صداه لكل أرجاء العالم.. فهل هناك لحظات توازي تلك اللحظة التي يقف فيها الشخص منا ذلك الموقف متباهيا فيه بوطنه ويتباهى به الوطن.
كلمة أخيرة
ـ ولأننا لسنا بمعزل عن العالم بل نحن من أكثر الناس التصاقا بالمحيط الخارجي فسوف أخصص (مقالي اليومي) بدءا من اليوم لحديث الأولمبياد والذي سوف أحاول من خلاله نقل نبض الشارع العام وأجواء الأولمبياد من على أرض الواقع من هناك من بكين حيث اللقاء الجديد الذي يجمعني بتلك المدينة التي لدي معها من الذكريات الجميلة والقاسية ما يتجاوز عمره ال18 عاما هي الفترة الفاصلة بين الزيارة الأولى لي للصين في آسياد بكين وبين الزيارة التي أبدأها اليوم مع وفد اللجنة الأولمبية لبكين.
عن البيان بتاريخ 5 أغسطس 2008
التعليقات