موسم الهجوم على عمو بابا!

علي رياح
[email protected]


علي رياح
اعتاد الرجل أن يتحدث بلسان واحد صريح ، وألا يكون ناطقا باسم حقيقيتين متناقضتين ، ولهذا أحببناه برغم ما يبديه من قسوة جارفة تجاه الأخطاء والمخطئين.. لكن عمو بابا يعرف متى يتوقف حين يتعلق الأمر بسمعة البلد وحين يدرك أن هنالك موجة تحاول النيل من quot;العراقquot; حتى لو اكتسبت تغليفا خادعا يبدو مقنعا أو موضوعيا ..

ولهذا كان من السهل تماما علينا أن ندرك لماذا آثر شيخ المدربين الصمت المطبق على الكلام الصريح في مسقط ، عندما كان المنتخب العراقي يتعثر على نحو مؤلم غير مسبوق ، وكان أي منصف يلتمس العذر لأي من يتصدى لعملية نقد اللاعبين والمدربين ولا يجد فيها خروجا على الوقائع!

كان عمو بابا يقول لنا : quot;بعض من يحاولون استطلاع رأيي حول الأداء يبحثون عن الحقيقة والرأي الذي لا مصلحة شخصية فيه ولا عداوة فيه لهذا الطرف أو ذاك ، أما اغلب الذي يحاولون سؤالي فهم يريدون الوقيعة بيني وبين أهل الكرة في العراق .. وأهل الكرة أعني بهم عامة الناس وليس بالضرورة أصحاب القرار في اتحاد كرة القدم .. ولهذا رفضت كثيرا من عروض الظهور في البرامج أو في الصحف للحديث عمّا حلّ بالمنتخب ..

أشهد لعمو بابا بذلك تماما .. فقد كنت قريبا منه ، وكنت أرى الرجل يتعذب ويتمزق ألما وغضبا لما يحدث للمنتخب في عُمان ، ولكنه كان يكتم سره ويداري عباراته اللاذعة خلف ستارة من الحرص على عدم الاشتراك في الهجمة التي تستهدف العراق!

كنت أقدر في عمو بابا هذه الوطنية العالية ، ولكن غيابه عن ساحة التقييم لما يحصل شكل نقصا حادا في مهمة الاقتراب من الحقيقة ، مع أننا وقبل الدورة بشهر كامل أذعنا حوارا لقناة (الجزيرة الرياضية) أجريته معه في بغداد قال فيه إن المنتخب العراقي سيتعرض لنكسة وإن فييرا لن ينجح في المهمة وستثبت الأيام ذلك!

تلك كانت رؤية عمو بابا لما كان سيحدث ، وقد أثبتت الأيام صدقه وصراحته وقدرته على استقراء الصورة بمعالمها من دون تزويق أو مجاملة .. فهل يقتضي هذا أن نقدم له الشكر الموصول على صراحته ووطنيته ، أم أن نقدم له الطعنات المعلنة والمستترة ، كما يحدث الآن حين نقرأ بعض الأطروحات الفجة التي تحاول النيل من تاريخ عمو بابا ونجاحاته الخليجية بالذات ، إذ لم يحرز العراق لقب الخليج في المرات الثلاث إلا حين كان عمو بابا مدربا له!

يبدو أن ثمة من ينظم الآن هجوما مضادا مقصودا بعد أن مررنا بمرحلة تعداد عيوب المنتخب في مسقط .. منظمو الحملة ممن تتطابق مصالحهم مع هذا الطرف أو ذاك في اتحاد الكرة ، آثروا الصمت على عمو بعد خليجي 19 ، لكنهم اضمروا له الكيد الدفين الذي بدأ يظهر في ما نقرأه هنا أو هناك بقصد quot;تسقيطquot; عمو بابا من حساباتنا ، ومن قلوبنا ، ومن تاريخنا !

لهؤلاء أقول .. اصمتوا الآن كما صمتـّم بعد مسقط ، فعمو بابا حب راسخ في العقول والقلوب وقد أبعد نفسه كثيرا عن حروب المصالح ، ويكفيه شرفا وعزا أنه لم يخض مع الخائضين ، ولم يطعن العراق لا في صدره ولا في ظهره .. وكلما أمعنتم في الهجوم ، تضاءلتم على ما انتم فيه من تضاؤل!