الإحتراف قادنا للملحق!
فهد سعود
السعودية تواجه البحرين في ملحق آسيا وكوريا الشمالية إلى المونديال |
ليست المشكلة أن ترفع كوريا الشمالية شعار التأهل للمونديال العالمي عبر بوابة المنتخب السعودي، ولم تكن المشكلة أن يتأهل الكوريون من ارض استاد الملك فهد الدولي بالرياض. ولم يكن أيضًا من المستغرب أن يضطر المنتخب السعودي إلى خوض الملحق الآسيوي للتأهل للمونديال. فكل هذه الأمور كانت متوقعة، بل أيضًا كدنا أن نخسر الفرصة الأخيرة، والمتمثلة بالملحق، لولا أن الله كتب لنا فصلاً جديدًا للتأهل.
مشكلة الكرة السعودية، التي قالوا عنها ما قالوا، وكتبوا فيها ما كبتوا تتعلق بالاحتراف. من المثير للدهشه والحيرة معًا، عدم وجود أي لاعب سعودي محترف في نادٍ أوروبي أو حتى آسيوي، عدا حسين عبد الغني الذي يشارك احتياطيًا في نادي سويسري.
فكيف نطوّر أنفسنا ونحن نغطُّ في سبات عميق، فيما غيرنا طوروا أنفسهم وغيروا جلودهم وأفكارهم.
قوانين ومقاييس فن quot;الاحترافquot; تحتاج هنا في المملكة العربية السعودية إلى الكثير من إعادة النظر، وتغيير الهيكلية لضمان مستقبل مشرق لمن يهوى كرة القدم، ويرغب في تطوير مهاراته ودرجة إبداعيته، من خلال الاحتراف والتعامل مع الأساليب الغربية الحديثة التي تواكب تطورات رياضة الشعوب الأولى.
ومن هنا نجد أن فرق المغرب العربي ومصر التي تناولت بنمط ونسق متفهم الكرة الأوروبية بشكل عقلاني قد ساعدها على تطوير أداء منتخباتها، وتطوير كرتها.
فاحتكاك اللاعبين المغاربة في الملاعب الأوروبية، قد ساهم كثيرًا في بناء أسطول قوي من الفرق المغربية العربية، استطاعت في خلال وقت قياسي أن تُمثّل القارة الإفريقية بشكل باهر، ولنا في مصر وفي لقائها الأخير أمام البرازيل خير مثال على فائدة الاحتراف.
لا بد أن نمنح اللاعب السعودي فرصة للاحتكاك بالدول الأوروبية، وخوض تجارب كروية خارج المجال المحلي، لتطوير الإمكانيات والتغلب على رهاب المنتخبات الأوروبية، وحتى الآسيوية، المصاب به معظم الدول العربية، والخليجية على وجه التحديد، ونتائج المواجهات التي تجمع بين المنتخبات العربية والأوروبية خير دليل على تأصيل هذا الشيء في داخل نفوس اللاعبين العرب.
نعلم يقينا أن الأمر ليس سهلا، ولكنه أيضًا ليس مستحيلاً. لتحقيق انتصار عليك أن تستفيد من كل من حولك، وان كان غريمك في ارض الملعب.
التعليقات