التفجيران اللذان اسفرا عن سقوط اكثر من ثلاثين قتيلا بالقرب من نادي بشيكتاش في وسط اسطنبول السبت، ضربا ايضا ناديا لكرة القدم وحيا يجسدان الحيوية وروح التمرد في هذه المنطقة من المدينة.

كانت يفترض ان تكون امسية لطيفة. فقد فاز فريق "النسور السوداء" في مباراة حاسمة على بورصا سبور (2-1) مما سمح له بالبقاء في السباق على الكأس. وكان المشجعون ينتهزون فرصة المناخ المناسب ويشربون البيرة في حديقة ماشكا المجاورة.

لكن فجأة وعند الساعة 22,29 (19,29 ت غ) انفجرت سيارة مفخخة امام آلية لنقل الشرطة بالقرب من الستاد. وبعد 45 ثانية، فجر انتحاري نفسه في وسط مجموعة من الشرطة في حديقة ماشكا.

قال وزير الداخلية سليمان سويلو ان 29 شخصا على الأقل غالبيتهم من عناصر الشرطة قتلوا وجرح 166 آخرون، في آخر هجوم في سلسلة الاعتداءات التي تشهدها تركيا منذ صيف 2015.

وبين الضحايا فيفا كاراكوردو وهو شرطي يضمن امن ستاد بشيكتاش خلال المباريات وتونج اونتشو الذي يعمل في المحل التجاري الرسمي للنادي.

وقال نادي بشيكتاش في بيان ان "ارهابيين (...) هاجموا قواتنا الامنية البطلة التي تضمن امن مشجعينا ومشجعي الفريق الزائر بورصا سبور (...) سنتصدى لهؤلاء الجبناء".

وقع التفجيران في محيط ملعب "فودافون ارينا" الذي دشن في نيسان/ابريل بعد سنوات من الاشغال ليحل محل ستاد اينونو الشهير الذي يبعد خطوتين عن قصر دولمة بهجة حيي تقع مكاتب رئيس الوزراء في اسطنبول.

ويتسع الملعب لاكثر من اربعين الف شخص. وقد دشنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في نيسان/ابريل قبل يوم واحد من الموعد المحدد في خطوة اعتبرت مناورة تهدف الى استبعاد المشجعين المشاغبين والمنتقدين للسلطة.

وهؤلاء معروفون بانهم ناشطون معارضون للحكومة. فالمجموعة الرئيسية من مشجعي بشيكتاش التي تسمى "جارتشي" لعبت دورا اساسيا غي التظاهرات الكبيرة ضد اردوغان في حزيران/يونيو 2013.

كما عرفت هذه المجموعة بمطاردة آلية مدرعة للشرطة بجرار. وقد قمعت بعنف اذ لوحق 35 من اعضائها بتهمة "محاولة انقلاب" خلال محاكمة انتهت بتبرئتهم.

تأسس نادي بشيكتاش في 1903 قبل عشرين عاما من ولادة الجمهورية التركية. وتكشف شعاراته وصور فرقه القديمة المعلقة وغيرها مدى ترسخه في هذا الحي.

وحي بشيكتاش الذي يقع على الضفة الاوروبية من اسطنبول معقل ليبرالي معروف بشوراعه المخصصة للمشاة ومتاحفه العديدة وحاناته واكتظاظ حركة السير فيه.