تبدأ الجزائر رحلة جديدة من البحث عن لقب قاري ثان منتظر منذ 27 عاما، عندما تلتقي الأحد في فرانسفيل زيمبابوي، في اولى مبارياتها في المجموعة الثانية ضمن كأس الامم الافريقية 2017.

وأوقعت قرعة البطولة التي تنطلق السبت في الغابون وتستمر حتى الخامس من شباط/فبراير، الجزائر في مجموعة صعبة، تضمها الى جانب السنغال وتونس وزيمبابوي.

الا ان جورج ليكنز، المدرب البلجيكي للجزائر، اكد جهوزية المنتخب الفائز بكأس افريقيا 1990، لخوض نهائيات الغابون، معتمدا على لاعبين محترفين ابرزهم لاعب وسط ليستر سيتي الانكليزي رياض محرز، افضل لاعب افريقي لعام 2016.

وخلال مؤتمره الصحافي عشية المباراة، قال ليكنز ان نيل محرز جائزة افضل لاعب "لا ينعكس ضغطا عليه وعلى الاخرين"، على رغم ان لاعب الوسط الشاب، يعاني في الاشهر الماضية من تراجع مستواه، ما يثير قلق الجزائريين من ادائه في النهائيات.

اضاف ليكنز "خسرنا عددا من اللاعبين (بسبب الاصابة) ومنهم سفير تايدر (...) لكنني لا اعتمد على لاعب واحد لانني اتوقع خسارة اي لاعب في اي لحظة".

وتابع "حضرت 23 لاعبا للمشاركة وقد يشاركون كلهم في البطولة".

اضاف "أثق بكل اللاعبين وقدرتهم على تقديم ما هو مطلوب منهم".

وشدد ليكنز على اهمية المباراة الاولى، على رغم ان زيمبابوي سبق لها المشاركة مرتين في امم افريقيا، خرجت فيهما من الدور الاول.

وقال "المباراة الاولى مهمة جدا وسنضع اللمسات الاخيرة في الحصة التدريبية مساء (...) كل منتخب يريد يريد الفوز في كل المباريات، لكن ذلك غير ممكن وتحقيقه يعتبر امرا تاريخيا".

اضاف "نحن لا نستطيع التأكيد بأننا سنفوز بكل المباريات"، معتبرا ان لخصمه "لاعبون من اصحاب المؤهلات يستطيعون العودة من بعيد"، مشيرا الى ان المنتخب قام بتحضيراته اللازمة "وكانت نتائجنا في المباريات الودية جيدة، النتيجة النهائية هي في تصرف اللاعبين وانسجامهم وبلوغهم اعلى مستوى، وهذه الروح تسود بين اللاعبين".

- الجزائر الأوفر حظا -

وعين الاتحاد الجزائري ليكنز في تشرين الثاني/نوفمبر خلفا للصربي ميلوفان راييفاتش الذي اقيل بسبب النتائج المتواضعة في تصفيات كأس العالم 2018 المقامة في روسيا.

وعلى رغم الفترة القصيرة التي امضاها قبل خوض النهائيات، يرى ليكنز ان المنتخب كان جاهزا، لاسيما بفضل المدرب الاسبق الفرنسي كريستيان غوركوف الذي ساهم في تأهل الجزائريين للبطولة الافريقية.

وقال ردا على سؤال في هذا الشأن "أنا هنا لاقدم خبرتي سواء مع الجزائر او اي منتخب اتولى الاشراف عليه. احاول ان اكسب اللاعبين الخبرة التي املك. نحلل الخصم وندرس نقاط ضعفه ونطبق خططنا. استطيع القول ان اجواءنا جيدة".

وسبق لليكنز (67 عاما) ان اشرف على منتخب الجزائر لفترة وجيزة عام 2003، وترك منصبه في حينه لاسباب عائلية.

وتبدو حظوظ الجزائر، الخامسة افريقيا (39 عالميا)، أكبر للفوز على زيمبابوي (102 عالميا) في اول لقاء بينهما في النهائيات.

والتقى الطرفان مرتين فقط حتى الان وذلك في تصفيات مونديال 2006 في المانيا، وسيطر التعادل مرتين ايضا (1-1 و2-2).

وتخوض الجزائر التي توجت مرة واحدة على ارضها عام 1990، النهائيات الافريقية للمرة 18 بوجود جيل ذهبي يطمح الى تكرار انجاز جيل رابح ماجر وعبد الحفيظ تسفاوت وبلال دزيري وغيرهم، ومن ابرز اسمائه محرز واسلام سليماني وياسين براهيمي.

وفي التصفيات المؤهلة الى الغابون، لم تجد الجزائر صعوبة في تصدر المجموعة العاشرة برصيد 16 نقطة (5 انتصارات وتعادل).

واضافة الى مشاركاتها الافريقية، خبرت الجزائر نهائيات كأس العالم ثلاث مرات ايضا (1982 و1986 و2010) وخرجت من الدور الاول، لكنها حققت مفاجأة من العيار الثقيل في مشاركتها الاولى بفوزها على المانيا الغربية 2-1.

اما زيمبابوي، ففاجأت الكثيرين عندما تصدرت المجموعة الثانية عشرة المتواضعة (11 نقطة) وتأهلت الى امم افريقيا للمرة الثالثة.

ويخشى مدرب زيمبابوي كاليتسو باسوا عدم حصول لاعبيه على المكافآت الموعودة من اتحاد بلادهم وبالتالي عدم تقديم المطلوب منهم في البطولة او الدور الاول على الاقل.

ولم يسبق لزيمبابوي ان بلغت نهائيات كأس العالم، واستبعدت من التصفيات المؤهلة الى مونديال 2018، بعد اتهامها بعدم دفع مستحقات لمدربها السابق البرازيلي جوزيه كلاودينيو جيورجينيو.