لن يتهاون موناكو الفرنسي الذي سحر جماهير كرة القدم بأدائه الهجومي الرائع في سعيه للمجد، بعد تأهله الاربعاء إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب بوروسيا دورتموند الألماني، بحسب مدربه البرتغالي ليوناردو جارديم.

وكرر فريق الإمارة المتوسطية فوزه على دورتموند 3-1 بعدما أسقطه الأسبوع الماضي في أرضه 3-2.
 
وقال جارديم بعد الفوز: "لم نربح شيئا بعد، لكننا صنعنا التاريخ".
 
وضمن موناكو الفوز بثلاثية المهاجم الواعد كيليان مبابي، القائد الكولومبي راداميل فالكاو والبديل فالير جيرمان، مقابل هدف للعائد ماركو رويس.
 
واللافت في مشوار موناكو، خوضه دورين تمهيديين قبل التأهل إلى دور المجموعات وذلك لحلوله ثالثا الموسم الماضي في الدوري المحلي بعد باريس سان جرمان وليون.
 
وتخطى موناكو فنربهشة التركي (1-2 و3-1) في الدور التمهيدي الثالث، ثم فياريال الاسباني (2-1 و1-صفر) في الملحق المؤهل.
 
وأصبح موناكو أول فريق يبلغ نصف النهائي بعد خوض دورين تمهيديين منذ دينامو كييف الأوكراني في 1999، برغم أن نظام المسابقة كان مختلفا آنذاك.
 
ولم يتوقع أحد أن يصل موناكو الذي تخطى مانشستر سيتي الانكليزي في دور الـ16، إلى هذه المرحلة، لكنه قدم مستويات رائعة وكان الأكثر غزارة بالتسجيل في القارة مع 141 هدفا حتى الان.
 
ويستعد موناكو لأول ظهور في نصف النهائي منذ 2004 عندما خسر النهائي أمام بورتو البرتغالي صفر-3، وسيكون أول ممثل فرنسي في دور الأربعة منذ ليون في 2010.
 
وحذر جارديم: "لقد أخذنا فرنسا إلى نصف النهائي. نريد أن نستمتع بذلك، لكن الفرق الأربعة قادرة على احراز اللقب".
 
ويحارب موناكو ليس فقط على الجبهة القارية، إذ تبدو المنافسة شرسة مع باريس سان جرمان حامل اللقب في السنوات الأربع الأخيرة في الدوري الفرنسي، الذي يتساوى معه بالنقاط مع أفضلية مباراة ناقصة لموناكو.
 
وأضاف المدرب بعد زيارة أمير موناكو ألبير اللاعبين في غرف الملابس بعد اللقاء: "ليس سهلا أن تلعب في أوروبا وتحرز لقب الدوري المحلي. فريقنا خاض أكبر عدد من المباريات في دوري الأبطال، وهذا صعب".
 
وأردف جارديم الذي رشحته الصحف الانكليزية لتولي تدريب أرسنال: "لو خسرنا ربما في دور الـ16 لكنا أكثر نضارة الآن، لكننا لن نغير عقلية اللاعبين. يجب أن نستعيد لياقتنا جيدا".
 
وعن أفضليته بين المساقبتين، قال جارديم: "لو اضطررت للاختيار، من الطبيعي أن أفضل الفوز في دوري الأبطال، لكن ربما حظوظنا أقل من الفوز في الدوري. سنقدم كل ما نملك في الاثنتين".
 
وشرح هداف الفريق وقائده فالكاو بلوغ الفريق هذه المرحلة الهامة: "هذا رائع بالنسبة لموناكو أن يتأهل الى نصف النهائي بعد 13 عاما وبالنسبة لكرة القدم الفرنسية ايضا. لقد مررت بلحظات صعبة لكني عملت بصمت عندما لم يتوقع احد عودتي".
 
ورأى لاعب وسط موناكو تييمويه باكايوكو: "تأهلنا مستحق ولدينا رغبة بالذهاب بعيدا".
 
- دورتموند والاقصاء المر -
 
وبالنسبة لدورتموند، كان الإقصاء مرا خصوصا بعد حادثة تفجير حافلته قبل مباراة الذهاب وتأجيلها، وغياب المدافع الاسباني مارك بارترا لكسر في معصمه نتيجة التفجير.
 
وتواجد بارترا مع زملائه في موناكو لتحفيزهم، بيد أن ليلتهم كانت صعبة أيضا من الناحية النفسية، اذ تأخرت حافلتهم قبل الوصول إلى الملعب بطلب من الشرطة لأسباب أمنية.
 
وقال المدرب توماس توخيل: "كان اسوأ شيء ممكن أن يحدث بعد أسبوع من الهجوم. الكل كان جاهزا في الحافلة للذهاب، لكن لم يسمح لنا".
 
وتأخرت موعد انطلاق المباراة 5 دقائق.
 
وأضاف توخيل الذي كان يشرف على دورتموند في مباراته المئة ويحتل فريقه المركز الرابع راهنا في الدوري المحلي "بوندسليغا": "بعد 8 ايام فقط من الاعتداء الرهيب، يجب أن لا نعطي أهمية كبيرة لاداء الفريق. كان الأمر صعبا كثير للاعبين، لذا لا يمكن أن أنتقدهم كثيرا. كنا جاهزين للمنافسة على بطاقة نصف النهائي لكن الأمور تبدلت بشكل دراماتيكي".