قد يدفع ريال مدريد الإسباني ثمن غضب نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تصدر العناوين في الأيام الأخيرة ليس بسبب قضية تهربه من الضرائب وحسب، بل لأن وسائل الاعلام تتحدث عن توجهه لمغادرة "سانتياغو برنابيو" بسبب الملاحقة القضائية.

وأطلقت صحيفة "آ بولا" البرتغالية شرارة التخمينات بشأن مستقبل رونالدو مع النادي الملكي المتوج قبل أيام معدودة بلقبي الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا، بعدما أشارت الى أن صاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم قرر ترك إسبانيا لشعوره بأن ريال مدريد لا يسانده بما فيه الكفاية في قضية تهربه من الضرائب.

وبدأ الحديث عن الفرق التي بإمكانها دفع ثمن اللاعب الأعلى دخلا في عالم كرة القدم بحسب مجلة فوربس الأميركية (93 مليون دولار عام 2016)، وذكر اسم مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي تركه النجم البرتغالي عام 2009 للالتحاق بنادي العاصمة الإسبانية، وباريس سان جرمان الفرنسي الممول قطريا.

وأضيف الأحد اسم بايرن ميونيخ الألماني الى لائحة الأندية التي يمكن أن تضم رونالدو بحسب صحيفة "غازيتا ديلو سبورت" الإيطالية، فيما تحدثت صحيفة "صن" البريطانية عن إمكانية دخول تشلسي ايضا على الخط من أجل محاولة الحصول على خدماته.

لكن أيا من النجم البرتغالي الذي يبدأ الأحد مع منتخب بلاده مشوارهما في كأس القارات 2017 ضد المكسيك، أو ريال مدريد لم يؤكد بأن اللاعب قرر أو هدد بإمكانية الرحيل عن "سانتياغو برنابيو".

لكن صحيفة "ماركا" الرياضية الاسبانية ذكرت الاحد ان المدرب الفرنسي لريال مدريد زين الدين زيدان اتصل هاتفيا بالنجم البرتغالي محاولا اقناعه بعدم ترك النادي الملكي.

وحسب الصحيفة التي لا تستند الى اي مصدر، قطع زيدان اجازته في ايطاليا للاتصال برونالدو الموجود في روسيا لخوض كأس القارات والتأكد من انه يريد فعلا ترك اسبانيا بسبب اتهامه بالتهرب من دفع ضرائب بقيمة 14,7 مليون يورو، مضيفة أن زيدان "افهمه (رونالدو) بأن ريال مدريد فريق يكسب بوجوده وانه بحاجة اليه سواء بسبب روح المنافسة التي يتمتع بها او الاهداف التي يسجلها".

واضافت "ماركا" ان قائد الفريق سيرخيو راموس اتصل بدوره برونالدو من اجل اقناعه بالعدول عن هذه الفكرة.

وكانت النيابة العامة في مدريد اعلنت الثلاثاء انها تقدمت ببلاغ ضد اللاعب واتهمته "بأربع جرائم ضد الخزانة العامة بين عامي 2011 و2014 ... التي تنطوي على غش ضريبي" بمبلغ 14,7 ملايين يورو (16,5 مليون دولار).

واعتبرت النيابة العامة ان رونالدو "استفاد من كيان شركة انشئت في 2010 لاخفاء العائدات التي يحصل عليها في اسبانيا من حقوق بيع الصور من امام سلطات الضرائب".

وكان اسم رونالدو ورد في تقارير "فوتبول ليكس" التي كشفت في 2016 وثائق تتعلق بعمليات تهرب ضريبي على نطاق واسع في عالم كرة القدم شملت العديد من اللاعبين والمدربين في اوروبا.

لكن المهاجم البرتغالي نفى مرارا قيامه بعمليات تهرب ضريبي، ونشر أواخر العام الماضي كشوفات مالية بقيمة 225 مليون يورو، وهو أكد الأربعاء بأنه "مرتاح الضمير"، بينما أبدى فريقه ريال مدريد ثقته بـ "البراءة التامة" لقائد منتخب البرتغال.

- مقارنة بين رونالدو وميسي حتى في التهرب الضريبي! -

وفي أول تعليق له على القضية، قال رونالدو من مطار لشبونة حيث كان يستعد للسفر مع منتخب بلاده الى روسيا "الضمير مرتاح، دائما".

وأتى ذلك بعد ساعات على بيان صادر عن النادي الملكي أكد فيه الأخير أن "ريال مدريد مقتنع تماما بان لاعبنا كريستيانو رونالدو سيظهر براءته التامة في هذه العملية"، مجددا "ثقته" بمهاجمه.

واضاف "منذ وصوله الى ريال مدريد في تموز/يوليو 2009، أبدى كريستيانو رونالدو دائما إرادة واضحة للوفاء بجميع التزاماته الضريبية. ريال مدريد ينتظر من القضاء التعامل بمنتهى الوضوح حتى تظهر براءة كريستيانو رونالدو بسرعة".

ورونالدو ليس النجم الكبير الوحيد الذي مر بمشكلة مماثلة في إسبانيا إذ سبقه لذلك غريمه الأرجنتيني في برشلونة ليونيل ميسي الذي ادين بالسجن لمدة 21 شهرا مع غرامة مالية بنحو مليوني يورو العام الماضي.

ورفضت المحكمة العليا الاسبانية قبل نحو ثلاثة اسابيع الاستئناف الذي تقدم به ميسي، مؤكدة إدانته بالسجن 21 شهرا، لكنها علقت عقوبة السجن كما هو الحال عادة في اسبانيا عندما تكون العقوبة أقل من عامين، فضلا عن نظافة السجل القضائي. وحاول برشلونة التخفيف من وطأة العقوبة المالية القضائية التي فرضت على نجمه من خلال "رفع راتبه تدريجا وهذا الأمر ساعد بطريقة ما اللاعب على تسوية الغرامة التي فرضت عليه وتهدئة النفوس" بحسب ما ذكرت الأحد صحيفة "ال موندو".

لكن محامي رونالدو، انتونيو لوبو كزافيير، رفض مقارنة وضع موكله بميسي الذي لم يعلن للسلطات عن عائداته من حق بيع صوره "في حين أن رونالدو قام بهذا الأمر".

ولا يبدو أن رئيس نقابة العاملين في وزارة المالية الإسبانية، كارلوس كروسادو، مقتنع بأن وضع رونالدو محتلف عن ميسي إذ قال لوكالة فرانس برس "منذ وصوله الى إسبانيا عام 2009 وحتى سنة 2014 التي أعلن فيها عن (عائدات) 5,6 ملايين يورو، لم يعلن (رونالدو) عن أي عائدات متعلقة بحقوق الصور في خطوة تظهر بأنه هناك تستر على هذه العائدات، وهذا ما أثار الشك ودفع السلطات المالية الى فتح تحقيق".