أظهر السائق الفنلندي فالتيري بوتاس قدرته على مقارعة زميله في مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون وسائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل، والمنافسة بقوة على لقب بطولة العالم للفورمولا واحد، وذلك في ضوء الأداء المميز الذي قدمه الأحد في جائزة بريطانيا الكبرى.

وعلى رغم سيطرة هاميلتون على مجريات المرحلة العاشرة للبطولة من البداية حتى النهاية، بعد انطلاقه الناجح من المركز الأول وخروجه فائزا من سيلفرستون للموسم الرابع تواليا، الا ان زميله بوتاس كان نجم السباق لاسيما انه انطلق من المركز التاسع بعد معاقبته بإرجاعه 5 مراكز على خط الانطلاق بسبب تغيير علبة السرعات في سيارته.
 
وأنهى الفنلندي سباق الأحد في المركز الثاني، ليصعد بذلك الى منصة التتويج للمرة السابعة في عشر سباقات، بينها فوزان في المرحلتين الرابعة (روسيا) والتاسعة (النمسا)، ما جعله أحد المنافسين على الصدارة التي يحتلها فيتل مع 177 نقطة، مقابل 176 لهاميلتون الثاني، و154 لبوتاس الثالث.
 
وعلى رغم استفادة بوتاس الأحد من سوء طالع ثنائي فيراري، فيتل والفنلندي كيمي رايكونن اللذين تعرضا في اللفتين الأخيرتين لثقب في اطار سيارتيهما، الا انه تمكن خلال السباق من إظهار قدراته العالية وتأقلمه مع فريقه الذي انضم اليه مطلع الموسم خلفا لبطل العالم 2016 الالماني نيكو روزبرغ المعتزل.
 
ووضع بوتاس (27 عاما) الذي تجاوز فيتل دون "خدمة" من الاطارات خلافا لما حصل مع رايكونن، خلفه بدايته المتعثرة هذا الموسم، والخطأ الساذج بخروجه عن المسار خلف سيارة الامان في المرحلة الثانية على حلبة شنغهاي الصينية، واكتفائه بالمركز السادس.
 
وكان السائق الفنلندي الذي يخوض موسمه الخامس في الفئة الأولى، سعيدا بالأداء الذي قدمه الأحد في سيلفرستون وهو قال بعد السباق "بالنسبة إلينا كفريق، إنها نهاية أسبوع مثالية، لاسيما في ظل الظروف التي كانت والمكان الذي انطلقت منه، في المركز التاسع".
 
وواصل بوتاس الذي سيكون مصدر "إزعاج" لهاميلتون في حال واصل نتائجه المميزة لأنه سيكون منافسا له على اللقب كما روزبرغ في الموسمين الأخيرين، "ما قمنا به اليوم (الأحد) كان رائعا. السيارة كانت جيدة، سريعة جدا، والاستراتيجية كانت مثالية بالنسبة إلي ولويس".
 
وأقر بوتاس ان مستوى أدائه مع الاطارات اللينة (النوعية الأقسى المتوافرة للفرق) في المراحل المبكرة من السباق، فاق توقعاته وتوقعات مرسيدس أيضا، مضيفا "بدأت السباق مع الاطارات اللينة، كان يجب إكمال عدد كبير من اللفات، وفي الواقع قمنا بزيادة عدد اللفات قبل توقف الصيانة لأن كل الأمور كانت تسير على ما يرام".
 
وتابع "مع اقترابنا من نهاية السباق، كانت سرعتي جيدة بالإطارات الأكثر ليونة لأنها كانت جديدة. تمكنت من تجاوز فيتل ومن ثم بدأت بمطاردة رايكونن. في الواقع، كان بعيدا ولم يكن في إمكاني الحصول على المركز الثاني، وبالتالي كنت محظوظا بعض الشيء" بعد الثقب الذي تعرض له اطار سيارة مواطنه سائق فيراري.
 
واستطرد قائلا "كان رايكونن غير محظوظ بخسارته للمركز الثاني في السباق، لكن ثنائية المركزين الأول والثاني (لمرسيدس) كانت مثالية".
 
- مشكلتان مختلفتان -
 
وأكدت شركة بيريلي أن فيتل ورايكونن واجها مشكلتين مختلفتين، إذ انفجر الاطار الايسر في سيارة الألماني خلال اللفة الأخيرة، بينما حصل تآكل كبير في إطار سيارة الفنلندي.
 
وقال المتحدث باسم بيريلي "المشكلتان مختلفتان كليا (...) لكن في نهاية المطاف، كانت إطارات السيارتين متآكلة بشكل كبير، وهو أمر اعتيادي على حلبة من هذا النوع وبعد سباق مماثل".
 
وتابع "كان ثمة تسطح في الاطارات عندما كان (فيتل) ينافس بوتاس. ربما كان يصعد على جوانب الحلبة في بعض الأحيان لأنه يدافع عن مركزه وما إلى ذلك. كان يقوم بمهمته وحسب. الاختلاف مع رايكونن، عندما توجه نحو منطقة الصيانة لم يكن هناك تسرب هواء في الاطار، وبالتالي لم يكن هناك تعطل كامل، وإنما تآكل كبير فقط".
 
وأضاف "علينا اجراء تحليل مفصل للاطارات، نظرا لاختلاف المشكلة... نريد الوصول الى سبب واضح للفشل في الاطارات. مع رايكونن، كان الاطار مجهدا ومتآكلا بالكامل، بينما مع فيتل كانت هناك مشكلة داخل الاطار إثر تعرضه لثقب".
 
وأجرى فيتل توقفه الأول بشكل مبكر نسبيا بعدما فشل في استعادة مركزه الثالث من سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن، ما أثر على وضع اطاراته في المراحل الأخيرة من السباق.
 
ورفض الالماني لوم أحد على هذه الاستراتيجية، قائلا "لا أريد توجيه اللوم لأحد... واجه كيمي رايكونن مشكلة مشابهة وكانت إطاراته أجدد من إطاراتي بحوالي خمس أو ست لفات. تفاجأنا كثيرا بما حصل".
 
أضاف "كان في الامكان ان تكون هذه المرحلة أفضل بالتأكيد، لكنها لم تكن كارثية. سيارتنا كانت جيدة، لاسيما في المنعطفات. كان التوازن جيدا".
 
ويأمل فيتل في تعويض ما حصل معه في سيلفرستون عندما ينتقل السائقون في 30 تموز/يوليو الى حلبة هنغارورينغ المجرية حيث سيحاول التفوق على ثنائي مرسيدس، لاسيما هاميلتون الذي اقترب منه في ترتيب بطولة العالم، علما ان مهمته لن تكون سهلة لكون الأخير هو الأكثر فوزا على هذه الحلبة (5 مرات آخرها 2016).
 
المرجح ان المنافسة لن تقتصر بعد الآن على هذين السائقين، اذ ان بوتاس شدد بعد فوزه في النمسا على انه "منافس على اللقب (...) لدينا العديد من السباقات المتبقية، لا نعرف من سيكون بطلا للعالم".