ودع البريطاني مو فرح البطولات الكبرى في العاب القوى نجما خارقا في المسافات الطويلة، لكن اسمه بقي مرتبطا بالنسبة لكثيرين بالمدرب البرتو سالازار المتهم بقضايا منشطات.

بقي فرح المولود في الصومال مرتبطا بسالازار، برغم مزاعم جدية لم يتم اثباتها نفاها دوما ابن الرابعة والثلاثين.

فرح المتوج بفضية سباق 5 الاف م السبت في بطولة العالم في لندن والذي عجز عن تحقيق ثنائية تاريخية ثالثة سباقي 5 الاف و10 الاف م، لم يرتق مستوى نجوميته الى بطل سباقات السرعة الجامايكي اوساين بولت الذي ودع المضامير ايضا، انما كنجم قد تنتظر ام الالعاب سنوات طويلة لتجد بديلا من قماشته.

لا شك بان فرح نال تشجيعا كبيرا من البريطانيين خلال انجازاته على الملعب الاولمبي في 2012 ومونديال لندن 2017 وكرمته الملكة اليزابيث الثانية بلقب فارس.

لكن رغم اسطول ذهبياته الاولمبية والمونديالية ووضعه حدا للهيمنة الكينية والاثيوبية على المسافات الطويلة، الا ان معيار شعبيته في بريطانيا تعكسه جائزة شخصية العام الرياضية المقدمة من قبل شبكة هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" بتصويت من الجماهير.

مرة وحيدة في 2011 حل فرح بين الثلاثة الاوائل، ويعزو نجم الترياتلون اليستير براونلي ذلك لعدم اعتباره بريطانيا.

قال براونلي لصحيفة "ذي غارديان" في كانون الاول/ديسمبر الماضي "هذا حقا محزن، لانه بالنسبة الي القصة البريطانية المثالية".

يتابع "هذا ما يجب أن نكون عليه: يافع يأتي الى بريطانيا كلاجىء، يرصده مدرسه (ألن واتكنسون) ويمثل بريطانيا على أعلى مستوى في العالم".

يتغاضى فرح دوما عن تغييبه المستمر معتبرا انه يلقى دوما استقبالا رائعا من الجماهير في اللقاءات البريطانية.

يشدد على رحلته بعمر الثامنة من الصومال الممزقة بالحرب وصولا الى انكلترا عن طريق جيبوتي، مع والدته عمران واثنين من اشقائه (أحمد ووهيب) لكن من دون توأمه حسن المريض.

قال لصحيفة "ذا صن" العام الماضي "أعرف اين نشأت، من أين أتيت والرحلة التي اتخذتها".

- عالم جديد -

جلبته والدته للانضمام الى والده مختار، مستشار تكنولوجيا المعلومات، لكنهما تطلقا لاحقا. بدأ فرح الطفل يجد الحياة مسلية في انكلترا.

قال العام الماضي لمجلة "بيغ ايشو" الاسبوعية التي يبيعها المشردون في بريطانيا "اتذكر المشي ثم تفتح الابواب، وكانت هناك سلالم. كان ذلك رائعا بالنسبة الي كطفل. عالم جديد، مثل عندما ذهبت الى ديزني لاند. وبالنسبة الي كانت عائلتي هناك، لذا كان بمثابة منزلي".

بعد الاستقرار في انكلترا، عاش عند قريبته كينسي، لكن والدته كانت الاقرب اليه، على غرار بولت الذي يعتبر نفسه "مدلل الوالدة".

قال فرح الذي احتفل مع زوجته تانيا واطفاله الاربعة، من بينهم التوأمان عائشة وأماني، بعد تتويجه في سباق 10 الاف م "كنت دوما طفلا سعيدا، اضحك وامزح".

بضحكته الممتلئة الخدين "كنت انفذ من العقوبة بعد خلق المشكلات. استخدمتها كثيرا مع والدتي. كنت قريبا لوالدتي اكثر من والدي، انا حقا مدلل امي".

يبقى للعداء الذي سينتقل الى سباقات الطرق وخصوصا الماراتون، حلم تمضية المزيد من الوقت مع شقيقه حسن، وقد وصف بتأثر في سيرته الذاتية أهمية لم شمل العائلة أخيرا في 203.

يقول "شعرت بان جزءا مني مفقود طوال وقت نشأتي بعيدا عن حسن. اخيرا ملأت هذا الفراغ من حياتي".

ولا شك بان الفراغ الذي سيتركه على المضامير سيصعب تعويضه.