اضطرت إدارة وجماهير نادي بروسيا دورتموند الألماني إلى تجرع على مضض رؤية احد ابرز عناصرها الأساسية يرحل عن صفوف الفريق، بعد انتقال المهاجم الصاعد الفرنسي عثمان ديمبيلي إلى نادي برشلونة الإسباني في ثاني أكبر صفقة في تاريخ انتقالات اللاعبين.

وعلى الرغم من إصرار الألمان على الإبقاء على المهاجم الفرنسي هذا الموسم على الأقل، وتأجيل أي قرار يقضي برحيل اللاعب وانتقاله حتى الصيف القادم من عام 2018 ، إلا أن الضغوطات التي مارسها اللاعب وممثلو نادي برشلونة كانت أقوى من الرفض الألماني ليتم إبرام الصفقة مقابل تكلفة إجمالية تصل إلى 145 مليون يورو، تشمل قيمة الانتقال والبالغ قدرها 105 ملايين يورو، مضافاً إليها حوافز تصل إلى 40 مليون يورو.
 
وهكذا ينضم عثمان ديمبيلي إلى قائمة طويلة من النجوم الذين رحلوا عن نادي بروسيا دورتموند دون رضى إدارة النادي والجهاز الفني للفريق، بعدما غادر بعضهم باتجاه الغريم التقليدي نادي بايرن ميونيخ، فيما فضل آخرون الانتقال للعب خارج ألمانيا.
 
ويكشف تقرير لصحيفة "آس" الإسبانية عن قائمة الأسماء التي افتقدها دورتموند منذ بروزه في عام 2013 ، والتي تزامنت مع عودته القوية للمنافسات على الساحة المحلية والقارية، حيث تسبب رحيل هؤلاء النجوم في نزيف حاد داخلي أصاب الشرايين الأساسية لقلب الفريق، وجعله عاجزاً عن البقاء في دائرة المنافسة محلياً على درع الدوري وكأس ألمانيا، وأيضاً قاريًا على لقب دوري أبطال أوروبا بعدما كان لغاية موسم (2013-2014) ضمن أقوى المرشحين للصعود لإحدى منصات البطولات .
 
ونجح نادي بايرن ميونيخ في خطف ثلاثة من عناصر مواطنه دورتموند في الفترة من عام 2013 وحتى عام 2016 ، حيث كانت البداية بلاعب خط الوسط الألماني ماريو غوتزه الذي انتقل للبافاري مقابل 30 مليون يورو خلال "الميركاتو الصيفي" الذي أعقب المواجهة بين الغريمين التقليديين على نهائي دوري أبطال أوروبا في شهر مايو من عام 2013 ، ثم خطف منه المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي في صفقة انتقال حر (مجاناً) في صيف عام 2014 ، وأخيراً استقطاب أفضل مدافعيه ممثلاً في الدولي الألماني ماتس هوملز مقابل 35 مليون يورو في صيف عام 2016 .
 
وقبل عثمان ديمبيلي شهد الميركاتو الصيفي لعام 2016 رحيل اثنين من أهم لاعبي خط وسط "أسود الفيستيفال" ، بانتقال الأرميني هنريك مخيتريان إلى نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي لقاء 42 مليون يورو، ثم انتقال الألماني إيلكاي غوندوغان إلى نادي مانشستر سيتي نظير 25 مليون يورو.
 
وإضافة إلى الأسماء السابقة، فقد رحل عن دورتموند لاعبون آخرون لا يقلون أهمية عنهم، على غرار الياباني شينجي كاغاوا الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 16 مليون يورو في عام 2012 قبل ان يعود إليه مجدداً في عام 2014 ، وكذلك التركي نوري شاهين الذي رحل إلى نادي ريال مدريد الإسباني نظير 10 ملايين يورو في عام 2011 ، قبل ان يعود إلى دورتموند أيضاً في عام 2013 بعدما خاض تجربة قصيرة في نادي ليفربول الإنكليزي في عام 2012.
 
وعلى الرغم من أن العائدات التي حققها نادي بروسيا دورتموند من بيعه لنجومه، قد تجاوزت الـ 250 مليون يورو، إلا أن وتيرة تضميد جراح النزيف الحاد الذي خلفه الراحلون كانت بطيئة وجعلت الجهاز الفني يفشل في إعادة ترتيب صفوف الفريق ليكون جاهزاً للمنافسات مع بداية كل موسم بتشكيلة جديدة ومغايرة عن الموسم الذي سبقه، خاصة أن كافة اللاعبين المنتقلين قد غادروا المدينة الألمانية قبل الوقت الذي كان قد حددته إدارة النادي والجهاز الفني للفريق، مما جعلهما يفتقدان للوقت الكافي للقيام بإحلال مناسب وناجح.
 
وكشفت الحالة التي عرفها دورتموند في أعقاب هذا النزيف أن القيمة الفنية لهؤلاء اللاعبين كانت أغلى وأهم بكثير من العائدات المالية التي استفاد منها النادي من انتقالهم.