في موسم (1992-1993) اعلن&المسؤولون عن الكرة الإنكليزية عن دوري جديد تحت اسم الدوري الإنكليزي الممتاز سعياً للإرتقاء بالبطولة التي كانت تتذيل الدوريات الأوروبية - حينها - لتصبح في غضون سنوات الدوري الأقوى فنياً، والأعلى مالياً و الأكثر متابعة جماهيرياً وتغطية إعلامياً .

وبين النسخة الأولى موسم (1992-1993) والنسخة الحالية موسم (2018-2019) &فوارق كثيرة فرضتها التغييرات الجذرية التي طرأت على مسابقة "البريمرليغ"، وهي تغييرات استعرضتها صحيفة "ماركا"الإسبانية تزامناً مع إنطلاق بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز في نسخته السابعة والعشرين من تاريخ البطولة.

الأندية

انطلق الدوري الإنكليزي الممتاز بمشاركة 22 فريقاً قبل ان يتقلص العدد إلى 20 فريقاً بداية من النسخة الثالثة في موسم (1994-1995) من اجل تقليص مباريات الموسم الرياضي.

هذا ولم يبقَ&من الأندية المؤسسة للبطولة و التي ستخوض غمار الموسم الجديد سوى 9 اندية هي مانشستر يونايتد و مانشستر سيتي &و ليفربول و أرسنال و كريستال بالاس و ايفرتون و تشيلسي و توتنهام هوتسبير و ساوثهامبتون ، بينما بقية الاندية المؤسسة هبطت لمصاف دوري الدرجة الأولى (البريميرشيب) فيما سقط بعضها إلى الدرجة الثانية على غرار نوتينغهام فورست و بلاكبيرن روفرز (بطل الدوري عام 1995) و ليدز يونايتد واستون فيلا وكوينز بارك رينجرز ، وإيبسويتش تاون .

يشار الى أن 11 نادياً من الاندية العشرين التي ستتنافس على بطولة الدوري في موسم (2018-2019) لم تكن موجودة في موسم (1992-1993) على غرار ليستر سيتي (بطل الدوري عام 2016) ستوك سيتي وبورنموث و بيرنلي و ويست هام يونايتد .

اللاعبون&

شهدت مباريات الجولة الأولى من النسخة الأولى لبطولة الدوري الإنكليزي الممتاز في موسم (1992-1993) حضور 13 لاعباً اجنبياً فقط مع انديتهم، إذ ان اللاعبين كانوا يفضلون - في ذلك الوقت - اللعب في إيطاليا و ألمانيا و فرنسا، حيث لم تكن إنكلترا تستهويهم .

ومن ابرز الاسماء الاجنبية التي كان لها شرف التأسيس نجد الفرنسي إريك كانتونا الذي جاء إلى إنكلترا هربًا من جحيم الإعلام الفرنسي الذي كان يلاحقه حينها ، حيث بدأ موسمه مع نادي ليدز قبل ان ينتقل بعدها إلى نادي مانشستر يونايتد، كما نجد الحارس الدنماركي بيتر شمايكل الذي مثل مانشستر يونايتد بعد قيادة منتخب بلاده لنيل لقب كأس أمم أوروبا 1992 ، وأيضاً مواطنه جون يانسن الذي التحق بأرسنال ، إضافة إلى الجناح الروسي أندري كانتشيلسكيس الذي لعب لصالح مانشستر يونايتد و السويدي فرانك ليمبار الذي ارتدى قميص أرسنال.

و مع توالي المواسم ارتفع عدد اللاعبين الأجانب حتى اصبحوا هم الغالبية العظمى في صفوف الأندية، وبالتالي تقلص عدد الإنكليز حتى اصبحوا اقلية وضيوفاً في عقر دارهم ، حيث تشير الاحصائيات الى ان عدد اللاعبين الأجانب في الموسم الجديد سيفوق 400 لاعب من كل الجنسيات خاصة من فرنسا وإسبانيا في ظل الغزو الأجنبي القوي الذي يستهدف البطولة ، سعياً للرواتب الضخمة، وهو ما جعل القائمين على الجهاز الفني بالمنتخب الإنكليزي يجدون&صعوبة كبيرة في العثور على قائمة 23 لاعباً ، وإن وجدها، فيكون جزء&منها للاعبين& الذين يتواجدون في دكك الاحتياط في ظل السيطرة شبه مطلقة للاعبين الأجانب على التشكيلات الأساسية للأندية .

المدربون

ما ينطبق على اللاعبين ينطبق أيضاً على المدربين، فالدوري الإنكليزي الممتاز بدأ بمدربين محليين سواء من إنكلترا أو بريطانيا على غرار ويلز و اسكتلندا ، إذ لم يكن هناك أي مدرب اجنبي شارك في تأسيس نسخة "الممتاز".

وعرفت الجولة الأولى تواجد 16 مدرباً إنكليزياً من ابرزهم رون أتكينسون مدرب استون فيلا و برايان كلوف مدرب نوتينغهام فوريست و تريفور فرانسيس مع شيفيلد وينزداي ، &و ستة من دول بريطانيا ابرزهم &الرباعي الإسكتلندي السير اليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد (الذي لم يكن قد حصل على لقب السير ، والذي بقي معه لغاية اعتزاله عام 2013 ) ، وجورج غراهام مع أرسنال و غرايم سونيس مع ليفربول و كيني دالغليش مع بلاكبيرن روفرز.

وبعد مرور مواسم قليلة وبحلول الالفية الثالثة اصبح المدرب الإنكليزي في نسخة الممتاز عملة نادرة في ظل التهافت الكبير على المدربين الأجانب ، وفي النسخة الجديدة لن يكون هناك سوى اربعة مدربين إنكليز &مقابل 16 مدرباً أجنبياً ابرزهم الثنائي الإسباني بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي و اوناي ايمري مع نادي أرسنال و الألماني يورغن كلوب مع ليفربول و البرتغالي جوزيه مورينيو مع مانشستر يونايتد و الأرجنتيني ماوريسيو بوشيتينو مع توتنهام هوتسبير و الأيطالي ماوريسيو ساري مع تشيلسي ، أي ان الأندية الكبيرة تحت الهيمنة المطلقة للمدربين الأجانب.

و لم ينجح أي مدرب إنكليزي في الفوز بلقب "البريميرليغ" الذي بقي&حكراً على الأجانب حتى الآن.

الملاك

لم يقتصر الغزو الأجنبي للبطولة على اللاعبين والمدربين الأجانب فقط ، بل تعداه ذلك إلى الملاك الاجانب حيث اصبحت غالبية الأندية تحت ملكية اجنبية في ظل توفر القوانين التي تشجع على ذلك، مما ساعد على ضخ اموال طائلة في خزائنها ، لتستفيد الأندية من ذلك في تحديث بناها التحتية و جلب ألمع النجوم لصفوفها.

وبينما كانت اندية الدوري المحلي منذ إنطلاقة نسخة الممتاز (1992-1993) تحت ملكية محلية إنكليزية خالصة ، فإن اندية الموسم الجديد لا يوجد فيها سوى خمسة اندية فقط تحت سيطرة ملاك إنكليز ، وهي نيوكاسل و بيرنلي و برينغتون و هودرسفيلد و توتنهام هوتسبير .

وباستثناء توتنهام هوتسبير،& فإن بقية الأندية متواضعة وتلعب على البقاء في دوري الأضواء ، ، بينما بقية الاندية الخمسة عشر انتقلت ملكياتها لمستثمرين اجانب من الصين و روسيا و أميركا و إيطاليا و الإمارات و باكستان ، من ابرزهم الروسي رومان ابراموفيتش مالك نادي تشيلسي منذ عام 2003 و الذي جعل منه ناديًا كبيراً ، والشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشستر سيتي منذ عام 2008 و الذي نقل النادي ليصبح من الأندية الكبار في البطولة، بالإضافة إلى عائلة جليزر مالكة نادي مانشستر يونايتد.

حقوق بث خيالية

عند إنطلاق بطولة الدوري الإنكليزي لم تكن مبارياتها تحظى بمتابعة من قبل الجماهير محلياً وخارجياً بسبب حالة التوهج التي كانت تعيشها بطولة الدوري الإيطالي، و هو ما جعل رابطة الدوري الإنكليزي تبيع حقوق البث التلفزيوني لشبكة "سكاي سبورت" مقابل 257 مليون يورو فقط بعقد مدته خمسة مواسم يمتد لغاية نسخة (1996-1997) لبث 60 مباراة فقط &في الموسم .

وبعد مرور المواسم وتوافد النجوم على الملاعب الإنكليزية من كل صوب ، ارتفعت حدة المتابعة واصبحت مباريات الدوري الإنكليزي تحظى بتغطية إعلامية، مما جعل حقوق البث ترتفع لتصل الى مستويات قياسية في ظل تنافس قوي بين الشبكات الرياضية العالمية على الفوز بحقوق البث، حيث بيعت حقوق مباريات المواسم الثلاثة من عام 2016 وحتى عام 2019 إلى شبكتي "سكاي سبورت" و "بي تي سبورت" مقابل نحو سبعة مليارات يورو مع بث كافة مباريات كل جولة عل مدار الموسم .

شركات ورعاة جدد

واصلت عجلة التغيير في بطولة الدوري الإنكليزي لتصل إلى الشركات الرياضية العالمية التي تصنع قمصان الأندية ، فعند إطلاق البطولة كانت كافة الفرق ترتدي قمصانا من الصناعة المحلية تحمل شعار شركتي "أمبرو" و "ريبوك" ، ولكن مع شعبية البطولة وخطفها للأنظار ، فإن شعار الشركتين اختفى من قمصان الاندية الكبيرة ، لأنها لم تعد قادرة على مجاراة المستوى الكبير الذي بلغته المسابقة على الصعيد العالمي ، لتحل مكانها العلامات العالمية الشهيرة خاصة الألمانيتين "بوما" و "اديداس" و الأميركية "نايكي" .&

ونفس الامر ينطبق على الرعاة بعدما شهد الدور توافد شركات عالمية كبيرة ترغب في الترويج لمنتجاتها من خلال وضع اسمها وشعاراتها على قمصان الأندية خاصة الستة الكبار ، لتختفي بذلك شركات رعاية مثل "هولستن" و "جي في سي" و "شارب" ، وتحل مكانها شركات رعاية ضخمة مثل طيران الإمارات، وطيران الإتحاد و تيرس و غيرها.

مانشستر يونايتد وليفربول

كان ليفربول هو أكثر الأندية تتويجاً بلقب الدوري المحلي بعدما حصده 18 مرة متفوقاً على غريمه مانشستر يونايتد ، ولكن منذ إطلاق نسخة "الدوري الممتاز" فشل "الليفر" في إحراز اللقب حتى الآن، ليتفوق "اليونايتد" ويحرز اللقب "الممتاز" 13 مرة ، ويصعد إلى الصدارة أكثر الاندية تتويجاً باللقب بإحرازه 20 مرة.

وساهم هذا التحول في قيام جماهير مانشستر يونايتد بإستفزاز جماهير ليفربول دوماً بهذا التحول التاريخي، خاصة ان اندية أرسنال و تشيلسي و مانشستر سيتي و ليستر سيتي و بلاكبيرن روفرز نجحت في إحراز اللقب ، بينما عجزت اندية ليفربول و توتنهام هوتسبير و إيفرتون و استون فيلا &عن تحقيق &ذلك، في مؤشر يوحي بتقليص دائرة المنافسة على اللقب بعكس ما كان عليه الامر قبل موسم (1992-1993).

رواتب خيالية

وشمل التغيير في البطولة&الرواتب التي يحصل عليها اللاعبون ، و التي عرفت طفرة وبلغت مستويات قياسية مستفيدة من إرتفاع موارد الأندية ، حيث لم يكن اعلى راتب اسبوعي يتجاوز سقف الـ 10 آلاف جنيه&إسترليني فقط والذي كان يتحصل عليه الفرنسي إريك كانتونا مهاجم مانشستر يونايتد في عام 1992 ، ثم ارتفعت الرواتب للأعلى ، ليحصل الهولندي دينيس بيركامب مهاجم أرسنال على 19 ألف جنيه&إسترليني ، ثم ارتفعت الرواتب مجدداً لتصل إلى 50 الف جنيه استرليني وكانت من نصيب اللاعب الإيرلندي روي كين لغاية عام 2000 .

أما اليوم وبوصولنا لعام 2018، فإن ادنى راتب اسبوعي قد يتجاوز سقف العشرين ألف جنيه&إسترليني ، اما اعلى راتب اسبوعي فيتجاوز 300 الف جنيه استرليني ، حيث يتقاضى أغلب لاعبي اندية مانشستر يونايتد و مانشستر سيتي و تشيلسي رواتب اسبوعية تفوق الـ 150 الف جنيه&استرليني .